q
في البلدان المتقدمة تعني الخصوصية غالبا الحق في ضمان عدم تدخل الدولة في الحياة الشخصية للفرد او التجسس عليه او مشاركة معلوماته الشخصية لأي سبب كان ويشمل هذا الان شركات شبكات التواصل الاجتماعي وخدمات الانترنت وكذلك شركات التأمين الصحي وكل المؤسسات الصحية، لكن هناك امور اخرى ربما تتوسع بهذا المفهوم...

الحق في الخصوصية هو احد اكثر المفاهيم التي يكاد يكون لا وجود عملي له في عالمنا العربي - والعراق على وجه الخصوص.

في البلدان المتقدمة تعني الخصوصية غالبا الحق في ضمان عدم تدخل الدولة في الحياة الشخصية للفرد او التجسس عليه او مشاركة معلوماته الشخصية لأي سبب كان ويشمل هذا الان شركات شبكات التواصل الاجتماعي وخدمات الانترنت وكذلك شركات التأمين الصحي وكل المؤسسات الصحية، لكن هناك امور اخرى ربما تتوسع بهذا المفهوم واجدها مهملة او شبه مهملة لدينا.

في الولايات المتحدة مثلا لا يجوز التقاط صورة موجهة تجاه شخص معين دون موافقته في اي مكان غير عام - وموافقته الخطية غالبا - والا سيتعرض ملتقط الصورة لمشاكل قانونية.

ورغم ان التصوير مسموح به في الاماكن العامة الا ان تصوير امرأة بذاتها قد يقود الى الشك بانه تتبع لها او تحرش.

الخصوصية مهمة جدا في الميدان الصحي فلا تجد ابدا صورا لمريض او لجريح او لشخص متوف على فراش الموت ولا تجد اي معلومات عنه لم يصرح هو بها وحتى اقرب الناس اليه ترفض المؤسسات الصحية مشاركة هذه المعلومات معهم الا بموافقة شفهية من الشخص المعني او موافقة خطية.

هذا الامر شبه مفقود لدينا فنجد صور المرضى وجرحى العمليات الارهابية واحيانا جثث الشهداء وبمشاهد بشعة لا تعير بالا لمشاعر ذوي الضحايا وكل هذا من اجل بضعة لايكات سخيفة!

قبل اسابيع زرت متحفا فيه بعض المومياءات المصرية وغير المصرية وامام كل مومياء كتبت عبارة: "ممنوع التصوير. هذا جثمان انسان. اظهر الاحترام رجاء". تخيلوا جثمان انسان يعود لالاف السنين ومع ذلك يمنعون تصويره.

امر اخر مهم يتعلق بمستوى واسلوب النقد. فمثلا يتعرض المسؤول الغربي للنقد ويسائل وبقسوة مادام هذا المسؤول يقبض راتبا يموله دافعو الضرائب (المواطنون) ومادام هذا المسؤول يؤثر على حياتنا العامة حتى وان كان يعمل في شركة مساهمة او خاصة مثل المدراء التنفيذيين للشركات الكبرى او اي شركة تؤثر بنشاطها على حياتنا.

لكن هناك حدود لهذا النقد فلا تتعرض عوائل هؤلاء الى نقد وتجريح خصوصا اذا كان افراد هذه العوائل غير معنيين بعمل المسؤول.

هناك امور اخرى التزم انا شخصيا بها. مثلا انا لا اشخصن اي قضية الا اذا كانت تتعلق بمسؤول حكومي عادة. فمثلا اذا اختلفت مع رأي يطرحه اعلامي شهير اتعرض للرأي من دون تسمية من جاء به، مع ذلك عندما يتحول الاعلامي الى مسؤول، لا التزم بهذا الامر لأنه اصبح مسؤولا حكوميا (كما حدث مع البعض في زمن الكاظمي مثلا)، الخلاصة مفهوم الخصوصية يحتاج الى حملة كبرى لشرحه في العالم العربي.

.............................................................................................
* الآراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق