الإعتداء على دور العبادة وقتل المصلين الأبرياء، عمل إجرامي ووحشي، مهما كانت أفكار وعقيدة وجنسية وبلاد الضحايا، وموقع الجريمة، ومن يقوم بذلك العمل فهو قاتل مجرم تكفيري عدو للإنسانية وللرسالات السماوية.

لا تختلف الجريمة التكفيرية الدموية وبشاعتها بإختلاف موقعها بين داخل الوطن أو خارجه، ومن الصعب تصديق من يتبرؤون من أبنائهم المجرمين الإنتحاريين التكفيريين، ومن العمل الإجرامي الوحشي الدموي، إذا قاموا بجريمة تكفيرية إنتحارية داخل الوطن، ضد أتباع مدرسة أهل البيت؛ بينما هؤلاء - من يتبرؤون من أبنائهم المجرمين الإنتحاريين - يفرحون ويتفاخرون بنفس الجريمة الإنتحارية إذا كانت في الخارج، ضد ضحايا من أتباع نفس العقيدة الذين يتم استهدافهم داخل الوطن!.

العوائل التي تحتفل وتقيم مجالس لاستقبال المهنئين لقيام أبنائهم بعملية إنتحارية تكفيرية خارج الوطن تستهدف دور العبادة والأسواق، ويقتلون خلالها العشرات وجرح المئات من الأبرياء، فهي -عوائل- مجرمة وشريكة في الجريمة التي قام به الأبناء القتلى التكفيريون الإنتحاريون.

كما إن السلطة التي تسمح بإقامة حفل التهنئة للقاتل الإنتحاري لعملية إرهابية في الخارج وتعتبره مجاهدا، وحينما يقوم قاتل بنفس العمل في بلادها -داخل الوطن- تصفه بالإرهابي المجرم..؛ فهي شريكة في الجريمة، بل هي المجرم الرئيس لأنها الداعمة للفكر التكفيري والحاضنة له، والمسؤولة عن إزدواجية المعايير والشخصية ليصبح الشاب السعودي صيدا سهلا للقيام بعمليات إنتحارية ضد الأبرياء، كما هو قائم فمعظم الإنتحاريين التكفيريين من الجنسية السعودية.

ولأن السعودية غير دول العالم، والسعودي غير بقية البشر، فالمعايير الأخلاقية في هذا الوطن غير، وقيمة روح الإنسان في هذا البلاد تختلف، بل لا قيمة له، ولا غرابة فهي بلاد المعايير الغريبة والعجيبة، إذ بعد كل عملية تفجير إجرامية إنتحارية يقوم بها إنتحاري سعودي، تقع في السعودية أو في دول الخليج، ويسقط نتيجتها عدد من الشهداء الأبرياء المظلومين المضرجين بالدماء والمقطعين الأشلاء، بالإضافة إلى مئات الجرحى؛ يقوم أهل وقبيلة القاتل المجرم الإنتحاري الإرهابي، بنشر صك البيعة والطاعة للعائلة الحاكمة -السلطة-، والبراءة من ولدهم القاتل الإنتحاري، ونشر بيان -حسب طلب ورغبة السلطة- في الصحف الرسمية، لتبرئة ساحتهم من المساءلة القانونية، لوقوع الجريمة في السعودية أو دول الخليج، وليس لرفض العمل الإرهابي الإجرامي!!.

والحقيقة إن السلطة لها دور في تبني ودعم والترويج للفكر التكفيري الدموي والتدميري وصناعة الإنتحاريين مثل أتباع جماعة داعش وطالبان والقاعدة وبوكو حرام وغيرها، نتيجة تدريس هذا الفكر في مناهجها التعليمية، وسيطرته على مؤسسات الدولة الرسمية وبالخصوص الدينية والإعلامية.

كما ان السلطة هي الرابح الأكبر فبعد كل عملية إجرامية إرهابية، يعلن أهل المجرم القاتل البيعة والطاعة للملك والعائلة الحاكمة والتبرؤ من ابنهم القاتل، لامتصاص غضب أهالي الشهداء، ولمنع حدوث اي مشاكل داخلية كالإنتقام، وهذا ما يهم السلطة.

