ليس العبرة بكثرة الصور او قلتها، لكن العبرة هو بالتطابق بين المظهر الجميل والفعل الاجمل حين الفوز، يكتفي بعض المرشحين بالظهور اللطيف والإطلالة المميزة في غضون الشهرين، ويعود بعدها الى ممارسة حياته الطبيعية، وينزل صوره التي اشترك فيها بالمعرض الصوري الانتخابي الذي يقام كل أربعة سنوات...
وانت تتجول في الشوارع العراقية تشعر وكأنك دخلت معرضا للصور هو الأكبر على مستوى البلاد، معرض انطلقت فعالياته مع سماح المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق للمرشحين بتعليق صورهم في الطرقات العامة إيذانا ببدء الحملة الانتخابية.
موضوع انتشار الصور بهذه الطريقة والكثافة أصبح مادة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما صور المرشحات الحسناوات التي يعتقد البعض ان الجمال هو من يدفع الى اختيارهن وربما الفوز في المقاعد البرلمانية كانت او المحلية، وقد يحمل هذا الاعتقاد نوع من الصواب.
الكثافة الصورية أسلوب يلجأ اليه أكثر المرشحين خوفا من عدم الفوز، فالمرشح الذي يعلم بحراجة موقفه امام الناخبين يضخ أكبر قدر من الصور والبوسترات في أماكن لا تخطر على بال أحد، وبذلك قد وصل الى قناعة وقتية بصحة عمله وانه سيبلغ الحلم وينجوا من الغرق في بحر المنافسة العميق.
بينما المرشح الواثق من نفسه لا يعتمد كثيرا على أسلوب تكثيف الصور، وقد يكتفي بعدد محدود يُنصب في الأماكن الرئيسية من المحافظة، يراها هو كافية لتحقيق أهدافه الدعائية، مستخدما أدوات أخرى للتأثير على الرأي العام.
من الادوات او الركائز الأساسية التي تسهم في حصد الأصوات الكبيرة هي ان يكون المرشح ذو وجاهة اجتماعية، وصاحب قرار مؤثر في الوسط الاجتماعي، كأن يكون شيخ عشيرة له مكانته المرموقة، او صاحب سلطة في المؤسسات الحكومية ذات التماس المباشر مع المواطنين وخدمتهم.
فعلى سبيل المثال عندما يرشح مدير دائرة الرعاية الاجتماعية، يختلف تماما عن ترشيح مدير مدرسة ابتدائية او محامي ليس لديه قاعدة اجتماعية تسانده وتدفعه الى الوصول لمركز السلطة والمشاركة في القرار الحكومي، شتان بين الاثنين، فالأول يأخذ شرعيته من أهمية موقعه في المسؤولية.
بينما الثاني، (مدير المدرسة) يبقى على الهامش وربما لا تنتخبه حتى اسرته، اعتقادا منها بعدم جدوى انتخابه وسط ساحة مليئة بالشخصيات ذات النفوذ والهيمنة على قرارات الجماهير، بالإضافة الى تحكمها وسيطرتها على المال العام وتوظيفه بصورة خارجة عن المنطق لخدمة الحملة الانتخابية.
إذا كانت الركيزتين آنفتي الذكر غير متوفرات لدى المرشح، فلا بد من توفر الركيزة الثالثة وهي سلطة المال الذي يعتبر المحرك الأساسي والمغير لقناعات المرشحين، فلا يمكن لناخب ان يقتنع بصورة مرشح يبدو فيها انيق المظهر حسن القوام، دون ان يكون هنالك توازن بين الجوهر والمظهر.
تعديل المظهر من الأمور المطلوبة بالنسبة للمرشحين، لكن دون الخروج عن الحد المعقول، ففي كثير من الأحيان تشعر وكأن المرشح مشترك في مسابقة أفضل صورة لهذا العام، وقد استدت خاصية تعديل الصورة خدمة كبيرة لجميع المرشحين حتى وصلت بهم الحالة الى تغيير ملامحهم وابعادها عن الواقع.
ليس العبرة بكثرة الصور او قلتها، لكن العبرة هو بالتطابق بين المظهر الجميل والفعل الاجمل حين الفوز.
يكتفي بعض المرشحين بالظهور اللطيف والإطلالة المميزة في غضون الشهرين، ويعود بعدها الى ممارسة حياته الطبيعية، وينزل صوره التي اشترك فيها بالمعرض الصوري الانتخابي الذي يقام كل أربعة سنوات او اقل بحسب الظروف السياسية القائمة في البلد.
اضف تعليق