لمواجهة الكوارث هناك دورة حلقية وهي عبارة عن مراحل متصلة ببعضها وهي الاستعداد والتهيؤ، وهي مرحلة تسبق وقوع الكارثة، وكما قلنا فإن الكارثة تعيش بيننا ولذلك فعدم الاستعداد يعني الجهل واللامبالاة وسوء التخطيط. المواجهة أو الاسعافات الأولية، الإنعاش والتأهيل وتأتي بعد مرحلة تقديم الاسعافات الأولية، أو الحلول العاجلة...
كيف يؤدي الاستغراق في عالم الأشياء الى الوقوع في متوالية الكوارث؟
وكيف يمكن لعالم الأفكار ان يستشرف المستقبل ويكتشف المخاطر؟
وماهي الآليات الفكرية اللازمة لبناء منظومة استشراف وتنبؤ بالمستقبل؟
الكوارث جزء من حيثيات الخلق ودواعي بقاء الحياة، فالحياة تحمل في داخلها الموت، فالموت والميلاد، والظلام والضياء، اضداد متلازمة، وما نعبر عنه بالكوارث هو مظهر حتمي طبق القوانين التي تسير بها عجلة الكون، ومتى ما استطاع الانسان ايقاف الكوارث ومنع الموت تعفنت الحياة وبئست، وسئمها الانسان وملَّ منها.
تدخل الانسان انما هو في تحسين وقع الكارثة واختيار أفضل السبل لكيفية حدوث الكارثة الكبرى وهو الموت. فلن يستطيع أحد أن يوقف الزلازل ولا أن يتحكم بكل تغييرات المناخ والطقس ولن تتوقف الحروب مادام الإنسان هو الإنسان بنزعاته وغرائزه، أقول أن هذه الحتمية ينبغي أن لا تنفك عن عقل الانسان ووعيه وعليه أن يجهد في ايجاد ما يسهل عليه عملية الموت، أفضل أنواع الموت للنفس البشرية هو الموت الطبيعي بعد سن الشيخوخة وانتهاء العمر الافتراضي للكائن البشري، والكوارث وفق منظورنا تعكر صفو الحياة، وتقصف الأعمار قبل أوان الانتهاء، وتسلب وسائل راحته وأمواله المنقولة وغير المنقولة، فالأمراض كارثة، والجوع المؤدي الى الموت كارثة، وقد قُسمت الكوارث الى قسمين:
كوارث طبيعية، كالزلازل والفيضانات والجفاف، والأوبئة الانتقالية، والفقر، والمجاعة وغيرها.
وكوارث مصطنعة من فعل البشر، كالحروب الداخلية والخارجية، ونشر الفيروسات المصنعة، المتعمد أو غير المتعمد، كما هو اللغط أخيراً بشأن وباء كورونا، وتسرب الاشعاعات المميتة في المفاعلات النووية، كما حصل في مفاعل تشرنوبيل في الاتحاد السوفيتي سابقاً وغيرها.
لمواجهة الكوارث هناك دورة حلقية -حسب المختصين بهذا العلم- وهي عبارة عن مراحل متصلة ببعضها وهي:
- الاستعداد والتهيؤ، وهي مرحلة تسبق وقوع الكارثة، وكما قلنا فإن الكارثة تعيش بيننا ولذلك فعدم الاستعداد يعني الجهل واللامبالاة وسوء التخطيط.
- المواجهة: أو الاسعافات الأولية، وهي أن نكون أمام الكارثة وجهاً لوجه فنقدم ما نستطيع تقديمه للمنكوبين.
- الإنعاش والتأهيل: وتأتي بعد مرحلة تقديم الاسعافات الأولية، أو الحلول العاجلة، وتعنى بتأهيل المنكوبين للعودة إلى وضعهم الطبيعي.
وعبر هذه المراحل الثلاثة يكون هناك عامل التقييم والمراقبة لكل مرحلة، وبهذه الدورة تسترشد كل الجمعيات والمنظمات المهتمة بشؤون الكوارث في العالم. إن إدارة الكوارث باتت علماً من العلوم التخصصية، ففي جمهورية ايران الاسلامية على سبيل المثال هناك كلية مدة الدراسة فيها اربع سنوات اسمها ادارة الكوارث.
إن إجراءات السلامة من الكوارث كثيراً ما يتم التساهل بها من قبل الأجهزة المختصة لأننا نستبعدها، في حين انها قريبة منا وهي تعيش بيننا، وعلى فرض انها بعيدة الاحتمال فإننا مدعوون بأن نعد لها ما نستطيع وشعار المخطط الستراتيجي هو (تهيَّأْ دوماً تنتِفعْ يوماً).
اضف تعليق