لقد اعتقد بعض المثقفين المزيفين أنهم بالذهاب إلى أبعد الحدود في محاربة دولهم وشعوبها فهم بذلك يكسبون التاريخ، ويخلدون في ضمائر الناس، وهذا هو الفجور بعينه أو إنهم بذلك يصبحون ""مثقفين ثوريين"" أو""مثقفين نضاليين""، أو""مثقفين متحررين""، ناسين أمراً مهماً جداً هو أن ""المعرفة لا تولّد الأخلاق، وأن الأفراد المثقفين ليسوا بالضرورة أناساً صالحين"" كما يقول جان جاك روسو، وأن التاريخ، منذ الأزل، رغماً عن ""إنسانيتهم"" و""سموّ"" أهدافهم، يكتبه الأقوياء، ويذهبون هم أوّل ضحاياه.
مشكلة هؤلاء المثقفين المزيفين، أنهم مفضوحون وإن لاذوا بعتمة الوضعيات الاستثنائية في تاريخ القلاقل والأزمات، إلا أنهم يمثلون بمواقفهم البهلوانية الانتهازية سلعاً مطلوبة لمن يحترفون سياسة التعجيل أو التأجيل، الإضمار أكثر من الإظهار، تمرير الأفكار والبرامج في الأوقات الحرجة الاستثنائية بتعلة الاستفادة المؤقتة من كفاءات هؤلاء الذين عوّدونا في كل حين على ألاعيب القول ورقصات الفعل وغدر اللغة بالتحايل على بلاغتها عند تحويلها من شرف الكيان إلى أكاذيب البيان...
لقد أفرز واقعنا العربي السيئ ثقافة مشوهة أوجد الأعداء أبجديتها وحروفها الأولى حين انتقوا بعناية فائقة عبارات ومترادفات سياسية براقة لمفاهيم مغرضة هدامة المضمون، تبناها أزلام الغرب من المستعربين، فجعلوا منها مصطلحات يتداولونها في الإعلام والسياسة وحتى في المحافل الدبلوماسية، غرضها الترويج للخنوع والتبعية والتبشير بعصر التفريط والتنازلات المؤلمة، ولا شيء أدل على ذلك من إدراج عيناتٍ من هذه المفردات الجميلة شكلاً القبيحة مضموناً، وهذا بعضها: تولى الإعلام الخليجي الأسود وفي الغرب مهمة تجميل العديد من المفاهيم المدانة عربياً، وشيطنة المضامين الوطنية والقومية التي تصب في مصلحة العرب والعروبة، وقد اعتبر الإعلام المضلل صراع الوجود مع المحتل الصهيوني ""نزاعاً""، ولقاءه ""حواراً""، واستبدلوا مفردة ""العدو"" بعبارة ""الآخر""، وروجوا لثقافة الاستماع لهذا ""الآخر"" واحترام ""رأيه""، وجعلوا من الخيانة ""وجهة نظر""، وصوروا المستعمرَ ""حليفاً""، والمقاومةَ ""إرهاباً""، وأسموا الاستسلامَ للعدو ""سلاماً""، والاعترافَ به ""واقعيةً""، والتعاونَ معه ""مصلحةً وطنية""، وأصبحت القواعد العسكرية الأجنبية في دول الخليج وبعض الأقطار العربية، يزيد تعداد جنودها عن تعداد سكان البلاد الأصليين، واعتبروا هذا التفريط بالسيادة ""من دواعي الحرص على السيادة""، وصارت التبعية ""إنجازاً""، والرشاوى السياسية ""مساعدات""، وغدا انتهاك السيادة الوطنية ""احتراماً للمعاهدات""، ووُصِفت أرذل جرائم العصر على أرض العرب بأنها ""ربيع العرب""، وصار تنظيم القاعدة وفروعه ""معارضة وطنية""، وأضحى الإرهاب ""جهاداً""، والقتل الجماعي ""تطبيقاً لشرع الله""، والحديث في هذا المجال يطول.
