شخصيا لم اجد شيئا مبهرا في مونديال قطر، ولا في حفل الافتتاح الذي بدا لي لعبة الوان وبهرجة، اذ لم اجد فيه ما يعكس ثقافة الدولة المضيفة، وانما صممه الآخرون واخرجوه، وان المنبهرين بما جاء في المونديال وانهالوا بالشتائم على تاريخ بلدانهم وسفهوه، لم يتأملوا عميقا في الحياة ولم يعطوا للكفاح الانساني حقّه...
المولعون بالشعارات يجددون آلياتهم باستمرار ويميلون لجلد الآخرين بأساليب مختلفة... بعد افتتاح مونديال قطر 2022، امطرنا (الفيسبوك) بسيل من المنشورات، كتبها ناشروها تحت ضغط الشعور بما آل اليه واقع العراق وغيره من الدول العربية اليوم، مقارنة بما هي عليه قطر، التي تعيش (عرسا رياضيا عالميا)، ابهر العالم حفل افتتاحه ..!! نقول بهذه المناسبة، يسعدنا ان تحقق اية دولة في العالم ما يسعد شعبها، وتقدم للعالم ما يضيف له شيئا جميلا.
قطر، شبه جزيرة صغيرة، لم يتجاوز عدد سكانها نصف المليون نسمة، عندما بدأت رحلتها بوصفها (دولة) وقد اكتشف فيها الغاز والنفط قبل نحو خمسين عاما .. اكتشفه الآخرون .. وصدّره الآخرون .. وراح يبني هذه (الدولة) الآخرون.. يبنونها في كل مرفق من مرافق الحياة.. حتى صارت تصدر من الغاز وحده ما يرفد موازنتها السنوية بنحو 300 مليار دولار سنويا، وهو اقل مما تتحصل على ثلثه مصر، مثلا، بكل ثرواتها وبسكانها ال 100 مليون الان، وفي أية سنة قبلها، وتدفع الكثير ايضا من جهد ابنائها لتشتري النفط لتغطي حاجتها منه، لان ارضها لا تنتج الكثير منه.
مع استمرار السنين وتراكم الاموال، باتت قطر تمتلك تلالا من المليارات، ومحمية من قبل قوى كبرى، بينما كانت دول المنطقة غارقة في مشاكل شتى، بعضها حقيقي وبعضها الاخر مصطنع، اثقلت ضمائر شعوبها ودفعت الى الاختلاف بين ابنائها في كيفية معالجتها.
وبعيدا عن الحكم على اجتهاد الشعوب ونخبها وانظمتها السياسية معا في معالجة تلك المشاكل، يبقى شيء مهم هو ان الحياة لا يعيشها الانسان كي يكون (سعيدا) على طريقة البهائم، بل ان ارقى اشكال الانسانية هو ان يعيش الانسان حياته من اجل قضية، كبيرة او صغيرة، محلية او انسانية عالمية.
وان اشتباك نخب شعوبنا مع قضايا كبيرة دفعت اثمانها ارواحا وزمنا واموالا، يبقى رافدا عظيما لرصيدها الانساني ومعززا له ولا يمكن ان يكون أداة إدانة وتصغير لها... ولا نريد ان نتحدث عن امور اخرى.
شخصيا لم اجد شيئا مبهرا في مونديال قطر، ولا في حفل الافتتاح الذي بدا لي لعبة الوان وبهرجة، اذ لم اجد فيه ما يعكس ثقافة الدولة المضيفة، وانما صممه الآخرون واخرجوه، وان المنبهرين بما جاء في المونديال وانهالوا بالشتائم على تاريخ بلدانهم وسفهوه، لم يتأملوا عميقا في الحياة ولم يعطوا للكفاح الانساني حقّه، وانما انزلقوا بخفة وراء بهرجة خالية من أي معنى عميق!!
اتمنى من صميم قلبي للشعب القطري كل الخير والتقدم والمزيد من الرفاه ولجميع شعوب منطقتنا وكل الانسانية.
اضف تعليق