من السهل جدا أن نقول لقد مر عام منذ أن سافرنا للاصطياف أو منذ اشترينا هذه السيارة، لكن من الصعب جدا الحديث عن عام تشتعل الحرب فيه على مدار الثواني، بحيث لا تتوقف، ويرافق هذه الثواني خوف ورعب لا يوصفان. اذن عام غزة ليس عاما عاديا، إنه زمن مليء بموت الضحايا وعلى الأخص أطفال غزة الابرياء...

من السهل جدا أن نقول لقد مر عام منذ أن سافرنا للاصطياف أو منذ اشترينا هذه السيارة، لكن من الصعب جدا الحديث عن عام تشتعل الحرب فيه على مدار الثواني، بحيث لا تتوقف، ويرافق هذه الثواني خوف ورعب لا يوصفان. اذن عام غزة ليس عاما عاديا، إنه زمن مليء بموت الضحايا وعلى الأخص أطفال غزة الابرياء. 

 بهذا المعنى لن تكون ثواني ودقائق وساعات عام غزة الثقيل زمنا عاديا. إنه زمن خاص جدا يخص أهل غزة قبل أي احد. ومهما تعاطف العالم مع ما يعيشه أهالي غزة، فسيبقى هناك شيء حيوي يحفر ذاكرة الأطفال بأنهم تعلموا مواجهة الموت اليومي في مكان ضيق، تتردد فيه أصوات الانفجارات وأزيز الطائرات. 

 تطيل الحرب زمن المدنيين بحيث تصبح الثانية زمنا مفتوحا قاسيا. ولا وجود لذلك الاحساس المترف الذي نحس به حين نجلس في مكان جميل فنقول لقد مر الوقت سريعا. هذا الشعور هو شعور برجوازي قياسا بمشاعر الناس في ذلك القطاع، الذي يواجه حربا مدمرة منذ عام كامل. 

بكل تأكيد لن يخطر على بال أحد تحت ضغط عسكري لا يتوقف أن الزمن مر سريعا. على العكس في غزة يبطئ، وتتحول الثواني إلى سنوات ثقيلة. وأظن أن منظر الصغار وما يعانونه من حرمان، سيزيد من قسوة الوقت التي تنتهي بخسارات جديدة.

 تناولت الفضائيات موضوع غزة، وقدمت حلقات كاملة عما جرى في هذا العام الراحل. كل ما قيل هو أشبه بقائمة حساب سياسية وعسكرية ومادية، لكن في العمق، وعلى أرض بالذات، وبين خرائب مدينة كانت قبل عام مكانا مليئا بالأمنيات، يكون للوقت معنى آخر وعذاب من نوع خاص يعرفه من يتذوقه فقط. بمعنى أدق هناك زمن برجوازي يعيشه الناس، وزمن دموي لنصفه بهذا الشكل يواجهه جميع من يعيش تحت سماء الموت الذي لا يرحم.

 أفكر كثيرا بأطفال غزة. أحاول أن اتخيل عبثهم الطفولي بعد توقف القصف. وبحثهم عن لعبة أو قطعة خبز يتشاركونها. وقد يتحدثون عن ذكرياتهم في المدرسة. ومتى سيعودون لحياتهم السابقة مرة أخرى. لذا أنا أتساءل دائما أن الاطفال هم أكثر من يشعرون بأن حياتهم تتهدم فجأة ودون سابق إنذار وأنهم يحلمون بالعودة إليها سريعا. 

اضف تعليق