يزداد المشهد الاقليمي في الشرق الاوسط تعقيداً في ظّل استمرار الحرب، حيث تواصل دولة الاحتلال عملية السيوف الحديدية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، وبالرغم من سعي ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن على ضمان عدم توسع رقعة الصراع ألا ان تداعيات الحرب لم تقتصر على اطراف الصراع فقط...
يزداد المشهد الاقليمي في الشرق الاوسط تعقيداً في ظّل استمرار الحرب، حيث تواصل دولة الاحتلال عملية السيوف الحديدية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، وبالرغم من سعي ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن على ضمان عدم توسع رقعة الصراع ألا ان تداعيات الحرب لم تقتصر على اطراف الصراع فقط.
فقدّ شهدت المنطقة خلال الاشهر الماضية احداثاً امنية خطيرة ألقت بظلالها على امن المنطقة ومؤدية للمزيد من العسكرة في الشرق الاوسط، بدءً من استهداف الوجود والمصالح الامريكية في المنطقة كرد فعل على دعم ادارة بايدن لأسرائيل في حربها على فصائل المقاومة الفلسطينية وتصاعد هجمات الحوثيين في البحر الاحمر وعسكرة شريان مائي مهم للتجارة والملاحة العالمية.
كما ان الحدود المكانية للحرب لم تقتصر على قطاع غزة فقدّ تكاثفت شظايا التداعيات الاقليمية للحرب في قطاع غزة وقدّ شهدت مناطق مثل اليمن وسوريا ولبنان والعراق تصعيدات مختلفة من قبل فصائل المقاومة عبر استهداف المصالح والقواعد الامريكية في المنطقة، اضافة الى استهداف السفن الاسرائيلية في البحر الاحمر، ومع التركيز على الساحة السورية فقدّ شهدت تصعيدات مختلفة بين طهران وحلفائها من جهة واسرائيل من جهة اخرى.
ومنذ بدء الحرب في قطاع غزة قدّ تعرض مطار حلب ومطار دمشق لعدد من الضربات الجوية الاسرائيلية لمنع هبوط اي طائرة قادمة من طهران وما ان يتم ازالة اثار الضربة ويعلن عن اعادتهما الى الخدمة حتى يتلقيا ضربات أخرى تخرجهما من الخدمة مجدداً ويأتي هذا الاستهداف بهدف اسرائيل لمنع خط الامداد الايراني الى حلفائها في سوريا ولبنان وفلسطين ومع بداية العام الجديد وفي منتصف الشهر الماضي نفذت طائرات إسرائيلية عدداً من الضربات استهدفت شخصيات بارزة ومهمة في الحرس الثوري الايراني والتي تؤدي دوراً محورياً وفاعلاً خارج الحدود الايرانية كما اسفرت عملية اخرى في قلب العاصمة السورية دمشق عن مقتل خمسة مستشارين في الحرس الثوري وقد أتبعت طهران حيال تلك الضربة سياسة الصبر الاستراتيجي وعبرت الخارجية الإيرانية عبر بيان بحسب المتحدث الرسمي كنعنان ناصر "انّ طهران سوف ترد على الاعتداءات الاسرائيلية على مواقع تابعة لها في دمشق في المكان والزمان المناسبين" ومع هذا النوع من الاستهداف قدّ غيرت إسرائيل من تكتيكاتها لتنتقل من أستهداف المعدات العسكرية والبنى التحتية ومستودعات ذخائر الاسلحة الايرانية في سوريا الى استهداف شخصيات كبيرة ومهمة في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني وأودت غارة اسرائيلية أخرى والتي استهدفت أيضاً منطقة السيدة زينب قرب العاصمة دمشق القيادي العسكري الايراني البارز "رضي الموسوي" إذ يعدّ الموسوي من الشخصيات المهمة لدى طهران.
ومن خلال هذه الضربات المتتالية والنوعية التي نفذتها إسرائيل لشخصيات عسكرية وأمنية بارزة في الحرس الثوري فأن إسرائيل تمكّنت من توجيه ضربة كبيرة للجانب الايراني في دمشق محدثة بذلك خسائر نوعية في صفوف القيادات العسكرية والامنية الايرانية في سوريا وبحسب "وكالة رويترز فان الحرس الثوري الايراني قلص تواجد ضباطه الكبار في دمشق بعد سلسلة الاستهدافات الاسرائيلية التي استهدفت وجوده ومصالحة في العاصمة السورية" وقدّ اعتبر هذا الاستهداف لشخصيات مؤثرة وفاعلة في سوريا دلالة وتفسير واضح على اختراق امني في صفوف الايرانيين في كلا التصعيدات الاسرائيلية في سوريا فقدّ جرى التصعيد في رقعة جغرافية ومنطقة أمنية تُعتبر إيرانية بامتياز.
اضف تعليق