تهتم السينما الامريكية بإنتاج أفلام لاستشراف المستقبل، وتركز على جزئية تتعلق بالتطورات التكنولوجية وما ستصل اليه الاكتشافات المتعلقة بحياة البشر، وتنفق من اجل ذلك ملايين الدولارات، ولو أردنا بذات الكاميرا السينمائية الامريكية استشراف مستقبل العراق فماذا يمكن ان يكون في عام 2040؟...
تهتم السينما الامريكية بإنتاج أفلام لاستشراف المستقبل، وتركز على جزئية تتعلق بالتطورات التكنولوجية وما ستصل اليه الاكتشافات المتعلقة بحياة البشر، وتنفق من اجل ذلك ملايين الدولارات، ولو أردنا بذات الكاميرا السينمائية الامريكية استشراف مستقبل العراق فماذا يمكن ان يكون في عام 2040؟
الفن عادة ما يتم توظيفه لتقريب او تصوير المستقبل المتوقع، وكثيرا ما اُنتجت أفلام واعمال درامية، تنقلنا الى حياة من المتوقع ان تأتي بعد عقود من الزمن، راهنة حصول ذلك بتوفر عدد من العوامل، أهمها التقدم التكنولوجي الى جانب غيره من الظروف البشرية.
لو أردنا النظر من الآن الى مستقبل العراق المتوقع، فهل سيكون أجمل مما نعيشه في الوقت الحاضر ام سيبقى اسير الظروف غير المواتية التي تحولت الى شماعة تعلق الطبقة السياسية فشلها عليها؟، وتهرب جميعها من الاعتراف بان العراق بلد قادر على النهوض بوقت قياسي نظرا لما يتمتع به من خيرات وثروات لا يتوقع نضوبها في القرن الحالي.
استشراف المستقبل أداة من أدوات النهوض والتقدم المستمر، وقد يكون من أسباب تطور البلدان العظمى، عبر التنبؤ بماذا سيقع في العقود القادمة، لذلك تذهب الكثير من البلدان وفق مبدأ الاستشراف الى تهيئة الظروف وخلق الأجواء التي تجعل الاذهان تتقبل الطفرات المتوقعة على المستوى العلمي والاقتصادي والسياسي ويجري العمل على تحقيقها.
وتعد النظرة المستقبلية من العلوم المهمة والجوانب الضرورية التي يجب ان تلتفت اليها الدول الرامية الى الخروج من تقوقعها والذهاب الى منطقة يمكن فيها انتاج الأفكار الإبداعية وتسهل فيها عملية قراءة الواقع بما يحمله من جوانب سلبية او إيجابية.
ويساعد النظر الى الامام على معرفة المشاكل التي يمكن ان تواجه البلد مستقبلا، لكن ومع شديد الأسف ان الحكومات العراقية لم تضع في حساباتها مسألة نضوب النفط الذي تعتمد عليه ميزانية البلد بصورة كاملة، ولم تلتجأ الى خلق اقتصاد متنوع متمكن من مواجهة التقلبات الاقتصادية المتناوبة.
العراق منغلق على نفسه ولا يحسن التعاطي مع محيطه الخارجي، بما يخدم تطوير مؤسساته والنهوض بها على غرار ما يحدث في البلدان العربية والمجاورة، من الجميل ان يثير الفن ولو بشكل مبسط الفضول في المآلات المستقبلية ويلفت النظر الى حتمية الاهتمام بمصير الشعب على مختلف الأصعدة، ولذلك أهمية قصوى تتمثل في ضرورة ان يتعدى هذا التفكير القائمين على الفن وصولا الى النخب السياسية وقادة المجتمع لإعداد دولة ومستقبل أفضل.
من المؤشرات المأخوذة على الأحزاب السياسية هو التركيز في الطرح على الماضي الذي أنتج الحاضر المرير، ولم تتمكن من الخروج من الآثار السلبية للحقب الماضية، بينما يبقى المستقبل من الأشياء المحظورة حتى في الحديث، وان جرى التكلم بهذا الخصوص سيكون بصورة عابرة غير مرتكزة على قاعدة متينة
أن معرفة أو محاولة معرفة المستقبل تمثل أحد عناصر القوة التي تتوقع الإدارة العامة للدولة بأي اتجاه ستسير، ولو أردنا تحرير إجابة عن ذلك التساؤل فستكون ان العراق من البلدان التي لا تتعلم من اخطاءها ولا تسعى للتقدم.
المستقبل القادم مليء بالمتغيرات الكبيرة في الجوانب السياسية والأمنية والاجتماعية والتكنولوجية، بل وحتى في الإطار الفكري والثقافي، وعلى ساسة العراق يشاركوا في هذه المهمة منظمات المجتمع المدني العمل والتحضير للوصول الى مستقبل وضعت اسسه وفق نظرة علمية وموضوعية بعيدة عن التمني الذي يفوق الإمكانات المادية والبشرية.
اضف تعليق