والتلاعب بالألفاظ لم يعد يقتصر على المفاهيم فقط، بل تعداها إلى مسميات الأحداث الأليمة التي نالت من جسد عروبتنا المكلومة، فغدا لكل حدث مهين تسمية جذابة، تخفي خلفها قبح الواقعة وسوء الحدث، ومن أمثلة ذلك: أن معاهدة ""كامب ديفيد"" الاستسلامية سميت ""اتفاقية سلام"" وغدا احتلال أمريكا للعراق ""تحريراً للعراق"" ومؤامرة سلخ جنوب السودان ""تقرير مصير""، والدول التي تآمرت على سورية أسموها ""أصدقاء سورية""، وتطاول الإرهابيين على الشرعية في سورية أسموه ""ثورة""، وعدوان آل سعود على اليمن وتدميره أسموه ""حماية الشرعية""، ورغم تمسك الشعب السوري والجيش بقيادته الشرعية، اعتبروا من طرفهم أن القيادة السورية فقدت شرعيتها، أما في اليمن ورغم تآمر قيادته وفرارها إلى خارج البلاد فما زالوا يعتبرونها القيادة الشرعية لليمن، وحين تقوم العصابات الإرهابية بتدمير الأوابد الأثرية في سورية والعراق لقطع الصلات مع الماضي يسمون هذا الفعل ""تدميراً للأوثان""، وكذلك عندما ينسف الإرهابيون قبور الأنبياء ومقامات الصحابة وأضرحة الصالحين، فضلاً عن دور العبادة، التي يبغون منها تدجين وترويض المواطن العربي وتحييد مشاعره تجاه نسف المقدسات، فإن هذا الفعل الشنيع يتم تحت شعار ""تدمير أماكن الشرك""، وهذا ما يراد منه تهيئة النفس العربية والإسلامية لتلقي خبر نسف الصهاينة للمسجد الأقصى ـ عند وقوعه ـ بردة فعل باردة أو معدومة، وأما التدخل الأمريكي لمساعدة ""داعش"" فأسموه ""حرباً على الإرهاب""، وهجمات سلاح الجو الروسي على الإرهاب اعتبروها ""عدواناً""، ووصفوا التآمر على الشعب السوري وضرب اقتصاده ومؤسساته وعملته وتدمير بناه التحتية ""خدمة للشعب السوري""، وأطلقوا على نوايا سلخ جنوب اليمن ""استقلال الجنوب"" وكأن الجنوب كان مستعمراً، وكرسوا تقسيم العراق طائفياً واعتبروه ""احتراماً لحقوق الأقليات""، وأسموا تزويد المنظمات الإرهابية في سورية بالسلاح والعتاد على أنه ""دعم للمعارضة المعتدلة""، وشرعنوا لأمريكا دعم حلفائها الإرهابيين في سورية، وأنكروا على روسيا دعم حليفتها السورية والشرعية المتأصلة فيها.
لقد أثبت أغلب المثقفين الثورجيين العرب، الذين يهاجمون ويزايدون ويعدون أنفسهم أشرف وأكثر وعياً وحرية، أنهم لا يختلفون عن شيوخ التكفير والفتنة الذين يتاجرون بالدين والدماء، وأن الثقافة عندهم ليست إلا مجرد مهنة يمتهنونها مثل أولئك الشيوخ الذين يمتهنون الدين، أي ليست دفاعاً عن الإنسان المظلوم، لكن للتكسب والارتزاق، فهم لم يكونوا كما كنا نتمنى مفتاح الأمان الذي كان في إمكانه أن يكبح غرائزية الغوغائية الحيوانية لمصلحة العقلانية الإنسانية، إنما استطاعوا وبفضل ميديا الذهب الأسود أن يكونوا عبارة عن عملة مزيفة براقة لا رصيد لها إلا عند من لا يفهم أبداً في الثقافة.
