هذه الخطوة تم اتخاذها فعلاً من قبل الوسطاء الأمريكان والفرنسيين، واللذان يعملان بجدية من أجل التوصل الى اتفاق يمكن ان يتم فيه التوصل الى تهدئة على طول الحدود بين لبنان والكيان الاسرائيلي، ولكن ومن خلال قراءة المشهد يبدو ان زمن الحلول الدبلوماسية قد انتهى بالنسبة لإسرائيل...

منذ عملية طوفان الاقصى والكيان الاسرائيلي انتقل من مرحلة التهديد الى المهدد، وتغيرت المعادلة التي كانت تحكم المنطقة لتضع هذه العملية التي قامت بها فصائل المقاومة الفلسطينية "حماس"، واستطاع من خلالها أخذ عدد كبير من المستوطنين الإسرائيليين كرهائن لحين إطلاق جميع الاسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

 وبالرغم من محدودية العملية الا انها سجلت الكثير من الملاحظات على إداء الجيش الاسرائيلي من جهة او تقدم خطوات تطور المقاومة الفلسطينية من جهة اخرى، فالملاحظ ان الشعب الفلسطيني اعتمد في مقاومته للاحتلال على "الحجارة" ولكن المفاجأة في هذه العملية هو الاسلحة المستخدمة من طائرات شراعية وأسلحة متطورة وقف الجيش الاسرائيلي مذهولاً لها بالمقابل كان الأداء الاسرائيلي بدا وكانه في سبات فلا تنسيق ولا مواجهة تذكر، ولا جيش "عرمرم" ذو اقتدار وقوة وتهديد مستمر للمنطقة وبدا كانه لا يعلم بمجريات الاحداث في المنطقة حتى سقطت هالة القوة التي أشيعت لهذا الكيان وجيشه.

بدأ التصعيد يتعالى على محور جبهة الشمال بعد التهديدات التي اطلقها نتنياهو بانه سيشن هجوماً على لبنان وتحديداً على حزب الله وتصريحات الرئيس الامريكي التي صرح بانه سيدعم هذا الهجوم ضد "حزب الله" وبالمقابل صرح الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطاب القاه في 19 حزيران انه إذا شنت إسرائيل هجوماً عسكرياً على لبنان "فلن تكون هناك قواعد ولا سقوف على الرد"، وعلى الرغم من أن حزب الله لا يريد التصعيد في المنطقة وان تتطور الى حرب شاملة لن تنتهي الا بكسر الارادات لإسرائيل إلا ان الحزب مستعد تماماً لأي طارئ او تطور في الاحداث في المنطقة ولبنان تحديداً. ومع كل ذلك الا أن التصعيد بين الطرفين وصل الى مستويات غير مسبوقة في الصراع الطويل الامد، وتبقى الجهود الدولية المبذولة في إيقاف المجازر الاسرائيلية هي الفيصل في إيقاف أي حرب محتملة في المنطقة وأن الفجوة بين الطرفين لا يمكن سدها في ظل غياب اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس وإطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين.

لجوء الصهاينة إلى عمليات الاغتيال الداخلية والخارجية وآخرها من اغتيال القائد الكبير في حزب الله "فؤاد شكر" في الضاحية الجنوبية لبيروت وكذلك اغتيال ضيف الجمهورية الإسلامية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "إسماعيل هنية" اثناء حضوره لحفل تنصيب رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكذلك عمليات استهداف قيادات الحشد الشعبي في العراق، كلها تعبر عن فشل ذريع للكيان الاسرائيلي داخليا وخارجيا، خصوصا مع الهزائم المتكررة في غزة وشمالها والتي لم يستطع تحقيق اي نصر يذكر.

المسؤولون الأمريكان من جهتهم أبدوا تخوفهم من ان انظمة الدفاع الاسرائيلية المتطورة سوف لن تصمد امام قوة نيران حزب الله والتي بحسب الاستطلاعات تتضمن اكثر من 100 الف صاروخ وأسراب من الطائرات بدون طيار الانتحارية، وهذا ما صرح به رئيس الاركان الاسرائيلي بانه بات يدرك أن أي تحقيق للوضع الراهن في الشمال يتطلب تفاهماً غير مباشر مع حزب الله.

 ومن خلال التقارير الغربية بان مثل هذه الخطوة تم اتخاذها فعلاً من قبل الوسطاء الأمريكان والفرنسيين، واللذان يعملان بجدية من أجل التوصل الى اتفاق يمكن ان يتم فيه التوصل الى تهدئة على طول الحدود بين لبنان والكيان الاسرائيلي، ولكن ومن خلال قراءة المشهد يبدو ان زمن الحلول الدبلوماسية قد انتهى بالنسبة لإسرائيل وان وقت المواجهة قادم لامحالة.

اضف تعليق