فكل السيناريوهات مطروحة ومفتوحة في المنطقة خصوصا اذا ما علمنا ان عمليات ما يسمى ردع العدوان والحرية لسوريا انطلقت بعد ساعات من سريان وقف إطلاق النار في لبنان لذلك العراق ليس ببعيد عن فوهة البركان المتفجر في المنطقة والذي يستهدف إيران ومحور المقاومة ويريد ان يغير من خارطة...
المتابع للمعارك الجارية في سوريا واجتياح «جبهة تحرير الشام» المنشقة اصلا من تنظيم القاعدة الارهابي وفصائل الجيش الحر المسلحة، لمحافظتي حلب العاصمة الاقتصادية والمالية لسوريا وادلب واجزاء من ريف حماه وبمساحة تفوق 730 كيلو متر مربع خلال اربعة ايام، يستذكر وبلا شك سيناريو سقوط الموصل على ايدي عصابات داعش الإرهابية وما تبعها من مجازر بحق المدنيين والعسكريين العزل وما لحقها من تدمير للأرض والبشر والحجر، حتى استقرت الكفة بفضل فتوى الجهاد الكفائي وبطولات قواتنا المسلحة بتحرير كامل التراب العراقي من هذه العصابات المجرمة.
فهل استفادت سوريا من درس العراق القاسي عام 2014؟ وهل العراق اليوم بمعزل عما يجري في سوريا؟.
مخطط واحد
الحقيقة ان سوريا كانت بوابة دخول التنظيم من معقله الرئيسي في محافظة الرقة آنذاك ومن ثم تسللت تلك العصابات إلى محافظة الموصل ثم صلاح الدين والانبار، لذلك فالخطر قائم وما زال…. وان كانت الاوضاع والظروف الموضوعية ليست نفسها في العراق والمنطقة التي كانت في العاشر من حزيران 2014، الا ان الامر لا يسلم وفق نظرية قطع الدومينو ووفق المخططات التي تحاك للمنطقة، فمن غزة الى بيروت إلى حلب العدو واحد والمخطط واحد يستهدف المنطقة برمتها والعراق جزءا مهما فيها، حيث تسعى المعارك في سوريا اليوم إلى قطع خطوط الإمداد بين طهران وبيروت، اذا وصلت هذه القوات إلى محافظة دير الزور حيث ستنعزل بيروت ودمشق عن إيران والعراق وهو الهدف الستراتيجي لهذه العمليات التي تجري اليوم في سوريا بتخطيط دولي رأس حربته تركيا، وان لم تصرح بذلك.
اذن، المؤامرة كبيرة والمخطط أوسع من سوريا التي لم يستفيد نظامها من احداث سقوط حلب وادلب الأولى عام 2012- ولا من احداث الموصل في العراق، لذلك فكل السيناريوهات مطروحة ومفتوحة في المنطقة خصوصا اذا ما علمنا ان عمليات ما يسمى «ردع العدوان» و«الحرية لسوريا» انطلقت بعد ساعات من سريان وقف إطلاق النار في لبنان…. لذلك العراق ليس ببعيد عن فوهة البركان المتفجر في المنطقة والذي يستهدف إيران ومحور المقاومة ويريد ان يغير من خارطة الشرق الاوسط بصورة او بأخرى.
وان كانت الحكومة العراقية قد اتخذت كافة الإجراءات العسكرية اللازمة لحماية الحدود مع سوريا بنشر الكاميرات الحرارية وحرس الحدود وإرسال تعزيزات من ثلاثة ألوية من الجيش ولواءين من الحشد الشعبي؛ وهو اجراء سليم مئة بالمئة الا انه يحتاج إلى تمتين الجبهة الداخلية اولا؛ بتعزيز الاتفاقات السياسية. ونبذ الطائفية والخلافات ثانيا؛ بنشر روح التسامح والاخوة بين مختلف مكونات البلاد. وانفاذ قوة القانون على الجميع ثالثا؛. وتعزيز روح المواطنة والولاء للوطن رابعا؛. وإخراج كل القوات الأجنبية وبالذات التركية من البلاد خامسا؛. كل ذلك هو السبيل لحماية أمن واستقرار البلاد لان الضربة القادمة قد لا تأتي من الخارج مثلما يتوقع الجميع بل قد تكون من الداخل… لا سامح الله.
اضف تعليق