هل هناك ثمن محدد قد يدفع لروسيا امام تخليها عن الاسد ونظامه؟، او على الاقل فتح الباب اما رحيله عن السلطة؟، يبدو ان رياح التغيير السياسي وصلت الى قناعة بانتهاء صلاحية نظام الاسد، وجاري البحث عن البديل... الا ان اللاعبين الاقليميين والدوليين في المنطقة، يحاولون البحث عن البديل الناجح، من اجل احتواء اي توتر او مفاجئات قد تمنع التوصل الى حل سياسي لنقل السلطة بصورة سلمية.
نعود بالذاكرة الروسية الى ما نقل عن وزارة الخارجية اواسط الشهر الجاري، عندما صرحت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن "موسكو لا تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، ولكنها ترى من الضروري الحفاظ على الدولة فى سوريا"، وهو تصريح توالى على اعادة صياغته بطرق مختلفة كبار المسؤوليين فيها.
روسيا التي طار اليها (بشار الاسد) قبل ايام، في رحلة سياسية غامضة، اوضحت ان التفاهمات جارية على قد وساق لايجاد مخرج سياسي لا عسكري لحل الازمة السورية، وهو ما اوضحة الرئيس الروسي، بوتين، بالقول انه "يجب على القيادة السورية أن تقيم اتصالات مع قوات المعارضة المستعدة للحوار" مؤكدا على لسان الاسد القول بانه "مستعد لهذا الحوار".
التطور الاخير في التكتيكات الروسية، ما جاء على لسان وزير الخارجية الروسي المخضرم، سيرجي لافروف، بان سلاح الجوي الروسي "مستعد لمساعدة الجيش السوري الحر إذا علم مكانه"، وهو موقف قوبل بترحاب "حذر" من قبل ما يسمى "الجيش السوري الحر"، الذي تدعمه الولايات المتحدة الامريكية، فضلا عن تركيا والسعودية، التي التقت مؤخرا مع روسيا في لقاء نادر لبحث سبل الحل السياسي امام تفاقم الازمة في سوريا.
بالعودة الى السؤال عن مدى تعلق الروس بالاسد ونظامة... فان اغلب التوقعات لا تتفق مع وجود مبرر حتمي لتمسك الروس بالاسد حتى النهاية، كما ان الروس وبحسب تكتيكاتهم السياسية والعسكرية التي مارسوها مؤخرا، اعربوا من خلالها انهم لا يرغبون بالسباحة عكس التيار... لكن مع التاكيد على وجود "ثمن" سياسي امام رحيل الاسد، سيما وانها اكدت بمشاركتها الاخيرة انها جزء اساسي من "لعبة الشرق الاوسط"... وانها لن ترضى، بطبيعة الحال، بخسارة قاعدتها الاهم في منطقة الشرق الاوسط والبحر المتوسط، مثلما لن ترضى بالقليل.
اللافت للانتباه ما نقله التلفزيون الرسمي لسوريا عن استقبال الاسد وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، باعتباره جاء "في إطار مساع دبلوماسية للتوصل لحل سياسي للصراع السوري الذي دخل عامه الخامس"... (بن علوي) بحث مع (الأسد)... "أفكارا إقليمية ودولية طرحت للتعامل مع الأزمة"، وسلطنة عمان، كما هو معروف... الواجهة المهمة التي يقصدها الجميع من اجل عقد الاتفاقات "التاريخية" و"السرية"، على غرار ماحدث بين الولايات المتحدة الامريكية وايران من محادثات سرية استغرقت 6 اشهر بين الطرفين برعاية عمانية، قبل اعلانها امام العالم، وما اثمرته من توقيع اتفاق اممي يقضي برفع العقوبات عن ايران مقابل تقييد برنامجها النووي.
اذن ما هي الاحتمالات او الاثمان التي سيتم تبادل افكارها بين الاطراف الاقليمية والدولية للتعامل مع الازمة السورية؟
حتى اللحظة لا يمكن لاحد التكهن بمحادثات وصفقات تجري خلف الكواليس... لكنها بالتاكيد ستشمل جوانب رئيسية منها:
- مناقشة انخفاض اسعار النفط التي اضرت بروسيا وايران كثيرا، وقد يتم رفع الاسعار في حال تم التوصل الى توافق مع السعودية ودول الخليج مقابل رحيل الاسد.
- احتفاظ روسيا بنفوذها الاقليمي في الشرق من خلال سوريا... بمعنى ان الحكومة القادمة ستكون اقرب الى روسيا من غيرها... ربما بشرط ابعاد النفوذ الايراني عنها.
- لن يتم الغاء دور ايران بالكامل، ربما ستكون لها حصة في النفوذ مقابل النفوذ السعودي في سوريا ايضا من دون رجحان كفة احدهما على الاخر.
- مدخل التوافق بين الفرقاء سيكون من منطلق القضاء على الارهاب المتمثل بتنظيم داعش، ومنها سيتم التواصل الى حل باقي القضايا السياسية العالقة، اما الانتخابات ونقل السلطة عن الاسد فسيتم على دفعات تدريجية بما يشبه سيناريو(خطوة-خطوة)، ربما منعا لانهيار النظام او تجنبا لحدوث تمرد او انقلاب داخل السلطة.
اضف تعليق