الشعب العراقي بحاجة وفي أسرع وقت الى تفسير من قبل الحكومة لتبديد المخاوف لدى المواطنين الذين بدأ نقاوس الخوف يدق في نفوسهم، وان ارتفاع الأسعار بحكم تغيير سعر الصرف سيستمر مثلما في الأشهر الماضية دون حلول او سعي حقيقي لإيقافه، ولا يصح ان تترك الأمور على عواهنها تتلاطم بها الاشاعات...
نحتاج هذه المرة ان تتحمل صراحتنا الحكومة الحالية، ولعل هذه الصراحة تأتي من عظيم من يمر به المجتمع العراقي من مصائب وعلل لا يمكن السكوت عليها ابدا، هل تعلم الحكومة ان الفرد أصبح يصعب عليه توفير رغيف الخبز بعد الارتفاع المستمر في أسعار السلع والخدمات؟
هل تعلم الحكومة ان الراتب الشهري للموظف انخفضت قيمته الى أكثر من الثلث؟، وهل تعلم ان القطاع الخاص بات يهجر عمله بفعل الغلاء الفاحش في المواد الأولية وصعوبة الحصول عليها؟
وهل تعلم الحكومة ان المزارع فتت أراضيه وحولها الى أراضي سكنية وانشغل في مصلحة بعيدة عن المهنة التي توارثها عن الأجداد؟، وقضى اغلب سني عمره في تعمير الأرض، كل هذه الأمور تحدث في البلاد وانتم في موقع السلطة، وان كنتم لا تعلمون فالمصيبة أعظم.
في الوهلة الأولى سنتحدث عن المهلة التي قطعها السيد السوداني على وزراءه لتنفيذ البرنامج الحكومي الذي تعهد بالعمل عليه في الفترات السابقة، اذ اعطى مهلة لم تكن متوقعة وهي ستة أشهر لتقيم العمل والحكم على الوزراء بالنجاح او الفشل.
ومن الملاحظات المأخوذة على هذه المدة بالدرجة الأساس هي انها طويلة بالنسبة للتوقيتات العراقية، المواطن لم يعد قادر على الانتظار أكثر من السنوات العجاف التي هدرت فيها خيرات البلد، وضاعت اغلب الاحلام، وصار الحصول على فرصة عمل محترمة من الأشياء المستحيلة.
يا سيادة الرئيس نعلم جميعا بحجم التحدي الذي واجهك في الفترة الماضية، وندرك مدى التعقيد الذي ولدت فيه الحكومة الحالية، لكن وفي الوقت نفسه لديك العديد من المعززات التي تتمكن من خلالها تقديم الأفضل مقارنة بمن سبقك من الرؤساء، لديك وفرة في الأموال، تتمكن فيها الشروع بخط الإصلاح والبناء بصورة متوازية.
ولديك أيضا فريق متجانس وقد اخترته بأقل ما يكون من الحرية، وان كانت الحقيقة غير ذلك، فكان الاجدر بك ان تتحدث عنها في الإعلام، وتعرف الجميع بما دار ويدور في الظلام لأنك ستحاسب على النتائج ان كانت سلبية لا سمح الله.
الفريق الذي شكلته جميعه يعلم حجم التحدي الذي عليهم تجاوزه في الأشهر القادمة، والمدة التي وضعتها للتقييم، تكفي لبيان ملامح الفترة القادمة، في حال كانت هناك مساع للتغيير ام انه مجرد شعار رفع في فترات الاندفاع والحماسة غير المدروسة.
أتذكر كما العراقيين جميعا ما قلته في الأيام الأولى من توليك المسؤولية، اذ اكدت وكان كل التركيز على حماية حقوق الافراد وعدم الاستمرار في مهزلة غياب فرص العمل، والغلاء المخيف لأغلب السلع المحلية والمستوردة، مع الإهمال الكلي لما يقوم به التجار من تلاعب واضح واستغلال بشع.
هنالك من يقول ان السوداني تخلى عن وعوده، ونقض عهوده مع العراقيين الذين وعدهم بالعمل على تخفيض سعر الصرف او على الأقل الحفاظ على السعر القديم، اما اليوم فقد ازدادت قيمة الدولار مقابل الدينار، والحكومة تعزي الأسباب الى بناء منصة الكترونية ترفع المصارف طلبات زبائنها عبرها.
في الحقيقة الشعب العراقي بحاجة وفي أسرع وقت الى تفسير من قبل الحكومة لتبديد المخاوف لدى المواطنين الذين بدأ نقاوس الخوف يدق في نفوسهم، وان ارتفاع الأسعار بحكم تغيير سعر الصرف سيستمر مثلما في الأشهر الماضية دون حلول او سعي حقيقي لإيقافه، ولا يصح ان تترك الأمور على عواهنها تتلاطم بها الاشاعات، وهو ما يزيد فقدان الثقة بين الطرفين المواطن والحكومة.
لا نريد ان نُتخم بالكم الهائل من القرارات المتراكمة والتي من المؤكد انها ستبقى على الرفوف دون تنفيذ، فلا تزال الذاكرة العراقية غير قادرة على مسح الماضي التعيس المثقل بالقرارات الحكومية الفضفاضة والتي لم تر النور الى أيامنا هذه، فما يريده المواطن هو التفاتات حقيقية لبعض العناصر والأمور الجوهرية المرتبطة بصورة مباشرة براحته وتخليصه من الاغلال.
اضف تعليق