لقد كان من المفترض بالمثقف، على اعتبار إمكاناته العقلية، أنه قادر على قياس الأمور وحسابها بالشكل الذي توفر على من يدعي الدفاع عنهم الأضرار والمآسي، ولكن المثقف العربي بشكل عام لم تستطع ثقافته أن تقدّر الأمور بالمستوى المطلوب، ربما لأن المال والحقد أو كليهما أعمياه عنها، لذلك وصل وأوصلنا معه إلى كل الشناعة والبشاعة والقرف التي حصلت، نحن الذين عولنا عليه في محاكمة حركة التاريخ محاكمة ناضجة قادرة على تلافي ما حصل، والخروج به بأقل الخسائر الممكنة. وأعتقد أن أحد أهم الأسباب هو غياب ""الوعي التاريخي"" لدى المثقف العربي، والوعي التاريخي ليس فقط تراكم الأعمار وعدد الشعرات الشائبات في الرؤوس، وسمك زجاج النظارات، إنما هو القدرة على قراءة عميقة ودقيقة ومستمرة للتاريخ عموماً، ولتاريخ الأوطان خصوصاً... وإن كان الصمت ملاذاً للتأمّل، والغوص في الأعماق في لحظة معيّنة، فهو تواطؤ مُدان عند المنعطفات التاريخية، ومزرعةً لأوبئة الظنون، وجريرةً لن تغفرها الأيام. وإن كان دور المثقف هو مقاومة الشقاء والتخلف، والعمل على تحقيق العدالة فهل يجوز له أن يجلس في برج عاجي، أو أن يتقوقع في أوكار مظلمة بعيداً عن مجريات الحياة وأحداثها وحقائقها؟!
أليس من أبسط واجباته أن يحرّك الساكن والراكد والمتكلس بقلمه، وبصوته، وبكل أشكال حضوره؟ وأن ينخرط في قضاياه في لحظة مصيرية؟ وأن تشغله هذه القضايا، ليجهر برأيه ويعلن رؤيته بنقاء وشفافية، غير عابيء بتبعات ما يجرّه عليه الجهر برأيه، أو الإنتقاد الذي قد يكون مرّاً؟ بخاصّة وأن الساحة مفتوحة على اتساعها للجميع والأيدي ممدودة... ولكن، ما أقصرها من فرحة!! كفرحة حقل متعطشٍ لموسم المطر، فإذ بالغيث المنتظر يتجمّد، ويحرن، ويتصلب في غيمة لا تمضي ولا تنسكب، في لحظة، بل، وفرصة للحضور قد لا تتكرّر.
بالتأكيد لست أطالب المثقفين بحمل السلاح مهما كانت قناعاتهم، ولكن كيف لمثقفين عرب أن ينقلبوا، عن قصد أو عن ضياع، من حالة اليسار (بكل أطيافه) المشاكس لقوى ""دينية سياسية"" والمشاركة في الأفعال القذرة لـ ""الإمبريالية"" التي حاربوها عقوداً، بل التنظير لأولئك المتعصّبين/المسيّسين نحو القتل وتأسيس ""قاعدة"" حربية عسكرية أمريكية، و""قاعدة"" داعشية دينية هي خليط من كل ""الخلايا السرطانية الوهابية والأخوانية"" في البلاد العربية؟
وأسأل بهدوء: كيف تخلى المثقفون العرب عن ""وعيهم""، وعن ""حسّهم النضالي الوطني العربي""، وغابوا أو غيّبوا أنفسهم وعقولهم في وهم نظرية جديدة تقول إن: الحرية والديمقراطية يجب أن تتحقق حتى عن طريق الاستعانة بكل من ناضلوا ضده سابقاً، بل على فتوى ""ومالو"" التي تدعو إلى استباحة الذاكرة والتاريخ والأعراض والطوائف بحجة أن ""الثورة من أجل الحرية"" لا بدّ لها من ثمن، و""وقود يدفعها للأمام""، وهو ""بعض القتلى هنا وهناك""؟!
