أربعة أشياء ميزت "عاصفة الحزم" السعودية بعد انطلاقها مباشرة... وكان الجميع يتغنى بها، ويعيدها في وسائل الاعلام بصورة لا تنتهي...
- قيادة سعودية تستخدم "السرعة" في الرد و"الحزم" ضد "المتمردين"... الذين نزلوا من الجبال والكهوف... ليحكموا اليمن... ويطردوا الحكومة "الشرعية".
- جمعت الاشقاء، ووحد العرب والمسلمين، تحت "التحالف العربي" لمنع "صوملة" اليمن... والمؤامرات الخارجية التي تحاك ضدها من الخارج.
- قطع يد "إيران" في الخليج... بعد تدمير قدرة "الحوثيون" او، ومن يتعاون معهم من قوات الجيش اليمني الموالية للرئيس السابق "صالح".
- تأمين حدود البلاد (السعودية) من خطر المسلحين، وإخراجهم من العاصمة صنعاء... بعد إعادة الحكومة المنفية الى السلطة.
يعرف الجميع ان الاعلام... جزء من أي حملة عسكرية، يسبقها ولا يشترط ان ينتهي بنهايتها... لكن له دور يوازي الأسلحة الثقيلة في ساحات المعارك، وربما يكون ما روج للحملة السعودية على اليمن، هو استهداف اعلامي لجماعة أنصار الله (الحوثيين)... والجيش اليمني، ولزعيم حرب المؤتمر والرئيس اليمني السابق (علي عبد الله صالح)، كجزء من الحرب التي تناوب عليها الطرفين لتحقيق اختراق او نصر... لكن لماذا لم نعد نسمع عن "الأشياء الأربعة" التي روجت لها المملكة وقيادتها الجديدة؟.
يعرف الجميع ان الأهداف "المعلنة" و"المخفية"... للحملة العسكرية التي قادتها المملكة العربية السعودية ضد اليمن... لم تحقق أي هدف منها... حتى الان... ولا داعي لذكر الأسباب والتفاصيل، فهي أوضح من بيانها... كما ان الحرب ما زالت قائمة حتى اللحظة، ومن يتابع ما الذي يجري الان... يعرف الحقيقية.
وبعد مرور أكثر من ثلاث أشهر من القصف الجوي المتواصل "للتحالف"، والحركة الدبلوماسية المركزة في الرياض والتي لم تتمكن في نهاية المطاف من إنجاح مؤتمر "انقاذ اليمن" او على الأقل... عزل الحوثيين عن أي حراك سياسي يحدد مستقبل اليمن.
إضافة الى ذلك تحول الشد والجذب الدبلوماسي بين السعودية والأمم المتحدة حول "وقف إطلاق النار" وبحث "هدنة إنسانية" واجراء "حوار سياسي" لوقف تداعيات الحملة التي لم تصل الى نهاية مقنعة... الى صراع سياسي من نوع اخر، فالسعودية غير مستعدة للتحرك نحو أي مطلب اممي لا يوفر لها غطاء "المنتصر" او على الأقل يبعد عنها شبح "الهزيمة"... بالمقابل كانت الجهود الأممية تطالب جميع الأطراف بالتوقف فورا "ومن دون شروط"... مع التركيز على العبارة الأخيرة "من دون شروط".
الكلام الذي اثير في السابق عن السرعة في "الحزم" وطرد "الحوثيين" من صنعاء و"إيران" من الخليج وحماية امن المملكة وحدودها... أصبح من الماضي هذه الأيام... وجل الحديث في أروقة الساسة والمن "السعودية" وحكومة "هادي" الى "التحالف" و"الأمم المتحدة" والدول "الصديقة"... هذه الأيام، يدور حول "هدنة رمضانية"... قد تدوم لاحقا، بعد ان فشلت الهدنة السابقة.
"مجتهد"... المغرد السعودي الشهير... والذي تخصص في تسريب ما تفكره فيه العائلة السعودية، إضافة الى توجهات أصحاب القرار السياسي في المملكة، نشر قبل أسبوعين تغريدة قال فيها: "الوساطة العمانية تنتج مسودة اتفاق بين السعودية والحوثيين، هدنة طويلة الأمد، مع تنازلات سعودية، أطراف دولية تريد للاتفاق أن يعلن في أقرب وقت"... وطبعا لمجتهد تغريدات أخرى تحدثت عن وساطة عمانية "فاشلة"... بين الحوثيين والسعوديين، على الرغم من اللقاءات المكثفة التي جمعت الحوثيين بمسؤولين من الولايات المتحدة الامريكية، في جنيف وعمان... إضافة الى سفر "محمد بن سلمان" الى روسيا ولقاء الرئيس "بوتين"، والتي فسرها "مجتهد" على انها الطلب من روسيا للتدخل في الازمة اليمنية "دبلوماسيا".
إيران، (التي أعلنت السعودية ارتباط الحوثيين بها)، ما زالت مصرة على توقيع الاتفاق النووي مع القوى الكبرى... وهي ماضية في طريقها، ولم تلتفت الى "جعجعة" السعودية في اليمن ولم تنجر اليها بصورة مباشرة... في حين ما زال "الجيش اليمني" و"أنصار الله" و"صالح"، هم من يتصدر المشهد اليمني حتى اليوم... اما إنسانيا، فقد حددت الأمم المتحدة الكارثة التي اصابت شعب اليمن بالمستوى "الثالث"... وهو اعلى مستوى انساني خطير يمكن ان تحدده لبلد قد يتعرض لنكبة إنسانية.
لا اعتقد ان هذه الحرب "العبثية" يمكن ان تنتهي بالطرق "التقليدية"... فهي تحتاج الى ما يشبه "الصدمة" او "الاجبار" لمن أطلقها او شجع عليها وهو يعتقد انها ستكون سهلة او ناجحة... فهي لم تبدأ لهدف بعينة... ولم تحقق أي شيء حتى الان... ولا أتصور انها ستحقق شيء في المستقبل القريب... اما "الهدنة" او "الحوار" فهما "حقن مسكنه" لا تعطي الانطباع بان هناك حلول جديدة قد تنهي معاناة اليمنيين...
اضف تعليق