هل سمعت بأن شخص ما يخاف من الماء؟، قد يبدو السؤال مثيراً للضحك في الوهلة الاولى لكنها حقيقة يعاني منها عدد ليس بقليل على وجه الارض، مثل هذا النوع من البشر يحاولون الابتعاد عن المساحات المائية كالبحار والبحيرات، وحتى المحيطات المائية والانهار الصغيرة...

هل سمعت بأن شخص ما يخاف من الماء؟، قد يبدو السؤال مثيراً للضحك في الوهلة الاولى لكنها حقيقة يعاني منها عدد ليس بقليل على وجه الارض، مثل هذا النوع من البشر يحاولون الابتعاد عن المساحات المائية كالبحار والبحيرات، وحتى المحيطات المائية والانهار الصغيرة، ولو طلبت منهم ان يرافقوك في سفرة على متن قارب في نهر صغير في مدينتهم لكان الرفض موقفهم بالتأكيد، يسمى هذا النوع من الخوف برهاب الماء، فما هو وماهي علامات الاصابة به؟، وماهي اسبابه وطرق الحد منه؟

يعرف رهاب الماء بأنه حالة نفسية داخلية تمنع الفرد من الاقتراب من مصادر الماء وعدم الدخول فيها حتى عند الضرورة لكونها تشعر الفرد المصاب بحالة من الضيق الناتج من الخوف من الماء لاسباب عديدة.

لابد ان نفصل بين امرين وهما الحذر والخوف، حيث ان الحذر ضرورة حياتية تحمي الانسان من الكثير من المخاطر، بينما الخوف يتطور مع مرور الوقت وقد يصل الى الرهاب، واحد اشكاله هو رهاب الماء أو الخوف من الماء هو الخوف المستمر وغير الطبيعي من المياه، وهو رهاب محدد يتضمن مستوى معين من الخوف الذي يتعدى قدرة المريض للتحكم به أو من الممكن أن يؤثر على حياته اليومية.

تختلف السلوكيات الناتجة من رهاب الماء مثل تجنب ركوب الزوارق والسباحة أو تجنب الغوص في أعماق المحيطات حتى وإن كأن الشخص يتمتع بمهارات السباحة الأساسية، ومن الممكن أن يصل مستوى الرهاب إلى حد الخوف من التبلل بالماء أو الرش بالماء عندما يكون بشكل مفاجئ أو غير متوقع، وقد يتجنب بعض المصابين الجلوس على حافات الانهار او البحار لاستشعارهم بخطر المياه النابع من الشعور بأن قوة خفية في البحر ستسحبهم الى الاسفل وهذا وهم لا اثر له من الصحة.

معدل الانتشار:

معدل انتشار رهاب الماء يعد من اقل انواع الرهابات الاخرى لكونه يعتبر من انواع الرهاب البسيطة، ووفقاً لدراسات نفسية مسحية لمعرفة مدى انتشاره فأن رهاب الماء قد يؤثر بشكل عام على 1.8% من سكان الارض أو ما يقارب إلى واحد من كل خمسين شخص، وهي نسبة بسيطة اذا ماقورنت بنسب انواع الرهاب الاخرى.

اعراض رهاب الماء:

تبرز عدة اعراض للعيان على من يصاب بلعنة رهاب الماء اهمها:

الخوف المفرط من التقرب للمياه حتى وان كان بمعية اهله واصدقائه فلا يتمكن من التخلص من نوبات من الهلع أو الذعر وهو ما يجعله عرضة للارتجاف والتعرق، بالاضافة الى ارتفاع معدل الضغط و تزايد ضربات القلب.

هذا الرهاب ايضاً يدفع المصابين بهم الى النفور من الاستحمام مما يؤشر تدني في مستوى النظافة الشخصية، بعض الناس قد يكون لديهم نوبات من الذعر عند القرب، أو التفكير في كونهم بالقرب من الماء، هذه ابرز الاعراض لرهاب الماء.

لماذا يصاب البعض برهاب الماء؟

لعدة اسباب محتملة يصاب الناس برهاب الماء اهمها:

الاحتمالية الاولى هي تعرض احد اقرباء او اصدقاء المصاب لحادث غرق سابقة اودت او كادت ان تودي بحياته، وهو لا يمكنه تخطي الذكرى السيئة تلك وبالتالي يفضل عدم التقرب مما قد يكرر التجربة السيئة هذه.

الاحتمالية الثانية هي ان الافراد الذين نشأوا في المناطق الصحراوية الرملية التي تفقتر الى المساحات المائية الكبيرة هم أكثر عرضة للاصابة برهاب الماء لكون بيئتهم لم تمدهم بالخبرة الكافية للتعامل مع الماء.

الاحتمالية الثالثة هي التحذير الدائم من الابوين للطفال لعدم الاقتراب من المياه مما يولد رهاب الماء عند الاطفال ويستمر معهم هذا الخوف حتى الكبر، واخيراً يمكن ان تكون الافلام والقصص والاخبار التي تتحدث عن حالات غرق قد تكون دافعاً للإصابة برهاب الماء.

كيف نخفف من هذا الرهاب؟

يمكن للانسان ان يتخطى مشكلة رهاب الماء حين يواجه سبب مشكلته او عقدته وهو مايعرف ب( التعرض)، وهو أن يبدأ الشخص بالتعرض للماء للقضاء على خوفه تدريجياً شريطة ان يكون التعرض في اماكن امانة مثل المسابح.

وينفع العلاج المعرفي السلوكي في تخطي رهاب الماء، اذ يعمل على تغير افكار الانسان حول الماء وبالتالي تغير سلوكياته التي تتعلق بالابتعاد عن الماء وبالتالي يبدأ الفرد يقتنع بكونه تفكيره ليس صائباً وبالتالي يحاول مغادرة هذا الامر، وبهذين الامرين يمكن للمصاب برهاب الماء ان يغادره وهذا هو المراد.

اضف تعليق