السجادة السوداء (التبليط)، كست معظم شوارع المحافظة، والجهات الحكومية تتحدث عن ثورة الإعمار الثانية، وما بين الأولى واللاحقة تشابه كبير وهو التركيز على المشروعات السطحية يرافق ذلك ضجيج إعلامي ترسمه عدسات المحترفين، وفي كل الأحوال يبقى المواطن البسيط منبهر بهذا الإنجاز....

احتفلت الحكومات العراقية المحلية قبل أيام بذكرى تشكيلها قبل عام، وعبّر المحتفلون من أعضاء الحكومة عن سعادتهم بما تحقق خلال العام المنصرم!

ماذا تحقق؟ ولماذا الاحتفال؟ وهل من داعٍ للاحتفال؟

جميع هذه الأسئلة يصعب الإجابة عليها من قبل الحكومات المحلية المحتفلة بشقيها التشريعي والتنفيذي بمرور عام على تشكيلها النهائي للأخذ بزمام الأمور نحو التنمية والاستقرار، ولا نقصد هنا بالاستقرار الأمني، بل المقصود هو الاستقرار في الحياة الاجتماعية، وعدم تعرضها الى تقلبات كبيرة.

بعد عام من الانطلاق في الفضاء الخدمي والتشريعي لا يزال المواطن يخشى التسعيرة المرتفعة للمولدات الاهلية، ولا يزال المواطن لا يرى سوى السجادة السوداء تفرش في كل مكان من المحافظات على وجه التحديد، والتي اُخذت مثالا بحكم قرب جغرافيتها القريبة.

السجادة السوداء (التبليط)، كست معظم شوارع المحافظة، والجهات الحكومية تتحدث عن ثورة الإعمار الثانية، وما بين الأولى واللاحقة تشابه كبير وهو التركيز على المشروعات السطحية يرافق ذلك ضجيج إعلامي ترسمه عدسات المحترفين، وفي كل الأحوال يبقى المواطن البسيط منبهر بهذا الإنجاز.

كل هذه المؤشرات تشير الى ان الحكومات المحلية تركز على الدعاية عبر مواقع الشبكات الاجتماعية، لتغطية عدم انجازها على الجانب الآخر والمتمثل بعدم تشييدها ولغاية اللحظة مشروعا استراتيجيا يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.

وبمسح بسيط على المشروعات الاستراتيجية المشيدة في المحافظة او غيرها من المحافظات، تجدها عائدة الى جهات استثمارية غايتها تحقيق أرباح ذاتية لا تعود على المواطن بأي منفعة سوى توفيرها اليد العاملة بقدر محدود دون توفير أي ضمانات لحقوقهم.

ابتعدت الحكومات المحلية في اغلب المحافظات عن تنفيذ المشروعات ذات الجدوى الاقتصادية المستمرة، ولم تضع مثل هذه المشروعات ضمن أولوياتها، ركزت على جزئية الخدمات الشكلية، التي تشوبها الكثير من المخالفات وشبهات الفساد المتعلقة بنوع المواصفة وقيمة العقد وغيرها.

مثل هذه المشروعات لم تقدم الخدمة المطلوبة ولا ساعدت على تحسين صورة الحكومة بشكل مقبول كما تبتغيه، ومع ذلك يوجد من يُطبّل لها ويضعها في عِداد الحكومات المنقذة او المثالية في التنمية والاستقرار، لكنها لم تضع أي حلول لأي أزمة من الازمات الحاصلة.

بعد مرور العام الأول على تشكيل الحكومات المحلية برزت صعوبات النجاح في المجال التنموي، وقد اتضحت ملامح ذلك باستمرارها في النهج السابق للانتخابات، اي إكمال المشروعات الخدمية المنحصرة بتعبيد الطرقات وتشييد الأبنية الحكومية، وليس في ذلك أي ارتباط بحياة المواطن المستقبلية.

التنمية المستدامة هي الأساس لخدمة الأجيال اللاحقة وليس ما يتم تنفيذه حاليا من مشروعات فائدتها وقية، وعمرها الافتراضي لا يتجاوز الدورة الانتخابية، ولذلك وعلى الرغم من كثرة المشروعات في بعض المحافظات العراقية لكنها لم ترفع مكانة البلد في المؤشرات والتقارير الدولية.

ثورة الاعمار الثانية وغيرها من المصطلحات الشعاراتية التي ترفعها الحكومات المحلية ما هي إلا اقنعة تحاول التخفي وراءها لعدم قدرها على جلب الاستثمارات الأجنبية او تنفيذ المشروعات الاستراتيجية، وبذلك يبقى المسؤول يعيش على رصيده من الشعارات الخاوية والاستمرار ببيع الوهم لإنجازات ليس لها حيز واقعي او حقيقي في المستقبل القريب.

اضف تعليق