q

الوطن والمنطقة في خطر وليس فقط العوامية وأهلها، بسبب غياب الحكمة والإرادة لحل الازمات في المنطقة بعيدا عن شن الحروب والقتل والدمار وإثارة الفتن الطائفية، وكذلك المشاكل والأزمات الداخلية تحت مظلة الوطن للجميع لتحقيق الإصلاح الشامل، بعيدا عن العناد والاصرار على استخدام الأساليب القمعية والإعتقالات التعسفية واطلاق النار والقتل والإعدام كما تم بارتكاب جريمة إعدام الرمز الشهيد الشيخ نمر النمر والشهداء الشباب والتهديد بإعدام المزيد.

الأمر الخطير هو لجوء السلطة إلى أساليب جديدة بعد فشل اساليبها –القمع والإعتقالات والإعدامات-، وهو صناعة الفرقة والخلاف والفتنة بين أبناء العوامية من جهة ومع أهالي المنطقة المحيطة من جهة اخرى، وكذلك مع أهل المناطق والمدن الأخرى في الوطن، وشن الحملات لتشويه سمعة العوامية وضد المدرسة المذهبية (مدرسة أهل البيت ) التي ينتمي لها أهل العوامية والمنطقة الشرقية، وإثارة الفتن وربط اسم العوامية بالإرهاب والإجرام،.. وهذا مخطط إجرامي شيطاني سيهدد دول وشعوب المنطقة كافة وليس فقط الأمن الإجتماعي في العوامية.

وقد حان الوقت ليعمل الجميع - أبناء العوامية والمنطقة والوطن –بوعي وحكمة وسلمية لمنع الفتنة ووقوع ما لايحمد عقباه من مخاطر، والحذر من الوسائل الإعلامية الرسمية التي تنشر كل ما فيه إساءة، والحذر من إعادة نشر ما ينشره ذلك الإعلام..، والحذر من الاعتداء والتسقيط والتخوين للاشخاص.. فالعوامية تستحق على مواقفها الوطنية والمطالبة بحقوق كافة المواطنين والدفاع كل المعتقلين الشرفاء من كل مناطق الوطن، وعدم التخلي عن أبنائها.. لقب الإباء والكرامة والاخلاص والوفاء بجدارة.

العوامية لكل العواميين، وليس من حق اي فئة إحتكارها وفرض رأي معين على الأهالي، وأي ضرر عليها فهو يقع على الجميع، وقوة المواطنين وبالخصوص أهالي المنطقة ومنها العوامية تتمثل عبر الوحدة والتضامن والصمود وإعتماد الأساليب السلمية في المطالبة، وقدرة أهل المنطقة على معالجة أي اختلاف داخلي بالتفاهم والحوار وسعة الصدر.

كما ينبغي على المجتمع الحذر من الفتنة والتخوين بين الأهالي فذلك يخدم السلطة الظالمة، وعلى الذين يؤمنون بخيار الوقوف مع السلطة وإعلان الولاء والتأييد لها ومدحها، والصمت حول جرائمها، على أساس انه دليل على الوحدة الوطنية وسياسة الأمر الواقع هذا خيارهم، ولكن هذا لا يغير من حقيقة وهي إن السلطة مجرمة بإعدام ابرياء وتوريط الوطن في حروب عبثية، وتدمير الإقتصاد الوطني، والمسؤولة عن نشر الفكر التكفيري الإرهابي وتشويه سمعة المواطنين، والتي تسعى لإلصاق تهمة الإرهاب بالعوامية وأهلها..؛ وعلى من يؤمن بهذا الخيار الولاء والطاعة للسلطة الظالمة حسب ما تقوم به، فعليهم عدم إحتكار الشارع وفرض رأي واحد ومنهج محدد على المجتمع وتجريم اي مجموعات وطنية إجتماعية تؤمن بالمطالبة بالإصلاح الشامل والتظاهر والإحتجاج السلمي ( نعم السلمي )، وترفض التعامل بان السلطة إله والشعب مجرد عبيد، وأسلوب الإنبطاح والاستسلام للعائلة الحاكمة، فينبغي عدم التخوين، وعدم ممارسة -بقصد أو غير قصد- نفس سياسة السلطة الاستبدادية التي تحارب الحرية والتعددية وعدم احترام الرأي الاخر، وتفرض فكرا واحدا وهو الفكر السلفي التكفيري على جميع المواطنين بالقوة وبقوانينها، وتدرسه في المدارس الرسمية، وتمنع أي فكر من أي مدرسة أخرى في الوطن.

