جريدة الشرق الأوسط، جريدة وضيعة، ليست هي وحدها بل شلة المطبوعات السعودية التي كُلفت بتجميل صورة آل سعود الغزاة في الخارج، تأتي وضاعة هذه الشلة من كون مهمتها تواطئا خطيرا بين المال السعودي وخبرة بعض فطاحل الصحفيين اللبنانيين الذين عاشوا تحت رحمة اموال الامراء والشيوخ تعهدوا بتعليم وإعداد مجموعة من الولدان السعوديين الذين أرسلهم نايف بن عبد العزيز في خطوة ذكية حين كان مسؤولا عن الأمن والإعلام الى مايسمى بفريق الاعلام الخارجي منتصف الثمانيات الى لندن لإيهام العالم : بان أرض الجزيرة ومسقط رأس محمد بن عبد الله وأرض النبوة والصحابة والائمة انما هي في الحقيقة ارضٌ ملك صِرف للسيد عبد العزيز آل سعود، وأنّ الرسول وآل بيته وصحابته، ومن سكن مكة ويثرب والمدينة من اليهود والنصارى والاعراب والمستعربة كانوا جميعا مستأجرين لدى الرجل في مرحلة من مراحل تاريخ المنطقة. وانتهى عقد ايجارهم باسترداد مكة وتحويلها، كأكبر مشروع تجاري – بلا بضاعة – في العالم.
عُقدةُ الهوية هذه، هي من أنتج الشيزوفرينيا السعودية : يضحكون على المسلمين بانهم خدم الحرمين وأئمّة الدين في الداخل، ويقولون للغرب لاتخافوا من ديننا فنحن سماسرة، يطبعون القرآن بكل اللغات فيما يقدمون أحط انواع الاعلام وضاعة من إعلام المجون وتقليد الكتلوكات الأجنبية لمسخ العقول في تلفزيوناتهم المنتشرة في اوربا والخليج، وفي الصحف التي وُظفت لمهاجمة العرب والمسلمين وقد نجحت فعلا نجاحا باهراً في تشويه صورة المسلم والعربي بين شعوب العالم.
هذه الخطة الخطيرة التي انطلت على الكثير، وسط احتراف إداري ودعاية فخمة وانتظام في الصدور، وفي ظل جهل عربي مُطبق في توظيف الاعلام في الخارج، أصبحت الشرق الاوسط وضرتها الحياة بفعل ذلك التهويل محجّا للكتّاب، وكأن النشر على صفحاتهما جائزة أدبية بحد ذاته.
هذه الخطة الواسعة تبناها شخصان من أخطر رجال المال السعوديين، من اولئك الذين لاتعرف لأحدهم اختصاصا، فترى سيرته. صحفي وطبيب وضابط جيش ورجل شرطة وكاتب لم يكتب سوى مذكراته ورحلته في الفن الادب! بأقلام اخرى بالطبع عربية من مصر والمغرب ولبنان والعراق ممن سوّقت (مصطلح) السعودية الى العالم بوصفه. اسما للدولة العربية.
وفي زمن الدولة العراقية الغبية الراهن، تمادت صحف السعودية وتلفزيوناتها وبائعو الضمائر على شاشاتها كثيرا على العراق، شحنوا جهة ضد جهة، وأججوا التنافسَ ليجعلوه فتنة، بل تجرأت دولة اللاهوية ان تقصف الآمنين في اليمن السعيد بقنابل التقوى وأموال مكة، وان تسلح بأموال مكة الارهابيين من كل بقاع الارض، لتحرق دمشق، وبأموال مكة تصدّر المجون والارهاب الى مختلف دول العالم.
تطاولوا كثيرا وسط صمتنا وترددنا وجهل دولتنا بأهمية الاعلام الخارجي ودوره في مواجهة الإعلام المعادي حتى تقدمت (الشرق الاوسط) كثيرا في تماديها لترتكب الكبيرة، (قدح نسائنا بالزنا في أقدس أيامنا). الا تبّت أيديكم، وسوّد الله وجوهكم وانتم تحتلون بيته العتيق وتهدرون دماء المسلمين وشرفهم وسمعتهم، فماذا انتم بعد ذلك فاعلون.
وانا أشهد ثلاثا من هنا، مبرئا اي صحفي عراقي يعمل في الصحيفة مما جرى وأعرفهم جميعا. فما جرى هو غِلُّ سعودي وهابي مبيّت بامتياز، وهو اسلوبهم المريض المعتاد في شتم العراق، كما الكلاب حين تنبح على القمر.
اضف تعليق