لقد فرط الحكام العرب بفرصة ثمينة كي يسجل التاريخ لهم موقفا مشرفا، ويثبتوا لشعوبهم العربية وللعالم، بانهم يحملون ضمائر حية وقيما ومبادئ وكرامة وحرصا على مصالح أوطانهم وشعوبهم..، عبر اختيارهم الموقف الصحيح، وإصلاح الأخطاء الفادحة السابقة، ومنها التأخر الكبير لعقد قمة عربية طارئة، حول مجزرة ومحرقة وإبادة جماعية...
العالم تفاعل مع قضية فلسطين على أساس انها قضية رأي عالمية، وشهدت دول العالم مظاهرات حاشدة مليونية للتضامن مع فلسطين والمطالبة بإيقاف العدوان والإبادة الصهيونية على غزة، وإنهاء الاحتلال لأرض فلسطين،.. والعجيب بعد كل هذه الفترة الطويلة، من جرائم العدوان الصهيوني الأمريكي، تسمى القمة العربية والاسلامية بغير العادية والطارئة والعاجلة؟!.
ولكن هل حققت تلك القمة أبسط مطالب الشعوب العربية والاسلامية وشعب فلسطين خاصة ومنها: هل تم إيقاف العدوان على غزة وفلسطين ونصرته بالسلاح؟.
هل تم تهديد كل من يدعم كيان الاحتلال الصهيوني؟.
هل تم إلغاء التطبيع ومنع اي علاقة مع الاحتلال، ومنع مرور الطيران الصهيوني عبر الاجواء العربية والإسلامية؟.
هل تم إرسال المساعدات الإنسانية؟.
إذا لم يتحقق شيء من ذلك فالقمة فاشلة، ولا سامحهم الله.
لقد فرط الحكام العرب بفرصة ثمينة كي يسجل التاريخ لهم موقفا مشرفا، ويثبتوا لشعوبهم العربية وللعالم، بانهم يحملون ضمائر حية وقيما ومبادئ وكرامة وحرصا على مصالح أوطانهم وشعوبهم..، عبر اختيارهم الموقف الصحيح، وإصلاح الأخطاء الفادحة السابقة، ومنها التأخر الكبير لعقد قمة عربية طارئة، حول مجزرة ومحرقة وإبادة جماعية يرتكبها كيان الاحتلال الصهيوني ضد شعب فلسطين العربي في غزة!.
كانت هناك آمال لدى الشعوب العربية وأحرار العالم أن يصحو النظام العربي الرسمي من نومته ومواقفه المخيبة دائما، عبر تحقيق إرادة الشعوب العربية الغاضبة، والمؤيدة والمتضامنة مع أهلهم شعب فلسطين، بتبني الحق والعدل والدفاع عن أهم قضية حق وعدالة في العالم، وأهم قضية عربية، من خلال إعلان الدعم والمساندة ونصرة شعب فلسطين وإيقاف العدوان الصهيوني الامريكي ضد أهلنا في غزة.
لكن معظم حكام العرب اختاروا العكس، التمسك بمواقفهم (..) ضد مصالح الأمة والشعوب العربية!.
من المعيب والضعف والهوان أن تجتمع دول عربية وإسلامية في قمة الرياض الطارئة غير العادية، في ظل ما تتعرض له غزة من إبادة جماعية على يد كيان الاحتلال المجرم القاتل المتوحش؛ فلا تستطيع هذه الدول المجتمعة التي تمتلك سلاح الطاقة والكثافة السكانية والمواقع الاستراتيجية وغيرها من؛ إيقاف العدوان الصهيوني الأمريكي، وإدخال الماء والغذاء والدواء والكهرباء لغزة العز التي تباد، وقطع العلاقات مع كيان الاحتلال، ورفض من يدعمه امريكا والغرب!.
نعم لقد فشل النظام العربي الرسمي، ولم يظهر إلا صوت من يسيطر عليها صوت الصهاينة العرب الذين لديهم علاقات مع كيان الاحتلال الصهيوني المجرم، ليرسخ للعالم حقيقة ما يقال بان معظم الأنظمة العربية هي رهن طاعة من يدعم القاتل ويسانده انها امريكا!. من المخزي.. قمم عربية بلا أفعال لإيقاف العدوان والابادة الصهيونية ضد شعب عربي فلسطين وغزة، ونصرته في هذه اللحظات الصعبة والحاسمة، والاكتفاء كالعادة حسب القمم السابقة بكلمات التنديد..؛ ليرسخ للشعوب العربية بأن تلك القمم لا قيمة لها.
وانما مجرد رفع العتب وقتل جمرة الغضب الشعبي في الدول العربية والاسلامية!.
لقد فشل العرب، بسبب موقف الصهاينة العرب الذين رفضوا صدور اي قرار جاد وحاد وملزم بالأفعال لإيقاف العدوان الصهيوني الامريكي، وتجريم كيان الاحتلال ومقاطعته، ونصرة شعب فلسطين.
الضعف العربي الإسلامي!
بعد نحو 45 يوما من عدوان كيان الاحتلال الصهيوني المجرم القاتل على أهلنا في غزة فلسطين، وارتكابه جرائم حرب وإبادة وحشية، عقدت اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، الاثنين 20 نوفمبر 2023، أول اجتماع لها مع المسؤولين في الصين، تحرك باهت بلا لون ولا طعم، ولا حياة ولا إرادة حقيقية، وانما يعبر عن حقيقة وإرادة وموقف أغلب زعماء القمة، واستمرار في السياسة العبثية.. الرسمية، وعدم استغلال عناصر القوة لدى العرب والمسلمين، واستغلال تفاعل وتضامن شعوب العالم مع القضية الفلسطينية، وغضب وتنديد واستنكار شعوب العالم ارتكاب كيان الاحتلال الصهيوني المزيد من جرائم ومجازر الابادة حسب كافة القوانين، وارتفاع أصوات المجتمع الدولي ضده بسبب تصرفاته المخالفة للقوانين الدولية، وفضح أكاذيبه، والحقيقة المرة.. موقف غريب وعجيب؟.
كيف للجنة تمثل دولا مواقفها ليست بالمستوى المطلوب بالتضامن ومساندة شعب فلسطين، بل هي تصنف بضد المقاومة الفلسطينية، وضد إرادة شعوبها الغاضبة والمتضامنة والتي تريد دعم أهلهم بشكل عملي بكل الوسائل في فلسطين!.
ماذا يمكن لهذه اللجنة القيام به، في ظل التحفظ الشديد والتحرك البطيء جدا وعدم وجود إرادة الشجاعة والقوة على فعل ما هو مطلوب لإيقاف العدوان الصهيوني ودعم أهل غزة وعامة شعب فلسطين، من قبل معظم زعماء هذه الدول في القمة، الذين ظهروا بالعجز أمام كيان الاحتلال المتغطرس والمغرور الذي يشن الاعتداءات الوحشية الصهيونية، ليست قوة فيه وإنما هو ضعف في النظام العربي الرسمي، فالمقاومة في يوم السابع من اكتوبر كشفت عن مدى ضعفه وهشاشته وكسرت وهم القوة التي لا تقهر التي يتبجح ويهدد بها دول الجوار دائما؟.
الحقيقة ان القمة هي قمة رفع عتب وامتصاص الغضب الشعبي في الدول العربية والإسلامية.
اضف تعليق