لديّ أسئلةٌ رئيسة الآن بعد إنْ خمدَ دويّ \"المدافع السياسيّة\"، وتصالحَ \"المتحاربونَ\" في جميع الجبهات، وبدأوا في تشارك \"القصعة\"، وعادوا أصدقاء و\" أحباب\"، كما كانوا قبل كلّ إعدادٍ ومناقشةٍ ومُصادقةٍ وتشريعٍ، لقانون الموازنة العامة للعراق \"الفيدرالي\"، منذ عام 2003، إلى عام 2021 وهذه الأسئلة هي...
لديّ أسئلةٌ رئيسة الآن بعد إنْ خمدَ دويّ "المدافع السياسيّة"، وتصالحَ "المتحاربونَ" في جميع الجبهات، وبدأوا في تشارك "القصعة"، وعادوا أصدقاء و" أحباب"، كما كانوا قبل كلّ إعدادٍ ومناقشةٍ ومُصادقةٍ وتشريعٍ، لقانون الموازنة العامة للعراق "الفيدرالي"، منذ عام 2003، إلى عام 2021 وهذه الأسئلة هي:
- أين هو "الإصلاح" الإقتصادي– المالي"الموعود" والمنشود" و "المُستهدَف" في هذه الموازنة؟
- بماذا تختلف هذه الموازنة (كمنهجية اعداد) عن جميع الموازنات العامة منذ تأسيس "الدولة" العراقية قبل مائة عام، وإلى هذه اللحظة؟
- أين هي "شعارات" و"هتافات" وأهداف وتوجّهات "الورقة البيضاء" العظيمة؟
ما حدث هو أنّ "كاتب السيناريو" في هذه المسرحيّة، لم يكن مسموحاً له أن يتلاعب بـ"النصّ الأصلي" لـ "المؤلّف"، وأنَ "المُخرج" قد بذل جهداً هائلاً لتضمين وحشرِ كلّ شيءٍ فيها، بما في ذلك عددٌ هائلً من "الكومبارس" الفائضين عن الحاجة، بعدها جاء "الممثّلون" ليؤدوا ادوارهم ببراعة، يحسدهم عليها حتّى "السير" أنتوني هوبكنز Anthony Hopkins، في فلمه الملحميّ الأخير THE FATHER.
أمّا "المُستفيدونَ"، و"اصحاب المصلحة"، و"الشركاء" الحقيقيون في "وليمة" الموازنة، فقد اتّفقوا أخيراً على تقاسم "الحصص" و"المغانم"، وهذا هو الهدف الرئيس من كلّ الصخب، والتهويل، وإعلان "التعبئة العامّة"، بل وحتّى "إعلان الحرب" قبل وأثناء وبعد "مأتم" الموازنة، الذي انتهى بـ "العرس" الإحتفالي الذي نحنُ فيهِ الآن.
سيضحكُ الانَ كثيراً، وطويلاً، كُلّ المشاركين في تنظيم هذه "الحفلة"، وحدهم "المُتفرّجون" هم الخاسرون الوحيدون والمضحوك عليهم في هذا "الكرنفال" الكابوسي، وهذه الفنطازيا الإقتصاديّة العراقيّة المُسمّاة "الموازنة العامة للدولة".
وأخيراً إلى ماذا وصلنا في نهاية المطاف، بعد كُلّ التحضيرات التي تمّ إنجازها (بجهدٍ إعلاميٍّ غير مسبوق)، لكي ينتهي "عُرس" الورقة البيضاء" الباذخ، بأفضل "الإستعراضات" و"التاثيرات" الممكنة؟
لقد نجح "الطاقم" بكلّ عناوينه ومفرداته، في "استثمار" "موسم" الموازنة العامة، الذي يصلحُ لزراعة كلّ شيء وقطاف كلّ شيء، لإنجاز "فيلم" الموازنة العامة المُبهِر، الذي أرادوا لهُ أن يكونَ طويلاً، ومُثيراً، حتّى الثواني الأخيرة بعد منتصف الليل؟
و أخيراً .. نحنُ العراقيّون "المساكينَ" جميعاً، لم نصل إلى شيء، ولم نحصل على شيء، ولن نحصل على شيء. بدأت الموازنة بكلّ شيء.. وانتهتْ إلى لا شيء.
لقد كرّستْ هذه الموازنة "الخاصّة"، كسابقاتها، تقاليد وأعراف و "سُنَن" تقاسم الحصص والمغانم، وقنّنتْ (إلى حين) وسائل الصراع على السلطة والثروة، بين الأطراف و"القوى" الحاكمة والمُتحكّمة، والمُتنفّذة والمؤثّرة في هذا البلد.
وقدّمتْ "مناقشات" هذه الموازنة الدليلَ تلو الدليل، على أنّنا لا نقومُ فقط باستعراض هذا "الهراء الإقتصادي" السنويّ، ونثرهِ فوق رؤوسِ الناسِ (وخاصةً الفقراء، والبسطاء منهم)، بل أنّنا نقومُ بإنتاجهِ كُلّ يوم وإعادةِ إنتاجه أيضاً.
اضف تعليق