من غريب الحال ـ في هذا الزمن ـ أن يصبح العدو الذي هو السبب في كل مصائب الشعب والوطن العربي، المنقذ الوحيد له في كل محنة وقد قال الشاعر: ""فيك الخصام، وأنت الخصم والحكم"". وعليه فالذي احتجز حرية الوطن العربي لقرون يصبح صاحب بوابات الحرية القادمة، وبيده مفاتيحها، والذي منع جميع أشكال إحقاق الحقوق، ودعم كل مشاريع الصهيونية منذ احتلال فلسطين إلى احتلال الجولان، وجنوب لبنان هو صاحب العدل والنوايا الطيبة، والذي لا يملك من مقومات السيادة واستقلال القرار هو الرائد، والقائد للشعب نحو السيادة والكرامة.
إذن كل ما نشكو منه يتعهد لنا عدونا بالخروج منه، وما علينا سوى الرضا، واستقبال الغاصبين بحرارة العربي المستقبل لضيفه الكريم، والضامن لنا في هذا الخروج المظفر هي جامعة الظافرين العرب، الجامعة التي أمنت ـ من قبل ـ العراق، وغزة، وليبيا، وتونس، ومصر، والسودان، واليمن، وها هي تسعى بشهادة التاريخ إلى تأمين سورية. ومن عجب العجاب أن يصبح العدو صديقاً، ونحّول الصديق إلى عدو، وأن تصبح الحرية بوابة عبور للمستعمرين ومجال حضور لهم في بلادنا من جديد، وأن تصبح حقوق الشعب العربي مضمونة بيد غاصبيها، وأن نتعلم من الأعادي كيف يكون حالنا الذي يرضون عنه، وماذا علينا أن نفعل حتى نكون عند حسن الظن.
لقد عشنا تجارب منذ حرب تشرين 1973 حتى اليوم توضح لنا أن كل ما يجب علينا أن نعمله من الممكن أن يتم الصبر عليه ما عدا تحرير أرضنا المغتصبة، أو أمتنا المنهوبة خيراتها، أو الوصول إلى وحدتنا، أو بناء القوة التي تتكفل بحياة سيادية، مستقلة آمنة. نعم كل هذا (التابو) مفروض علينا من الحلف الأمرو أوروبي ومن يحالفه من المتصهينين في الدائرتين: العربية والإسلامية، وما زال فينا من يرى أن المسائل الداخلية في كل بلد عربي أصبحت لها الأولوية على كل قضايا السيادة، والوجود الكريم والاستقلال، وصار الحرص على أن تكون مطالب الحرية أهم بكثير من بقاء الدولة واحدة، والوطن موحداً. فالحرية القادمة من الأطلسي هي ما أصبحنا نتمناها، والحرية القادمة من التتريك والعثمنة هي ما نتمناها... أما الحرية القادمة من الحوار الوطني العربي الذي يضمن وحدة الوطن والشعب والدولة لم تعد ترى من قبلنا، أو مسموح لنا فيها من الذين يرعون شؤوننا في العواصم المعادية، والصديقة، والشقيقة...
