من خلال قراءة سريعة لنشاطات الوفد العراقي في دافوس نستطيع أن نقول بأن المشاركة كانت غير تقليدية وكانت جادة وفعّالة في تحقيق أهداف مرسومة مسبقاً قد تساهم بشكل أو بآخر شرط أن تتم متابعة هذه التحركات بعد انتهاء الملتقى في تحقيق بعض المصالح السياسية والاقتصادية للعراق...
انعقد الاجتماع السنوي لمنتدى دافوس الاقتصادي في يوم الاثنين 15 يناير/ كانون الثاني الجاري ولمدة 5 أيام في منتجع دافوس السويسري على خلفية حربي غزة وأوكرانيا، وثورة الذكاء الاصطناعي وأزمة تكلفة المعيشة وقضية التغير المناخي، وبحضور أكثر من 2800 شخص بينهم أكثر من 60 رئيس دولة وحكومة وتحت شعار رئيسي هو (إعادة بناء الثقة).
مشاركة العراق: جائت مشاركة العراق بوفد رفيع المستوى برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ولقد كانت مشاركة فعاّلة تم الاعداد لها مسبقاً باهتمام كبير من الحكومة لاستثمار هذا التجمع الاقتصادي الدولي والمشاركة الدولية الواسعة لمناقشة وطرح مجموعة من القضايا الحيوية التي تهم العراق واقتصاده وكان من أهمها:
حقوق الحكومة
إدانة الهجوم الايراني على أربيل حيث قال رئيس الوزراء في خطابه الذي أدان به هذا الاعتداء الخطير على سيادة العراق وأمنه إنه لن يسمح لأي طرف، سواء أكان خارجياً أو داخلياً، بأن ينتزع حقوق الحكومة العراقية في تحقيق سيادتها ودورها في الحفاظ على أمن العراق.
إبراز ملّف العلاقة المستقبلية بين الحكومة العراقية وبعثة الأمم المتحدة يونامي التي باتت تأخذ شكل الوصاية الدولية والتدخل في الشأن السياسي الداخلي العراقي خلافا لميثاق الأمم المتحدة الذي يؤكد على احترام سيادة واستقلال الدول الأعضاء وعدم التدخل في الشأن السياسي الداخلي، وانه بمحرّد فتح هذا الملّف مع الأمين العام للأمم المتحدة والحديث معه على مستقبل العلاقة بين العراق والمنظمة الأممية، فهذا بحد ذاته مؤشر مهم في منهج رئيس الوزراء للحفاظ على سيادة واستقلال العراق وعدم التدخل في شؤونه الداخلية والخارجية، وتصحيح مسار بعثة الأمم المتحدّة بما ينسجم مع ما جاء في قراري مجلس الأمن الـــدولي ( 1500 – 1770 ).
ملّف قوات التحالف الدولي الموجودة في العراق، حيث أكدّ السوداني خلال الجلسة الحوارية التي أجراها على هامش أعمال المؤتمر وفي لقائه مع رئيسة المفوضية الأوربية، أنّ داعش إليوم لا تمّثل تهديدا للعراق وأنّ المتبقي منها عبارة عن مجاميع هاربة في الكهوف والصحارى، كما أكدّ على قدرة وجاهزية قواتنا المسلحة وقواتنا الأمنية على ضمان الأمن والاستقرار في العراق، وأعلن للعالم أجمع رغبة العراق حكومة وشعبا بإنهاء مهمة قوات التحالف الدولي في العراق، والبدء بوضع جدول زمني لإنهاء مهمة المستشارين الدوليين والقوات المقاتلة في العراق والانتقال للعلاقات الثنائية مع دول التحالف.
وهذا ما يعكس جدّية حكومة السوداني في إنهاء ملّف قوات التحالف الدولي في العراق بالطرق القانونية والدبلوماسية بعيدا عن أجواء التصعيد العسكري وتعريض أمن البلد إلى مخاطر الانزلاق في الحرب مع دول التحالف الدولي.
العراق حدد هدفاً في موازنة مدتها ثلاث سنوات لتقليل الاعتماد على إيرادات النفط من 95 بالمئة إلى 80 بالمئة ودعم القطاع الخاص ودعم الصناعة الوطنية وبهذا الصدد التقى بالرئيس التنفيذي الإقليمي لبنك «جي بي مورغان» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خالد حب الله وبحث معه آفاق التعاون في المجالات المالية، وفتح حسابات للمصارف العراقية، فضلاً عن إمكانية مشاركة المصرف في جهود الحكومة الخاصة باعتماد تطبيقات الدفع الإلكتروني في الأسواق العراقية».
التقى السوداني برئيس مجموعة البنك الدولي (أجاي بانغا) وبحث اللقاء علاقات التعاون بين العراق والبنك الدولي، في مختلف المجالات الاقتصادية، التي تسهم في دعم جهود الحكومة وخططها الاستراتيجية، نحو المزيد من فرص الاستثمار والتنمية في العراق.
وشهد اللقاء، أيضاً، استعراض الإجراءات والخطوات التي اتخذتها الحكومة والبنك المركزي العراقي، على صعيد الإصلاح المالي والمصرفي، كما جرى التطرق للمشاريع التي تُمول من قبل مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، في مقدمتها مشروع تأهيل وتطوير مطار بغداد الدولي.
قطاعات مصرفية
وأكد رئيس مجلس الوزراء على أهمية أن تعكس تقارير البنك الدولي، بشكل واقعي، سياسات الحكومة الجديدة التي نُفذت في القطاعات الاقتصادية والمصرفية ودعم القطاع الخاص، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وزيادة نموه وتحقيق الاستقرار المالي، في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة والعالم.
وعلى هامش المؤتمر أجرى رئيس الوزراء لقائات عديدة مع شخصيات عديدة لمناقشة الأمور التي تهم العراق ومشاكل الاقتصاد العراقي أهمها لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الاتحاد السويسري فيولا أمهيرد والأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ومستشار الأمن القومي الأمريكي والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي ورئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD) ووزيري التجارة والاستثمار السعوديين ووفد مؤسسة تمويل الدولية (IFC) والأمين العام لمنظمة التعاون الرقمي ورئيس شركة (HKN) اينرجي النفطية ولقاء مع 57 شركة عالمية مختصة بالنفط والطاقة والمجالات الاقتصادية الأخرى.
من خلال قراءة سريعة لنشاطات الوفد العراقي في دافوس نستطيع أن نقول بأن المشاركة كانت غير تقليدية وكانت جادة وفعّالة في تحقيق أهداف مرسومة مسبقاً قد تساهم بشكل أو بآخر شرط أن تتم متابعة هذه التحركات بعد انتهاء الملتقى في تحقيق بعض المصالح السياسية والاقتصادية للعراق وتساهم بنسبة معينة بتحقيق نوع من الاستقرار السياسي والاقتصادي للبلد.
اضف تعليق