عبر عدة سلوكيات يمكن لأي طالب أن يستعيد شحنه النفسي والابتعاد عن جو الدوام لأشهر طويلة، من أبرز هذه السلوكيات السماح له بالاشتراك في الأنشطة الترفيهية التي تتيح له فرص التعرف على أصدقاء جدد غير أولئك الذين اعتاد على رؤيتهم بشكل مستمر، فعلاقات الإنسان السليمة تحميه من الكثير...
الطاقة الإيجابية هي بمثابة وقود يدفعنا للاستمرار بحياتنا بالرغم من الصعوبات والظروف القاسية، لذا علينا دائماً أن نشحن أنفسنا بالطاقة الإيجابية لنكون قادرين على الاستمرار بالحياة وممارستها بشكل أفضل، حتى نستطيع تحقيق أهدافنا التي نسعى إليها، هناك أشخاص يستنزفون طاقاتهم وذلك نظراً لسوء إدارتهم لطاقاتهم وبالتالي شعورهم بالتعب والإرهاق والملل.
لذلك مثلما ينفد شحن بطارية هاتفنا المحمول أو ينفد وقود سيارتنا حين تسير لمسافات طويلة، الإنسان هو الآخر تنفد طاقته ويحتاج إلى الاستزادة بالطاقة الجسمانية والنفسية لتعود إلى مواصلة الطريق مرة أخرى، وبدون الحصول على الطاقة فإن حالنا نحن البشر يؤول إلى التوقف، شريحة الطلبة مخصوصون بهذا المقال عن ضرورة أن يستثمروا عطلهم للإفادة منها في شحن أنفسهم خلال العطل والعودة إلى التعلم بكل نشاط وحيوية.
ووجب الإشارة إلى أمر غاية في الأهمية وهو أننا حين ندعو الطلبة إلى ترك الدراسة في العطل فهو من أجل استعادة الطاقة المفقودة، لكن يستثنى من ذلك طلبة المراحل الحاسمة ومنهم الطلبة المقبلين على شهادة الثانوية العامة، فهم يسابقون الزمن من أجل الاستعداد الجيد للحصول على معدل عالي والدخول جامعات تضم رغباتهم، وهذا لن يتحقق إن لم يوصلوا العطلة بالدوام وبجهد حثيث.
من الأخطاء غير المحسوبة العواقب التي يرتكبها الوالدين بحقهم أبناءهم الطلبة هي أنهم يقحمون أبنائهم في تعلم لا يرغبون به أو أنهم ليسوا على استعداد له، فبعضهم يجبر ابنه على قراءة الكتب الخارجية بداعي زيادة الثقافة والمعرفة، وبعضهم يجبر أطفاله على متابعة كورس تعليمي معين، فعلى الرغم من أن في الأمر فائدة غير أنه يأتي بصورة الفرض وطبيعة الإنسان ينفر مما يفرض عليه وإن كان نافعاً.
وهنا يشدّد المختصون في علم النفس والتربية على ضرورة أن يسمح الأهل لأبنائهم بتنفس الصعداء خلال العطلة أي كانت هذه العطلة، وهذا لا يعني أن يتركوهم يعيشون في فوضى، فتكون لهم حرية فعل ما يشاؤون مثل النوم في ساعات متأخرة والاستيقاظ في وقت متأخر من النهار، والجلوس قدر ما يرغبون إلى هواتفهم الذكية، أو مشاهدة التلفزيون، وإنما يمكن الأبناء الاستمتاع بأجواء الاسترخاء والراحة، في ظل نظام المنزل وقوانينه، على أن يجد لهم الأهل أشكالاً متعددة من النشاطات الترفيهية التعليمية تشجع الأبناء على تفعيل شعورهم واستعادتهم الطاقة النفسية.
عبر عدة سلوكيات يمكن لأي طالب أن يستعيد شحنه النفسي والابتعاد عن جو الدوام لأشهر طويلة، من أبرز هذه السلوكيات السماح له بالاشتراك في الأنشطة الترفيهية التي تتيح له فرص التعرف على أصدقاء جدد غير أولئك الذين اعتاد على رؤيتهم بشكل مستمر، فعلاقات الإنسان السليمة تحميه من الكثير من الأمراض والعلل النفسية شريطة أن يتم اختيارها بعناية.
ومن أبواب الشحن النفسي هي مشاركة الطالب في أيام العطل في أنشطة ثقافية حسب هواياتهم وميولهم، فقد تجد من يهوى الرسم أو الفن أو النحت وغير ذلك من الهوايات، فيفضل انخراطهم في تجمعات تشجع مثل هذه الهويات لتطوير أنفسهم أولاً ومن ثم تبتعد بهم عن الملل والروتين الذي يعيشونه في أيام الدراسة.
كما أن ممارسة الرياضة بالنسبة للطلبة في أوقات راحتهم في أيام العطل يمنحهم الراحة النفسية عبر طردهم للطاقة السلبية التي تكتنز في أبدانهم، فالإنسان لديه الكثير من الطاقة الجسمانية وهو بحاجة إلى استثمارها في مكانها وزمانها وإلا فقد تبقى حبيسة جسده وقد تعود عليه بالمضرة بدلاً من توظيفها في خدمة الجسد والنفس، فهذه الأنواع من النشاطات الترفيهية ستكسبهم مهارات جديدة مهمة تعزز المفاهيم المدرسية لديهم، والطاقة الايجابية مهمة جداً في حياة كل شخص منا، فهي تساعدنا في تحقيق النجاح والوصول إلى أهدافنا، لذا علينا أن نكسب الطاقة الإيجابية بشتى الطرق المتاحة أمامنا لأنها تشعرنا بالراحة والطمأنينة.
اضف تعليق