فالحذر مما يقوم به أعداء البلاد والعباد والعوامية والسلام والحراك المطلبي السلمي والحقوقي والإنساني وقتلة الشهيد الشيخ النمر والشباب الشهداء، من أعمال شيطانية لقتل تلك الروح العالية العاشقة للإصلاح والصمود، وتحويلها إلى الإنهزام والفرقة والاختلاف بين أهالي العوامية ومع أهل المنطقة وبقية مناطق البلد وخارجه، فالعوامية حاليا مستهدفة بأسلحة أكثر فتكا من الرصاص، انها الفتنة داخلها ومع من ما حولها وربطها ظلما بالإرهاب.. وعندما يقع الضرر عليها فانه سيصيب الجميع، فينبغي التضامن مع العوامية وشباب الحراك وكل من يطالب بالإصلاح والتغيير في الوطن بسلمية، وكذلك مع المعتقلين والشهداء الأبرياء الشرفاء لتبقى السمعة نقية صافية طاهرة.

نعم يجب على الأحرار الشرفاء في الوطن وبالخصوص في القطيف والأحساء التضامن مع العوامية وأهلها على أساس دعم الحق والعدالة ووحدة المصير ومنع وقوع كارثة إنسانية فيها، فلا ينبغي الصمت على ما يقوم به اعلام السلطة من تشويه سمعة العوامية ووصفها بالإرهاب والإساءة لمدرسة أهل البيت وقتل المدنيين ومنهم شخصيات علمائية مثل الشهيد الشيخ النمر وبعض الشباب الشهداء وإنتهاك الأعراض والتطاول على النساء عبر إعتقال إسراء الغمغام وزوجها -التي اختطفت من منزلها بطريقة مخيفة بعد كسر أبواب شقتها واقتحام المنزل- بسبب التعبير عن الرأي والمطالبة بالإصلاح الشامل في الوطن لكل مواطن، إذا يوجد إختلاف في المواقف ووجهات النظر مع أهل العوامية فهذا لا يعني ترك العوامية تواجه كل الظلم والإساءات لوحدها بلا ناصر ولا معين..، فإن ذلك عار وذل لكل من لم ينصر مظلوما ولم يقل لا للظلم.

الوطن للجميع ومن حق كل مواطن المشاركة في بناء وإعمار وطنه وخدمة مجتمعه، كما ان التنوع وأحترام التعددية حسب قوانين يصب في مصلحة وخدمة الوطن والمواطنين، بعكس سيطرة فكر وجماعة وتيار واحد على كل مؤسسات الوطن.

العوامية وكافة مناطق ومدن الوطن بحاجة إلى حلول عاجلة لحل الازمات والمشاكل والملفات الداخلية عبر التفاهم الوطني بعيدا عن القبضة العسكرية والسلاح والتخوين والحملات الإعلامية المسيئة.

كما إن مخطط اثارة النعرات الطائفية والفتن واللجوء للإعدامات ووصف مدينة بالإرهاب والإجرام والتسبب بغضب الشعب.. يشكل خطرا على البلاد والعباد والمنطقة وليس العوامية فقط.

الله يحمي أهل العوامية الشرفاء وكافة المواطنين وكل الأحرار في بلادنا والعالم.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق