q
قد يتساءل القارئ عن العلاقة بين رئيس فرنسا السابق فرانسوا هولاند وبين وزير كوردي شغل منصب وزير الاعمار والاسكان في حكومة عبد المهدي، وكان قبل ذلك وكيلا لوزير النقل، في الحقيقة لا علاقة بين الرجلين لا من قريب ولا من بعيد لكن هناك صفة واحدة قد يشترك...

قد يتساءل القارئ عن العلاقة بين رئيس فرنسا السابق فرانسوا هولاند وبين وزير كوردي شغل منصب وزير الاعمار والاسكان في حكومة عبد المهدي، وكان قبل ذلك وكيلا لوزير النقل، في الحقيقة لا علاقة بين الرجلين لا من قريب ولا من بعيد لكن هناك صفة واحدة قد يشترك فيها جميع الذين يشغلون مناصب في دولهم.

هذه الصفة تكاد تنطبق على هولاند وعلى الوزير السابق بنكين ريكاني ذلك ان المسؤول في اي مكان من هذا العالم فانه سيتعرض للنقد وللكره وللنظرات التي تشبه السهام المسمومة، لقد اعترف هولاند في مذكراته انه كان يراقب من يعرفهم في مدينته حين كان عمدة للمدينة، وقبل ان يكون رئيسا.

يقول هولاند انه كان يرى العيون وهي تتحاشاه، والخطوات تسرع للابتعاد عنه، كان رئيس فرنسا يعرف انه صار مكروها، وغير محبوب، هذا سلوك الجماهير العادي، ورد فعلهم حين يكون الرئيس او الوزير بعيدا عنهم، وتكون قراراته ليست في مصلحة الجميع.

الامر نفسه تحدث عنه الوزير السابق بنكين ريكاني، وقال بصراحة في برنامج تلفزيوني انه يحس حين يسير في الشارع بانه صار مكروها، هذه القضية مهمة جدا ولو تحولت الى سلوك عام فان تغيرا مهما سيطرأ على تفكير المسؤول.

لو احس المسؤول بانه جاء الى المنصب وليس له فضل على احد بل هو من يجب ان يخدم الجميع، ولو ترك الناس المسؤول ولم يمدحوه، ويترجوه ويتذللوا له لاحس بانه ابن لادم وحواء، المناصب تشبه عمليات تجميل النساء القبيحات اللواتي يصدقن بانهن جميلات، هكذا هي القضية، الناس هم من يجملون صورة المسؤول ويجعلونه اسير شهوته التي اشعلها حطب التملق والمدح الذي يقدمه له طوال الوقت صحفيون وكتاب وشعراء.

الكره اول خطوة في عملية حصار رجال الدولة الفاشلين، الكره موقف انساني يقود اصحابه الى حرية شخصية لا يحس بها من يتملقون ويمسحون كتف المسؤولين الفاشلين، واذا اتسعت دائرة الكره فستبلع المسؤول وتشعره بانه بلا هوية، وانه صار عاريا من ملابس الابهة التي صنعها له فريق بائس من العاملين معه، لو انتشر فيروس كره المسؤولين لامسكنا بقيادة الدولة، هذا الكره هو اعظم موهبة في تاريخ البشر، انه ثورة بيضاء لا تقاوم، وعاصفة تقلع زيف المزيفين من الجذور، فلنبارك كره المسؤول معا.

.............................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق