بدأت العطلة الصيفية، والكثير من أبنائنا التلاميذ والطلبة يقضون جلّ أوقاتهم في اللعب على الموبايل أو غيرها من الأجهزة اللوحية الرقمية، وتتوفر هذه الألعاب بإعداد لا حصر لها، وتكون متاحة للتحميل بشكل مجاني تماماً أو مجانية لفترة محدودة، أي يمكن تحميلها وتجربتها ثمّ شرائها فيما بعد...
بدأت العطلة الصيفية، والكثير من أبنائنا التلاميذ والطلبة يقضون جلّ أوقاتهم في اللعب على الموبايل أو غيرها من الأجهزة اللوحية الرقمية. وتتوفر هذه الألعاب بإعداد لا حصر لها، وتكون متاحة للتحميل بشكل مجاني تماماً أو مجانية لفترة محدودة، أي يمكن تحميلها وتجربتها ثمّ شرائها فيما بعد. وتراعي هذه الألعاب عمر اللاعب، فنجد بعضها مخصصاً للأطفال وصغار السنّ فقط، وهي غالباً ما تعمل دون نت، وبعضها الآخر مخصصاً للمراهقين وأخرى للشباب وهكذا. والكثير من هذه الألعاب لها بعضٌ من النفع في التسلية وقضاء الوقت وتعزيز بعض المهارات؛ فألعاب (ايجاد المختفي) و(الاختلافات) تفيد في تقوية الملاحظة والتركيز، وألعاب المطابقة لها الفائدة نفسها، وألعاب الأرقام ومضاعفة الإعداد وحذفها تنفع في تعزيز القدرات في الرياضيات.
لكن معظم هذه الألعاب تتضمن إعلانات عن ألعاب أخرى وغيرها، وهي ستستدرج اللاعب للعب مرة أخرى وأخرى.
أما العاب المراهقين والشباب فهي غالباً ماتكون قائمة على القتال والعنف، وسلبياتها لا تعدّ ولا تحصى منها ممارسة العنف وتقليد طريقة القتال بل والتعاطف مع شخصيات اللعبة والدفاع عنهم حتى لو كانوا مجرمين.
والحقيقة وجدت هذه الألعاب صداها حتى بين كبار السنّ لما تقدمه من متعة وتسلية وقضاء وقت إن لم نقل الإدمان!
وجلّ ما نقدمه من نصيحة للآباء أن يكون لعب الأبناء وفقاً لأعمارهم ومحدداً بوقت معين في اليوم أو مكافأة له بعد إنجازه أعمال للمساعدة في البيت تجنباً لأضرارها التي تبدأ من المشاكل الصحية كآلام في الرقبة وحمرار العينين مروراً باعتياده على سلوكيات غير مرغوب فيها انتهاءً بانهاك الموبايل وسرعة تلف بطاريته.
كما إنَّ الاستخدام المفرط للهاتف الذكي والحاسوب والايباد يعرض الأبناء والأطفال لمشاكل جمَّة، منها:
أولاً: يضعف من مهاراته الشخصية، إذ يحرمه من اللعب الذي يطور من مهاراته.
ثانياً: تتسبب الأجهزة في مشاكل صحية: كآلام في الرقبة والكتفين والظهر والصداع وإجهاد العين، وتأخر النطق وغيرها كثير.
ثالثاً: يؤثر إدمان الألعاب الإلكترونية سلبياً على قوة الذاكرة والقدرة على التركيز.
رابعاً: إنَّ الألعاب الإلكترونية القتالية تسبب زيادة العدوانية والعنف عند الأطفال، ويجعلهم أكثر عرضة لخطر التنمر الإلكتروني.
خامساً: تأثيره على السلوك الأخلاقي: لوجود الكثير من المواقع والمحتوى المؤثرة على السلوك.
سادساً: تتسبب في هدر الوقت.
وهناك نصائح للوالدين قد تفيد في حماية الأبناء عند استعمال الأجهزة الذكية، منها:
– أن يشرح لطفله أنه لا يجب عليه مطلقًا إعطاء بيانات شخصية عبر الإنترنت، بما في ذلك الامتناع عن تحديد الموقع جغرافيًا.
– تحذير الأطفال من التحدث مع الغرباء مع الشرح أنَّ البعض ينتحلون شخصيات مزورة لاستمالة الطفل بأمور كثيرة.
– جعل الطفل يستخدم أجهزته الإلكترونية في بيئة مفتوحة وليس في الخفاء، مع مراقبة المواقع التي يتصفحها.
– محاولة استخدام مواقع وتطبيقات آمنة للأطفال: مثلاً أطلقت شركة “غوغل” محرك بحث موجه حصريًا للأطفال. كما أطلقت شركة “يوتيوب” عام 2017 تطبيق موجه للأطفال وذويهم، واعتمد موقع “فيس بوكعام 2017 نسخة جديدة من تطبيق “ماسنجر” مُخصصة للأطفال تحت سن 13 عامًا يُمكن الآباء من إدارة التطبيق بعد تحميله على أجهزة الأطفال من خلال حساباتهم على “فيس بوك”.
وختاماً يوفر العالم الرقمي إيجابيات لا محدودة للأبناء: إذ يؤمن الاستخدام المعتدل للأجهزة الرقمية، فرصة للتعلم واكتساب مهارات وتنشيط ذاكرتهم من خلال ألعاب الذكاء والتركيب وغيرها.
اضف تعليق