يجب ان يأخذ التجديد جانباً علمياً عبر اختيار العاب التي تناسب عمر الطفل ومستويات الفكرية، فليس منطقياً ان تشتري العاب تقليدية تناسب اعمار الثلاث سنوات لابنك الذي وصل الى السنة الخامسة، وحين تكتشف انك لديه نسبة ذكاء فلا تظلمه بالهائه بالعاب غير منتجة على مستوى تطوير التفكير...
بعد ان يتخطى الطفل الاشهر الاولى من حياته يبدأ يميل اللعب ببعض الالعاب المتوفرة في بيئته، ويتسمر في ذلك حتى سنوات متقدمة من مرحلة الطفولة، ولذا اهمية كبرى عبر تحقيق الشعور بالمتعة والبهجة، تفريغ الطاقة السلبية، تنمية القدرات العقلية وتنمية الاستعداد للتعلم، كما يبني شخصية الطفل ويجعله يستطيع ادارة نفسه والتخطيط لحياته.
ليس هذا فقط بل تتعدى اهمية العب بالنسبة للطفل الى نطاق اوسع فهي تساعد الطفل في فهم ذاته وتقبله لذاته، وتساعد الطفل على تعلم المهارات الاجتماعية والمهارات الحياتية ومنها التجربة والخطأ التي تعتمد عليها حياة الانسان الى حد بعيد، كما تساعد الالعاب على التخلص من التوتر وتفريغ الانفعالات، وفي النهاية تؤدي الى إشباع حاجات الطفل بطريقة مقبولة اجتماعياً، ومن هنا تأتي اهمية اللعب للاطفال، لكن جميع هذه الاهداف لن تحقق اذا لم يحدث تنويع في الالعاب.
الامهات يحاولن دائماً ان يرين بيتوهن مرتبة وغير مبعثرة وهذا سبب كاف لجعل الامهات يخفين بعض الالعاب او انهن يرتبن الالعاب بصورة دورية، لكن يجب ان يكون التجديد بصورة علمية وذات جذور تربوية تأتي بنتائج مرضية للطفل ومغيره وموجه لسلوك الطفل الى حيث الهدف الذي المطلوب، وبخلاف ذلك ستكون النتائج اقل فاعلية لسوء تنظيم ذلك التجديد.
ماذا نقصد بتجديد الالعاب؟
نقصد بتجديد الألعاب إحداث تغيير في ألعاب الطفل نوعا وترتيباً، فقد يكون هذا التغيير في طريقة عرضها ووضعها على الأرفف أو بتخزين بعض الألعاب وإبقاء بعضها ثم بعد فترة تخزين المعروض من الألعاب وعرض المختزن منها، وفي كل مرة تحدث هذه السلوكية سيتجدد تمسك الطفل بألعابه مما يمنحه فرصة جديدة للاكتشاف والمتعة التي تغيب بفعل الاعتياد والاشباع من هذه اللعبة او تلك.
ما أهمية عملية تجديد الألعاب؟
اهمية تجديد الالعاب تأتي من انها تؤدي الى التقليل من الفوضى والكثرة الغير نوعية والتي تجعل الطفل يحتار في تحديد توجهاته وميوله، لذا يؤكد التربويين على اهمية التجديد المستمر لاعادة ربط الطفل بالعابه التي تعني اعادة ربطه بأهدافه، فيصار الى ترك بعض الالعاب التي يستمتع بها مع إبعاد الألعاب الأخرى عن ناظريه كي يشتاق إليها بعد مرور عدة أيام وبالتالي تقلل الحاجة لشراء ألعاب جديدة.
قواعد مهمة للتجديد
عبر التجارب الحياتية والاطلاع على سلوكيات الاطفال نشير الى امور غاية في الاهمية وهو لابأس بشراء بعض الالعاب التي تهلي الطفل وتحقق الاهداف التي ذكرناه في اعلاه، لكن يجب ان يكون الشراء لألعاب ذات اهمية تغيرية في تفكير الطفل مثل العاب الذكاء، كما يجب لا يكون افراط في الشراء في المرة الواحدة فبدلاً من شراء 5العاب مرة واحدة وبالتالي تمل مرة واحدة الافضل شراء لعبة لو لعبتين وبالتالي تقليل الاعباء المادية والابقاء على التجديد المستمر.
كما يجب ان يراقب الابوين اطفالهم اثناء اللعب لملاحظة الالعاب التي يميل له بشدة واللعاب الاقل التي تكون رغبته اليه اقل وبعد ذلك ابقاء التي يرتبط بها وابعاد تلك الاخرى، وبتكرار هذه العمية كل اسبوعين يبقى التجديد قائم ويبقى الطفل مستمتعاً.
واخيراً يجب ان يأخذ التجديد جانباً علمياً عبر اختيار العاب التي تناسب عمر الطفل ومستويات الفكرية، فليس منطقياً ان تشتري العاب تقليدية تناسب اعمار الثلاث سنوات لابنك الذي وصل الى السنة الخامسة، وحين تكتشف انك لديه نسبة ذكاء فلا تظلمه بالهائه بالعاب غير منتجة على مستوى تطوير التفكير الذي يصل به الى مستوى من النضج العقلي الذي ينعكس على حياته في المستقبل.
اضف تعليق