تصريحات طالبان الجديدة ربما كانت احدى شروط الاتفاق مع الجانب الامريكي والذي تتحدث الانباء عن استقبال قطر لكل من وقف مع الامريكان ضد طالبان، الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية في صراع دولي دائم فهناك دول تصنع المشهد وهناك دول تشارك في تمثيل المشهد وهناك دول تتفرج على المشهد بانتظار دورها...
عندما تولى هيبة الله أخونده زاده زعامة حركة طالبان بعد ان اغتالت الطائرات المسيرة الامريكية زعيم طالبان اختر محمد منصور في عام ٢٠١٦، وفي اول تصريح رسمي له في ٣٠ تموز من ذات العام ٢٠١٦ قال بما فيه (انه على استعداد في التوصل الى اتفاق سلام مع الحكومة الافغانية اذا ما تخلت عن حلفائها الاجانب).
هذا التصريح وهذه السياسة الجديدة فتحت الابواب امام الولايات المتحدة الامريكية الى بناء رؤية جديدة لأفغانستان على ضوء تنامي المارد الاقتصادي الصيني والروسي ومن خلفهم تحالف شنغهاي الاقتصادي العالمي (تأسس عام ٢٠٠١).
حيث ان افغانستان تقع في لب هذا التحالف وكان لها صفة المراقب فيه وكل الدول المحيطة بها (افغانستان) مشاركة في التحالف، ناهيك عن ان خطوط نقل الطاقة من روسيا الى الصين المفروض ان تمر من خلال الاراضي الافغانية وكذلك سعي الصين لبناء طريق الحرير الجديد الذي يمر عبر اواسط اسيا وصولا الى ايران والخليج العربي ويكون العراق المرتكز الأساس فيه، وقد دعمت الصين وروسيا ودول اخرى الحركات المناوئة للحكومة الافغانية بضمنها حركة طالبان في مسعى لإيغال دخول الولايات المتحدة الامريكية في المستنقع الافغاني، من اجل غايات جيوسياسية واقتصادية بحتة .
وعلى اثر هذا التنامي الاقتصادي للصين وروسيا في سوريا وصراع المضائق المائية وطرق التجارة، اميركا تقلب الطاولة بعيدة عن الحكومة، حيث وقع زعيم طالبان هيبة الله اخونده زاده اتفاق سلام مع الولايات المتحدة الامريكية في ٢٩ شباط ٢٠٢٠ بالدوحة (التي كانت وما زالت راعية ومستضيفة لحركة طالبان)، وقد وصف اخونده زاده هذا الاتفاق بانه (انتصار كبير).
بينما الاتفاق سمح للولايات المتحدة تخفيض عديد قواتها وصولا الى الانسحاب الكامل، وهذا ما جعل الرئيس الامريكي ان يعلن الانسحاب الكامل للقوات الامريكية بحلول ايلول ٢٠٢١، ومن جهة اخرى سيطرة حركة طالبان على كبريات المدن الافغانية منها ثاني وثالث المدن الكبيرة قندهار وهيرات منذ ايار الماضي بانتظار سقوط كابل والاعلان عن نهاية حقبة وبداية الحقبة الجديدة لطالبان.
ان الانسحاب الامريكي يراه البعض هزيمة واخرون تخلي عن أصدقائهم وحلفائهم الذين ساندوهم في هزيمة طالبان، لكن الامور لا تقاس بمثل هذه الرؤية العاطفية. فهناك خلف كل سياسة دولية مصالح اقتصادية عليا.
اميركا جعلت طالبان (الحركة الاسلامية المتشددة عقائدياً) على حدود الصين وروسيا وقطعت أوصال تحالف شنغهاي ومنعت مد طريق الحرير الى المياه الدافئة (الخليج العربي) والذي يمر من خلاله ٢١% من طاقة العالم. ناهيك عن الاشغال السياسي الذي ستمر به دول الجوار الافغاني لعودة طالبان الى الحكم لان دون استثناء كل الدول لها مشاكل مع الحركات المتطرفة الاسلامية في دولها عدا باكستان وهي الدولة التي صنعت حركة طالبان وصنعت زعيمها الجديد هيبة الله اخونده زاده حسب رؤية المنشقين من طالبان.
الزعيم الجديد حسب تصريحاته يسعى الى بناء دولة اسلامية نقية وكذلك لن يلقي القبض على اي شخص دون مذكرة قضائية وأصدر عفوا عن كل من حمل السلاح ضد طالبان، هذه التصريحات تجعلك ان تتخيل بانك امام دولة ديمقراطية وليس حركة متشددة لكن ربما كانت احدى شروط الاتفاق مع الجانب الامريكي والذي تتحدث الانباء عن استقبال قطر لكل من وقف مع الامريكان ضد طالبان هم وعوائلهم.
الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية في صراع دولي دائم فهناك دول تصنع المشهد وهناك دول تشارك في تمثيل المشهد وهناك دول تتفرج على المشهد بانتظار دورها.
اضف تعليق