يكفيه فخراً انّهُ قاومَ الطّاغوت في عُقر دارهِ، لم يُثْنِهِ إِرهاب نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية، ولم يخيفهُ تهديدهُ ووعيدهُ، كما لم يثبّطهُ حديث المرجِفين في المدينة من الذين يخافون النّهج الثوري متلفّعين بعبارات المسكنة والتّخويف، فقد ظلّ صامداً شامخاً منذ لحظة عودتهِ الى مسقط راْسه مدينة القطيف في المنطقة الشّرقية منذ قرابة ربع قرن وحتى آخر لحظة في سجنهِ عندما بشّروه بحكم الإعدام الذي صدر بحقّهِ، فقال قولتهُ المشهورة [بشّركمُ الله بالخيرِ] فلقد كان الشّهيد الفقيه آية الله نمر النّمر يرى الخير كلّ الخير في شهادتهِ، لهُ شخصيّاً ولامّتهِ وللانسانيّة، وهذا ما نراهُ اليوم فلقد ايقضت شهادته العالم ونبّهتهُ لحقيقة ظلم نظام آل سعود وجبروتهم وإرهابهم وسحقهم المنظّم لحقوق الانسان.

لقد ظلّ الشهيد يُجاهدُ بالكلمة الصّادقة في الميدان وفي ساحة المعركة فلم يهرب او يتخفّى او حتّى يتّخذ الحمايات او يختبئ خلفَ الفضائيّات ليفضحَ جرائم نظام القبيلة بل آثر ان يَصُبَّ حممهِ البُركانيّة وخطاباتهِ الثّورية بشكلٍ مباشر ومن دون واسطة.

لقد نبّه استشهاده العالم الى ان عقوبة الرّاي الآخر هو الإعدام، وانّ عقوبة المطالبة بالحرّية وباحترام حقوق الانسان هو الإعدام، وانّ عقوبة المعارضة السّلمية هو الإعدام، وانّ عقوبة الكلمة هو الإعدام، وكلّ هذا يعني انّ نظام القبيلة الفاسد هذا يحرّض على العنف والارهاب حتّى في احكامهِ القضائِيّة عندما يعدم الزّعماء السلميّين، الامر الذي يحرّض المجتمع على اللّجوء الى العنف الثّوري والسّلاح عندما يرى الشّباب المعارض في بلاد الحرمين ان النّظام يساوي في العقوبة بين حامل السّلاح وحامل الكلمة فقط، بين صوتِ الانفجار وصوت اللّسان!.

انّ تعاطف العالم من اقصاه الى اقصاه وإدانتهِ لجريمة إعدام الشّيخ النّمر، والثّلّة المؤمنة من شهداء القطيف، فقط دون الآخرين الذين أُعدموا معهم، دليلٌ ساطعٌ وواضحٌ على فشل سعي نظام القبيلة الفاسد الذي حاول تضييع رسالة الشهيد وهدفهُ بزجّ اسمهِ مع اسم الاٍرهابيّين المجرمين وببيانٍ رسميٍّ واحد عند تنفيذ الأحكام القضائية!.

انّ التّعاطف والادانة العالمية لجريمة إعدام الشيخ دليل على سلميّة نهجهِ المعارض.

لقد كان الشهيد الرّمز يؤمن بالكلمة فقط كسلاحٍ فعّال للمطالبة بحقوق شعبهِ، حرّيتهُ ومرامتهُ، ولقد قال مرّة عبارتهُ المشهورة [نحنُ أَقوياءُ بالكلمةِ وضعفاءُ بالسّلاحِ] وهذا ما أثبتتهُ الأيام، فَلَو كان الشّهيد يؤمن بالعنف لما تعاطف معه العالم اليوم ولما استنكر الأحرار تنفيذ حكم الإعدام، ولكان العالم قد اتّخذ اليوم موقف اللّامبالاة إزاءه كما أبدى موقفهُ من الآخرين من الّذين لم يأتِ أحدٌ على ذكرهم ابداً.

انّ تعاطف العالم مع قضيتهِ دليلٌ على انّهُ كان يحملُ رسالةً انسانيّةً قبل ان تكون دينيّة او مذهبيّة او مناطقيّة.

انّهُ دليلٌ على النجاح الباهر الذي حققهُ الشّهيد في تبليغِ رسالتهِ.

لقد شعر العالم بأَن الشيخ ضحّى من اجل الانسانيّة التي تتعرّض للارهاب على يد نظام القبيلة باسم الدّين وبسلاح الفتاوى الطّائفية التّكفيرية التي تصدر عن فقهاء البلاط لتحرّض على الكراهيّة والعنف والارهاب والغاء الاخر واحتكار الحقيقة.

انّهُ ضحى من أجل فضح منبع الارهاب، نظام القبيلة، ولقد شاءت ارادةٍُ الله تعالى ان لا يميطَ اللثام عن الحقيقة التي يريد اخفاءها الطّغاة على مرّ التاريخ بالفتوى التكفيريّة والاعلام الطّائفي واموال البترودولار الا الدّم، دمُ الشّهيد، فكان الشيخ النّمر رجل الموقف والمقاومة والشّهادة التي أماطت اللّثام عن الحقيقة وفضحت نظام (آل سعود).

انّ الوفاء لدم الشهيد يَكُونُ بالعمل على إنجاز رسالتهِ التي ضحّى من اجلها بروحه وبدمهِ الطّاهر، والتي تتمثّل في شقين؛

الاوّل؛ هو استنهاض الشّعب في بلاد نجد والحجاز لإسقاط نظام القبيلة وتغيير الأوضاع هناك والتي وصل الظّلم فيها مداهُ.

الثّاني؛ هو فضح حقيقة نظام القبيلة امام العالم، سياسياً واعلامياً ودبلوماسياً وحقوقياً.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق