إنكارُ وجودِ سوق أسود - موازي لبيع وشراء كُل شيء في العراق، وفي جميع المجالات، سوق أسود في السياسة، وسوق أسوَد في الاقتصاد، وسوق أسوَد لبيع وشراء المجتمع ذاته، وسوق أسوَد لبيع وشراء جميع الأسواق، وأخيراً وهو الأهم إنكارُ حقيقةَ مفادها أنّ "جاسم أبو المُولّدة"، هو الذي يتحكّم بسوق الكهرباء في العراق...
هو من أكثر "وسائل الدفاع" النفسيةِ سطوةً واستخداما من قبل أولئكَ الذين لا يستطيعون تقبُّل مُعطياتَ ونتائجَ التحديّات التي تواجههم، ويعجزونَ عن التصدّي لها على أرض الواقع.
وبحكم "الضرورةِ" هذه، فإنّ "الإنكار" هو من أكثر الوسائلِ المُستخدمةِ للتخلُّصِ من عبء المسؤولياتِ الثقيلةِ المُترتّبةِ على مواجهةِ أوضاعٍ كهذه.
كما يتضمن الإنكار أيضا رَفض تصديق أحداث أو وقائع ثبتت صحتها، أو رَفض معلومات مؤكدة.. وهذا بدوره يخلق حالة من "التجاهل" لبعض المعلومات التي قد تكون مفيدة، والتي يُصنّفُها "الناكِرُ" على أنّها من ضمن جملة المعلومات "المُضلِّلة" أو المرفوضة.
"السُلطةُ" في كلِّ زمانٍ ومكان (كما الفرد، كما المجتمع)، وبجميع الأشكالِ والظواهرِ والتوصيفات.. تستخدمُ وعلى نطاقٍ واسع "آليةَ" الدفاعِ "الذاتيّةِ" هذه.
مثلاً:
- إنكارُ أنّ العراقَ بلدٌ ضعيفٌ، و "فقيرٌ"، و "مُتخَلِّفُ"، ومُنقَسِمٌ على نفسه.
- إنكار أنّ العراقَ بلدٌ مريضٌ، ومأزوم، ويُعاني من الكثيرِ من الأمراضِ المُستعصية.
- إنكار أنّنا "كُلُّنا".. "نحنُ" المسؤولون، وبدرجةٍ أساسيّة.. عن كلّ هذا الذي يحصلُ لنا.. وأنّ لا علاقة لـ "الـصهيونيّة" و "الماسونيّة"، و"الامبرياليّة الأمريكيّة" بذلك.. إلاّ إذا أردنا "نحنُ" ذلك، أو سَمَحنا "نحنُ" بذلك.
- إنكار أنّ "النُخَب المُثقّفةَ" في العراق، لا دور لها ولا تأثيرَ، على أيِّ شيء، وفي أيِّ مجال، لأسبابٍ "موضوعيّة" و"ذاتيّة" ذات صلة "عضويّة" بهذهِ "النُخَب" ذاتها من جهة، وبطبيعةِ تكوينها، وبطريقةِ أداءها لـ "أدوارها" المُلتبِسةِ، للسلطةِ والمجتمع من جهةِ أخرى.
- إنكارُ وجودِ سوق "أسود - موازي" لبيع وشراء كُل شيء في العراق، وفي جميع المجالات.. "سوق أسود" في السياسة، وسوق أسوَد في الاقتصاد، وسوق أسوَد لبيع وشراء المجتمع ذاته، وسوق أسوَد لبيع وشراء جميع الأسواق.
وأخيراً.. وهو الأهم..
- إنكارُ حقيقةَ مفادها أنّ "جاسم أبو المُولّدة"، هو الذي يتحكّم بسوق الكهرباء في العراق.. لا وزارة الكهرباء، ولا إيران، ولا سيمنز، ولا جنرال اليكتريك.. ولا إسرائيل..
وأنّ أصحاب المُولِّدات هم السبب الرئيس في معارك شوارع و" أحياء السعادة" العراقيّة في هذا العراق "السعيد"، الذي يُقتَلُ فيهِ بـ "سلاح العشائر" ، وغير العشائر، الكثيرُ من العراقيّين "السُعداء".
اضف تعليق