q
شخص لم يتم تجنيده، ولا يتعامل مع الخصم أو العدو، وقد يكون من أكثر الناس وطنية ونظافة، لكنه لا يصلح للقيادة ولا يمتلك إمكاناتها، يتم الدفع به لأسباب داخلية في أغلب الأحيان، فيصل لأعلى المناصب، أو يصبح شخصية وطنية لا يجيد إلا التثبيط ورفض كل أدوات ومشاريع العمل...

العملاء ليسوا حصراً على شعب أو أمة، بل وجدوا عبر التاريخ وكانوا دائماً أداة لأي احتلال لضرب الجبهة الداخلية..

العملاء أنواع منهم الواضح والذي يعمل مع الاحتلال بشكل علني محافظاً على مصالحه ومدافعاً عنه وقد يكون تحت مسميات منها رئيس حكومة أو رئيس روابط قرى أو رئيس سلطة.

ومنهم أيضاً غير المعلن الذي يكلف بمهام محددة لضرب الجبهة الداخلية عبر بث الاشاعات أو دق الأسافين أو التبليغات.

لكن هناك أنواع أكثر خطورة، منها نوع تتم صناعته كما ذكر الراحل عبد الستار قاسم في مقال له عنوانه "صناعة الزعماء" جاء فيه:

"تعرضت شخصياً لمحاولة “إسرائيلية” لتزعيمي، كنت معتقلا في سجن الفارعة بالقرب من نابلس عندما استدعاني مدير مخابرات المعتقل. سألني عما هو أفضل: “أن يخرج المرء من المعتقل ولا ينتظره على الباب إلا نفر قليل من الناس، أم أن يخرج وبانتظاره عشرون كاميرا تلفزيون”؟ قلت له إن الكاميرات أكثر بهجة. فقال لي إنه على استعداد لأن يأتي بشبكات التلفاز إذا قررت أن أكون زعيما. طلبت منه الاستفاضة، فأجاب بأنه سيأتي بوسائل الإعلام وستغطي أعمالي وتحركاتي داخل السجن. وبعد التسريح سيعمل على تغطية أعمالي إعلاميا لكي أصبح نجما فلسطينيا خلال فترة قصيرة. عندها، حسب قوله، سيؤمن بك شعبك على أنك زعيم وسيهتفون باسمك.

سألته عن المقابل، قال إنه لا يسعى إلى تجنيد جواسيس لأن لديه وفرة. أضاف أنه فقط يريد مني أن أطلق التصريحات وأتحدث إلى وسائل الإعلام وأغادر إلى بيتي لأخلد للنوم. قال إن المطلوب أن تتكلم كثيرا وبشعارات نارية دون أن تقوم بأي شيء عمليا. طبعا رفضت.

واضح أنه يريد صناعة زعامة لا تقوى على صنع الثقة بينها وبين الجماهير. إنه لا يبحث عن مخبرين وجواسيس وإنما عن عملاء ينفذون السياسات الكبيرة. إذا اخترق القيادة وأفقد الجماهير الثقة فإنه سيكون قد حطم أحد أركان الصمود الأساسية للشعب الفلسطيني". انتهى الاقتباس

لكن الأخطر هو ما يُطلق عليه اسم "العميل السلبي" وهو شخص لم يتم تجنيده، ولا يتعامل مع الخصم أو العدو، وقد يكون من أكثر الناس وطنية ونظافة، لكنه لا يصلح للقيادة ولا يمتلك إمكاناتها، يتم الدفع به لأسباب داخلية في أغلب الأحيان، فيصل لأعلى المناصب، أو يصبح "شخصية وطنية" لا يجيد إلا التثبيط ورفض كل أدوات ومشاريع العمل، يضع العراقيل ويتخذ قرارات خاطئة تتسبب في تأخير كل شيء.

هذا النوع يجد من يصفق له ويرفع من مكانته، ومن يدافع عن قراراته و"مغامراته"، لكن الخلاصة في النهاية لا شيء.

العميل السلبي يطرب له الخصم لأنه بأسلوبه وطريقة عمله (إن كان هناك عمل) يخدم مصالحه دون أن يتم تجنيده كعميل مباشر، بل هو أفضل من يخدم الطرف الآخر لأنه نظيف اليد، وطني لا تشوبه شائبة.

العميل السلبي إصطلاحاً هو ما يتعارف عليه البعض بعبارة (الغباء جند من جنود الله) إن قام به شخص من الطرف الآخر!

نافلة القول: أنه ليس من الضروري لكي تكون عميلاً أن تكون مجنداً بشكل مباشر، بل يكفي أن تكون "أحمقا" مثبطاً معرقلاً للعمل، وبالتالي خادماً للخصم دون دراية منك أو عن قصد.

وما أكثر هؤلاء بيننا!

اضف تعليق