المشاريع التجارية والاستثمارية يجب أن تتوافق مع خصوصية ‏المحافظة والمدينة خصوصا بشكل منظم يحترم تاريخها وأصالتها، ‏تلبي احتياجات سكانها وزوارها. ‏ كربلاء ليست مجرد مدينة ميتة، بل هي رمز للإيمان والثبات والحفاظ ‏على هويتها هو حفاظ على جزء من تاريخنا وهوية العراق‎.‎..

كربلاء، المدينة التي يشهد لها التاريخ بملاحمها وأحداثها، تحتضن في ‏أزقتها تراث قل نظيره وثقافة تستمدها من الشجاعة والكرم. كانت ‏رمزا للتضحية والصمود، حيث يجتمع المحبون حول ضريح الإمام ‏الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه وهم يحيون ذكراه ‏ويستلهمون من روحه الايمان والقوة.

اليوم، يبدو أنها على مشارف اندثار هويتها العريقة وهي تواجه ‏تحديات تهدد بتغيير ملامحها وضياع هويتها الثقافية‎.‎

حين نمشي في الشوارع، نستشعر عبق تاريخ زاخر بالعطاء وللمكان ‏روحانية فريدة، إلا أن ذلك بدأ يتلاشى أمام الفوضى العارمة حيث ‏تلتهم التجاوزات والمشاريع التجارية العشوائية مساحات كان من ‏المفترض أن يحسب لها ألف حساب، أدى التخطيط غير السليم إلى ‏تشويه طابعها التراثي بل وحتى الحضاري.

الذي يدقق في كل زاوية وشارع لن يجد ما يجسد تلك القصص ‏العظيمة والتاريخية التي بدأت تختفي تحت وطأة الفوضى في كل شيء الطرق التي كانت ذات يوم يسير فيها من يزورها بطمأنينة وسكينة ‏تحولت إلى شوارع مختنقة ومزدحمة والتي تفتقد الى البنى التحتية ‏المتواضعة ولا تصلح لاستيعاب النمو السريع، بل أصبحت تعاني من ‏الإهمال.

الشوارع المليئة بالحفر والمسارات المتعرجة، والأسلاك الكهربائية ‏المتشابكة التي تحجب السماء، تعكس حالة من الفوضى وانعدام ‏التنظيم.

أما النقل وطرق المرور فهي كابوسا يوميا فالحافلات الكبيرة ‏والسيارات والدراجات والستوتات والتك تك وحتى الماشية من ‏الحيوانات تملأ الشوارع بشكل عشوائي تعكر صفو روحانية المكان.‏

الأكثر إيلاما هو تقسيم كربلاء إلى كانتونات محاصصية تتنافس القوى ‏السياسية وغيرها على النفوذ والسيطرة وتشعر بأنها مناطق نفوذ ‏متناحرة. هذه السياسة أضعفت الوحدة الاجتماعية والثقافية للمدينة، ‏وخلقت بيئة هجينة.‏

كربلاء لا تستحق ما يحصل الآن بل أنها تحتاج إلى رؤية مستدامة ‏تحافظ على التوازن التراثي الثقافي وفق بنى تحتية تمتد لمئات أو الاف ‏السنين.

"المشاريع التجارية والاستثمارية" يجب أن تتوافق مع خصوصية ‏المحافظة والمدينة خصوصا بشكل منظم يحترم تاريخها وأصالتها، ‏تلبي احتياجات سكانها وزوارها. ‏ كربلاء ليست مجرد مدينة ميتة، بل هي رمز للإيمان والثبات والحفاظ ‏على هويتها هو حفاظ على جزء من تاريخنا وهوية العراق‎.‎

اضف تعليق