والأكثر غرابة هو الزج بأهل الضحايا والشهداء والجرحى، والطلب منهم بعد كل عملية إنتحارية وإرهابية تحدث ضدهم، المبادرة لإعلان الشكر والتقدير وتجديد البيعة والطاعة للعائلة الحاكمة -السلطة- رغم أن السلطة هي المسؤولة عن صناعة ودعم الفكر التكفيري وصناعة الإرهابيين الإنتحاريين القتلى المجرمين!.

الأمر الذي يزيد القلق لدى الفئة التي يتم استهدافها بالتفجيرات والقتل، ورغم سقوط عشرات الشهداء والمئات من الجرحى، هو الخوف من ان القادم أعظم وأدهى، نتيجة عدم مبادرة السلطة الحكومة بأي عمل جاد حقيقي يعبر عن نيتها بمعالجة الخطر، كمنع الفكر التكفيري من مؤسسات السلطة، وسن قانون لتجريم كل من يثير الفكر التكفيري والكراهية والتحريض، وتكريس التسامح والتعايش بدعم ممارسة الحرية والتعددية وحمايتها. وكرد سريع على العمليات الإنتحارية التكفيرية الدموية، ولتطمين أهل الضحايا.

كذبوا من يفتخرون بإقامة مراسيم لاستقبال المهنئين بما يقوم به أبنهم القاتل الإنتحاري بعملية إجرامية انتحارية في العراق أو باكستان أو سوريا أو اليمن وغيرها، وعندما يقوم بعملية إنتحارية في وطنهم يتبرؤون منه ومن عمله الإجرامي، رغم أن العمل الاجرامي واحد، والضحايا داخل الوطن أو خارجه هم من مدرسة وعقيدة واحدة وهي مدرسة أهل البيت!!.

بيان عائلة القاتل المجرم الإنتحاري بالبراءة من الفعل الشنيع للأبن ومن العملية الإجرامية إذا كانت داخل الوطن، لا يخلي المسؤولية عن دورهم كعائلة في نشأة الأبن القاتل وإيجاد البيئة المناسبة لتربيته على فكر تكفيري يؤمنون هم به، وقد قام الابن الإنتحاري بتطبيق ما يؤمن به من فكر تعلمه من عائلته، وما درسه في مناهج كتب الدولة الرسمية، وترسخ هذا الفكر في ذهنه نتيجة ترديده على منابر مساجد الدولة وفي مؤسسات الدولة وبالخصوص الدينية والإعلامية، وسافر للجهاد والإنتحار خارج الوطن بتشجيع من شخصيات ومشايخ مؤسسات الدولة.

الحكومة - مؤسسات الدولة -، هي المسؤولة في إيجاد البيئة والحضانة والدعم للفكر التكفيري، بالإضافة لدور العوائل المؤمنة بالفكر المتشدد وتأييد العمليات الإنتحارية في الخارج ضد الأبرياء لمجرد انهم يؤمنون بعقيدة ما، وصمت بعض العوائل حول ما يحملهم الأبن من فكر تكفيري، وهم - الحكومة والعوائل - شركاء في صناعة الإنتحاريين المجرمين الارهابيين لإرتكاب جرائم داخل الوطن وخارجه، والجريمة الإرهابية تبقى جريمة مرفوضة وقعت داخل الوطن أو خارجه.

نعم من الغرائب أن تتقدم عوائل الشهداء وضحايا الجرائم الإنتحارية التكفيرية، بالشكر للسلطة المسؤولة عن دعم الفكر التكفيري وتدريسه وصناعة الإنتحاريين، والتي لم تقم بأي عمل جاد لمنع الفكر التكفيري في مؤسسات الدولة رغم سقوط عشرات الشهداء!!.

وكذلك موقف عوائل المجرمين الإنتحاريين الذين يصدرون بيانات بعد كل عملية إنتحارية داخل الوطن ودول الخليج، بتأكيد الطاعة والبيعة والشكر للعائلة الحاكمة الراعية للفكر التكفيري، والتي ساهمت في جعل أبنائهم تكفيريين إرهابيين إنتحاريين!!.

الله يحمي بلداننا ودول العالم من كل شر -التكفير والكراهية والتفجيرات الإنتحارية والحروب-، وأن تنعم بلداننا بالعدالة والحرية والتعددية والتسامح حسب دستور يمثل إرادة الشعب، وأن يتحد الشعب من كل الفئات والمناطق ضد التكفير والتمييز والاستبداد والظلم.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق