شملت الفزعة العراقية جميع المواد التي تساعد على الحياة الكريمة ابتداءً بالمحروقات والمواد الطبية والعلاجية والغذائية وغرف العمليات وعدم احتسابهم نازحين ـ خاصة اللبنانيين منهم ـ بل ضيوف في وطنهم الثاني العراق الذي اعلن عن ارسال آلاف الأطنان من المساعدات الطبية والغذائية إلى غزة ولبنان، فضلا عن...

سيذكر التاريخ بإنصاف موقف العراق المشرّف من القضية الفلسطينية وخاصة قضية غزة الجريحة وموقفه من لبنان المنكوب، مع استمرار الاستهتار الصهيوني الغاشم متمثلا برئيس حكومة اسرائيل اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو، ومع استمرار اللامبالاة وغضّ النظر من قبل المجتمع الدولي وبعض دول الجوار في الشرق الأوسط، لاسيما المتمكنة ماديا ولوجستيا بالوقوف الاخلاقي والانساني مع الجهات المنكوبة والمتضررة جراء العدوان الاسرائيلي الوحشي المستمر على قطاع غزة وجمهورية لبنان.

 العدو الذي مازال يرفض ـ لحد الان ـ جميع الدعوات والمطالبات والمناشدات الحكومية والرسمية والاممية والشخصية كقداسة البابا بوقف العدوان الذي اتخذ بعد السابع من اكتوبر آفاقا همجية غير مسبوقة حين خاضت حماس عملية فدائية كبرى ضد الوجود الاسرائيلي المحتل، فكان الردّ الاسرائيلي عنيفا وهمجيا عاليا بخلاف قواعد الاشتباك المتعارف عليها بين المتخاصمين، فحولت قطاع غزة الى ركام واناسه الى شهداء وحطمت جميع البنى التحتية ومرافق الحياة التي تليق بالعيش الكريمة للبشر.

 لحقت بها جمهورية لبنان بعد اغتيال امين عام حزب الله الشهيد حسن نصر الله ونخب قيادية من الحزب نفسه فتساوت وتائر العدوان الصهيوني على كل من غزة ولبنان مع ارتفاع حدة المعاناة الانسانية لكل منهما جراء العدوان الهمجي والوحشي على المدنيين العزل وجميع مرافق الحياة فسقط نتيجة ذلك الآلاف من الشهداء في البلدين يقابلهم عشرات الالاف من المعاقين والجرحى.

 ولم تقتصر الفزعة العراقية في الموقف الاخلاقي والانساني على الجانب الحكومي فحسب ـ بعيدا عن الشعارات الحماسية ـ بل تعدت الى الجهات الشعبية وبكافة الفعاليات الجماهيرية والمرجعية (خاصة المرجعية الدينية الرشيدة العليا في النجف الاشرف ) في وقت لم نسمع من بعض الاطراف سوى عبارات الشجب والاستنكار والتنديد والتعاطف والدعوة الى اقامة المؤتمرات ذات الخطابات الاعلامية الجوفاء والمسيرات الصاخبة ذات الفقاعات الاحتجاجية التي يزول تأثيرها بانتهاء المناسبة كأنها هواء في شبك والتي لاقيمة لها امام دوىّ الآلة العسكرية الاسرائيلية المدمرة الهائلة والمدجّجة بأقصى ماتوصلت اليه شياطين القتل والدمار في القوى الكبرى التي مازالت تحتضن اسرائيل وتساندها على باطلها.

 شملت الفزعة العراقية جميع المواد التي تساعد على الحياة الكريمة ابتداءً بالمحروقات والمواد الطبية والعلاجية والغذائية وغرف العمليات وعدم احتسابهم نازحين ـ خاصة اللبنانيين منهم ـ بل ضيوف في وطنهم الثاني العراق الذي اعلن عن ارسال آلاف الأطنان من المساعدات الطبية والغذائية إلى غزة ولبنان، فضلا عن تخصيص 3 مليارات دينار إلى وزارة الهجرة والمهجرين، لتقديم الخدمة إلى الضيوف اللبنانيين الوافدين إلى العراق (وقد وصل منهم الالاف حتى الان ضيوفا اعزاء)، من احتياطي الطوارئ مع اللجنة العليا لجمع التبرعات لإغاثة غزّة ولبنان كون الحكومة العراقية قد انشأت مؤخراً حسابين مصرفيين لجمع التبرعات من قبل المواطنين والمؤسسات والشركات ورجال الأعمال إلى غزة ولبنان، وبما يسهم في إغاثتهم والتخفيف عنهم في محنتهم، فيما وافقت على إرسال عشرة ملايين لتر من الوقود إلى قطاع غزة دعما للشعب الفلسطيني، وتم إرسال مئات الأطنان من المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية، ورفد المستشفيات بالأجهزة الطبية وسيارات الإسعاف، وإرسال طائرات محملة بالمواد الطبية ناهيك عن اطلاق أكبر قافلة مساعدات غذائية وطبية إلى اهالي غزة، وبخصوص لبنان الجريح تم الاعلان عن جسر جوي وبري لنقل مساعدات إلى لبنان من بداية العدوان الصهيوني عليه.

 وعلى مستوى العتبات المقدسة (جميعها) والتي جاءت تلبية لنداء المرجعية الرشيدة العليا وكمثل : فقد اعلنت العتبة العباسية المقدسة عن استقبال الاف الضيوف اللبنانيين منذ بدء العدوان الصهيوني على لبنان، مؤكدة أن جميع الخدمات الطبية والإنسانية تقدم لضيوف العراق مجاناً فيما شرعت الحكومة وبتوجيه من رئيسها السوداني بتشكيل غرفة عمليات لاستيعاب العوائل اللبنانية داخل الأراضي العراقية فضلا عن إرسال الطواقم الطبية وفرق الطوارئ إلى لبنان من أجل تقديم المساعدة خاصة في الايواء المجاني في الفنادق ومدن الزائرين، والخدمات العلاجية والطبية المستعجلة، وعلى ذات الوتيرة ساهمت بقية العتبات بذات المجهود الانساني المخفف عن معاناة اهلنا المنكوبين في غزة ولبنان ومداواة جراحهم. وقد اعطت تلك الفزعة صورة ناصعة لوجه العراق الابيض وسيظل ابيض.

اضف تعليق