ورغم كل ما تقدم والتحذيرات من الكارثة القادمة على العراق، فانه لم يستطع تجاوز ازمة الموازنة البسيطة، وحتى عندما اقترح رئيس مجلس الوزراء الحالي موازنة لثلاث سنوات لاقت مخاضا عسيرا حتى ظهرت الى النور من اروقة البرلمان بعد ان قبعت فيه لأكثر من عام. والسبب معروف من الجميع...
يعرف مفهوم التخطيط الاستراتيجي للدولة الحديثة بانه مجموعة من الاطر والفلسفات التي تتحكم في قرارات الدولة والخطط المنبثقة عنها، والتي تشمل الخطط طويلة المدى والقصيرة المدى لإقامة تكامل وترابط بين اهداف كبرى جريئة تسعى الدولة عبر الخطة الاستراتيجية لتحقيقها.
ومن نظرة بسيطة للموضوع نلاحظ بأن الدول تسعى بالخطط الاستراتيجية تحقيق هدفين، هما:
التنمية المستدامة في مواجهة التقلبات العالمية خصوصا بعد أزمة كورونا وما احدثته من ضرر بالاقتصاد العالمي.
الحفاظ على كرامة الإنسان وتوفير العيش الكريم له والابتعاد به عن الأزمات وبالذات الاقتصادية وأزمة تغير المناخ العالمية.
وان كانت كل الدول سبقتنا في هذا المجال حتى القريبة منا باستخدام خطط خمسية وعشرية وبعضها اعتمد رؤية بعيدة المدى مثل السعودية 20 – 30 او 20 – 50، إلا أن العراق ومع الأسف ما زال يراوح محله رغم التحذيرات الاممية ومن المنظمات المختصة بتحديين الاول- ان العراق اكثر البلدان في العالم تأثرا بأزمة تغير المناخ وانه قد لا يصبح صالحا للعيش بحلول 2050.
والثاني- التحذيرات المتتالية من الاقتصاد الأحادي الجانب المعتمد على النفط الذي قد يبدو سلعة قابلة للاندثار مع توجهات استعمال الطاقة البديلة والنظيفة والرخيصة على نطاق واسع عالميا.
ورغم كل ما تقدم والتحذيرات من الكارثة القادمة على العراق، فانه لم يستطع تجاوز ازمة الموازنة البسيطة، وحتى عندما اقترح رئيس مجلس الوزراء الحالي موازنة لثلاث سنوات لاقت مخاضا عسيرا حتى ظهرت الى النور من اروقة البرلمان بعد ان قبعت فيه لأكثر من عام. والسبب معروف من الجميع بان الخلافات السياسية حالت دون اقرار الموازنة وما زالت تحول دون تنفيذ الكثير من بنودها.
فما آن الاوان أيها الساسة؟ لتجنب وقوع الكارثة بالالتفات الى المختصين من الداخل اولا؛ والاستعانة بخبراء الخارج ثانيا؛ والتعاون مع المنظمات الدولية ذات الاختصاص ثالثا؛ وتوفير كافة متطلبات نجاحهم رابعا. وايكال الامر إليهم في ادارة التخطيط الاستراتيجي اللازم ومنحهم كافة الصلاحيات لتجنيب البلاد تقلبات عصر ما بعد النفط وتداعيات ازمة المناخ… قبل وقوع البلاد في الكارثة.
اضف تعليق