ومع كل الاحترام لآراء دعاة المقاطعة او مواقف الاغلبية الصامتة، فإن مثل هذا العزوف عن اوسع مشاركة في الانتخابات المقبلة سيجعل من دماء شهداء انتفاضة تشرين مجرد ذكريات مؤلمة، وليست تطبيقا يستلهم (هيهات منا الذلة) لأحداث التغيير المنشود، والمراهنة على عدم الاعتراف الدولي بنتائج هذه الانتخابات مجرد مجازفة...
تعلمت في بلاط الصحافة والاعلام محاكمة النص قبل نشره وتكييف الفكرة داخل روح القانون والمتفق عليه في الاعراف والتقاليد، هذه المعرفة اليوم امام اختبار متجدد سبق وان كتبت عنه مرات عديدة يتمثل في تطبيقات النزاهة المجتمعية مقابل مفاسد المحاصصة، وهل صرخات هيهات منا الذلة التي تطلق من على منابر العزاء الحسيني يوميا توازن ما بين مضمون المعنى ومنهج التطبيق؟؟
كمواطن عراقي اعتاد موسم عاشوراء سنويا اتوقف عند مقارنة واقعية بين المنهج الكبير الذي تركته ال البيت الأطهار في منهج الإصلاح لاستكمال تربية المجتمع الصحراوي على فضائل الأخلاق وبين استخدام هذا المنهج في غير محله اليوم، فالكثير من دموع السياسيين تذرف في المواكب الحسينية، لكن كم هي حصيلة الالتزام بمنهج ابي الاحرار وسيد الشهداء في السلوك الإيجابي لهؤلاء المتصدين للسلطة باسم الاسلام هو الحل.
لا اعتقد نحتاج الى إحصاء او تحليل لفهم لعبة التضليل المبرمج التي يتعرض لها الانسان العراقي المسلم تحت عناوين متعددة فيما واقع الحال تكون النهاية كليا نحو منافع دنيوية في نموذج مفاسد المحاصصة وثقافة المكونات الطائفية والقومية لامراء الطوائف السياسية.
ولأن النظام السياسي العراقي التوافقي يجبر هذه الاحزاب على اللجوء لصندوق الاقتراع، لابد من التزام مجتمعي بنزاهة الصوت الانتخابي، وهذه مسؤولية الفعاليات المجتمعية لاسيما الدينية، فاذا بح صوت المرجعية الدينية العليا في الدعوة للإصلاح، يبقى على الفرد المواطن ان يضع كل هذه الاختيارات امامه وهو يضع صوته على ورقة الاقتراع.
لأن حقيقة اختيار الأصلح من المرشحين في برنامجه الانتخابي يتطلب مشاركة اوسع جمهور انتخابي، فالعزوف الشعبي انما يمكن مفاسد المحاصصة وقوى اللادولة من الاستمرار في الجلوس على مقاعد مجلس النواب من دون اي تغيير صدقت به الحناجر العراقية في ساحات التحرير التشرينية نريد وطن.
ومع كل الاحترام لاراء دعاة المقاطعة او مواقف الاغلبية الصامتة، فإن مثل هذا العزوف عن اوسع مشاركة في الانتخابات المقبلة سيجعل من دماء شهداء انتفاضة تشرين مجرد ذكريات مؤلمة، وليست تطبيقا يستلهم (هيهات منا الذلة) لأحداث التغيير المنشود.
والمراهنة على عدم الاعتراف الدولي بنتائج هذه الانتخابات مجرد مجازفة غير محمودة يمكن ان تنتهي الى اعادة ذات الوجوه الى مجلس النواب فيما المطلوب ان يحصل التغيير داخل قبة البرلمان بوجود وجوه شابة جديدة تقود عملية التغيير المنشود انها دعوة لمراجعة المواطن / الناخب لفهم معنى النزاهة المجتمعية قولا وفعلا وعدم جعلها فريضة غائبة امام صناديق الاقتراع ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!
اضف تعليق