إني ما زلت أنتظر، كما انتظرتكم طويلاً أيها الأخوة والأصدقاء والأحبّة الصامتون... تعرفونني، وتعرفون أنني أعرفكم أكثر مما تتصوّرون، وإن تنكّرتم فلن أفاجأ، ولأنكم تعرفونني فلا يفكّر أحدكم أن يزاود عليّ، فلقد أشجاني ما أشجاكم يوماً، غير أني ما اقتنيت أقنعة لأبدّلها بحسب المقام والمقال، ولا عباءات تتناسب مع الفصل، وطقوس الحرارة، والبرودة، والاعتدال، يعني: (ما أحد يبيض) بالعامّية، باعتبار أن الساحة الآن متروكة ـ باسم الحرية ـ للعوام، والدهماء، الذين قد أبرّر لهم كل شيء، ما عدا أن يكونوا مرتزقة ومأجورين، يخلطون الحرية بالوحشية والفوضى، بعد أن انسحبتم أنتم إلى صمتكم، وأفسحتم الساحات لثقافة الموت. وإن أراد أحدكم أن يحضر، فليكنْ حضوره على الملأ، وليس في جلسات المقاهي (الثورية) المتشرذمة، المفروزة على خلفيات مختلفة، قد يكون أبعدها الوطن العربي... فالصمت، إمّا لعجزٍ يتلطى خلف ذرائع لم تعد مقنعة في معركة الصراع من أجل الوطن، أو أنه انسحاب غير بريء من ساحات الكلام، وتسليمها بتواطؤ جبان إلى هواة الكلام الذي يفوق بسمومه زيفانات الصمت، وهو في أنظف الحالات هزيمة، واستسلام، وإباحة جسد الكلمة لألسنة التقلب، والخبيرة بتقليب الفتن على نار الطائفة والعشيرة والمذهب، والناطقة بلغة زمن السيف، والبتر، والجلد، والوأد، وبعر الجمال...
إن أهم صفة يجب أن يحملها المثقف اليوم، أن يعمل من أجل المستقبل الأفضل ويخطط له، فالكلمة بالنسبة له هي مسؤولية، يجب أن تقال ويتحمل تبعتها، نحن مهددون بالانهيار وفقدان الدولة العربية المدنية، مهددون بانهيار التعليم، وبالتالي انهيار القيم، مهددون بفقدان عمليات التثقيف المجتمعي، والوعي بالمشاركة السياسية، والوعي بالمواطنة، والوعي بحقوق المرأة والطفل، والوعي المتقدم بالحياة نفسها، وهذا خطر كبير يتهددنا وإن كان مفروضاً علينا، ليس أمامنا سوى الارتقاء بالمواطن من كل النواحي، لمواجهة التهديدات التي تواجهنا، هناك ضعف كبير في المناعة الوطنية العربية...
إن المثقف العربي الأصيل مطالب اليوم بعدة معارك دفعة واحدة، معركة في مواجهة التدمير الثقافي والاصطياد لكثير من الإعلاميين والمثقفين لصالح المشروع الأمريكي الصهيوني، فهناك مؤسسات إعلامية ومثقفون يتقاضون رواتب ضخمة وثمة مؤشرات كثيرة على ذلك، فما أن تصدر مقولة أو اتهام بحق تلك الدولة أو ذاك النظام نرى استنفاراً إعلامياً وهياجاً من قبل مؤسسات وأفراد لعزف المعزوفة نفسها... ومعركة ضد هذا التفكيك الذي تعيشه الأمة العربية، ومعركة ضد النشاط الثقافي المعادي، ومعركة ضد الجهل والفساد وديكتاتورية الأنظمة وبعدها عن جماهيرها، ومعركة تكوين ملامح رؤى ثقافية وسياسية، وحالة نهوض ترتكز على مكونات هذه الأمة الحضارية وعلى تطلعاتها نحو مستقبل أفضل يضع الأمة في سياقها الإنساني والحضاري.
يجب حماية الذاكرة من التلف والضياع، ومواجهة الأحقاد التكفيرية العمياء، والغربية الطامعة بالمقدرات وبالثروات، والسر الكبير في أوطاننا أنه قوي، وقوته غير متناهية، في القدرة على التجدد والولادة، من أشلائه ودمائه وقدرته على إعادة بناء وخلق نفسه باستمرار، وفي الوقت الذي يظن فيه الجميع، الأصدقاء والأعداء أنه انتهى، ينتفض من رماده كالعنقاء، ويمضي في تجديد عملية البناء وشق طريق المستقبل.
اضف تعليق