لتكونَ كاتباً مُلتزِماً، أَن تقرأَ مليُون صفحةٍ قبلَ أَن تكتبَ صفحةً واحدةً. عندما تكتبُ لا تُفكِّر بإِرضاءِ أَحدٍ إِلَّا ضميركَ الذي يتجلَّى فيهِ رضا الله تعالى. لا تُشرنِق قلمكَ بالخطُوط الحمراء، ولا تجعل مِن نفسِكَ شُرطيّاً على قلمِكَ لصالحِ أَيٍّ كانَ. تخصَّص أَوَّلاً في موضوعٍ...
سأَلني أَن أَمحضَ لهُ النَّصيحةَ ليكونَ كاتباً مُلتزِماً، فدوَّنتُ لهُ ما يلي مِن وحي الخِبرةِ والتَّجربةِ؛
١/ أَن تقرأَ مليُون صفحةٍ قبلَ أَن تكتبَ صفحةً واحدةً.
٢/ عندما تكتبُ لا تُفكِّر بإِرضاءِ أَحدٍ إِلَّا ضميركَ الذي يتجلَّى فيهِ رضا الله تعالى.
٣/ لا تُشرنِق قلمكَ بالخطُوط الحمراء، ولا تجعل مِن نفسِكَ شُرطيّاً على قلمِكَ لصالحِ أَيٍّ كانَ.
٤/ تخصَّص أَوَّلاً في موضوعٍ ما فإِذا تمكَّنتَ منهُ فكِّر بعدها في أَن تُوسِّعَ من إِهتماماتِكَ.
٥/ لا تُمسِك بالقلمِ لتكتُبَ قبلَ أَن تكتمِلَ في ذهنِكَ الفِكرة.
٦/ دوِّن الفِكرةَ فوراً إِذا مرَّت بكَ، فلا تدعها تفلِت منكَ بالنِّسيان.
٧/ لا تكتُب حرفاً إِذا لم تتأَكد بأَنَّك ستأتي بشيءٍ جديدٍ أَو تُميطَ اللِّثامِ عن أَمرٍ غامضٍ.
٨/ أُرفُض [مِقصَّ الرَّقيب] رفضاً قاطعاً وتحمَّل مسؤُوليَّة ما تكتبهُ.
٩/ لا تشرَع بالكِتابةِ إِذا كُنت مُتردِّداً أَو شاكّاً بالمعلومةِ.
١٠/ تعامَل مع الكلمةِ كرسالةٍ تُبلِّغها للنَّاسِ، فاحرَص عليها حِرصكَ على عِرضِك وشرفِك.
١١/ لا تترُك غمُوضاً في الفكرةِ، فالغمُوضُ دليلُ جهلٍ أَو ضَعفٍ في الرُّؤيةِ.
١٢/ إِحرص على أَن تتعلَّم كيفَ تُفكِّر وأَنتَ تتعلَّم كيفَ تقرأ أَو تكتُب.
١٣/ لا تتسرَّع في كتابةِ وِجهةِ نظرِكَ في موضوعٍ ما قبلَ أَن تضرِبَ أَنفهُ وعينهُ وتُقلِّبَ ظهرهُ وبطنهُ، فالرَّأيُ معَ الأَناةِ.
١٤/ أُكتُب قناعاتِكَ ولا تكتُب قناعاتِ غَيرِكَ.
١٥/ إِهتم بالعِنوان إِهتمامكَ بالفِكرةِ والصِّياغةِ والنَّص.
١٦/ لا تُجهِد نفسكَ لإِرضاءِ كُلَّ النَّاسِ في كُلِّ الأَوقاتِ، فتلكَ غايةٌ مُستحيلةٌ.
١٧/ إِحذر الإِصغاءِ للمُرجفينَ والمُثبِّطين، فالكِتابةُ جُهدٌ رِساليٌّ ينفعُ ولَو بعدَ حينٍ.
١٨/ كُلَّما أَمسكتَ بالقلمِ لتكتُبَ تخيَّل أَنَّهُ آخِر ما ستدوِّنهُ في حياتِكَ، فماذا ستكتُب في نِهايةِ المطاف؟!.
١٩/ إِحذر أَن تُعيرَ إِهتماماً لـ [الذُّباب الإِليكتروني] فهو يُحاول أَن يُؤَثِّر وإِذا تمكَّنَ أَن يُحدِّد خَياراتك وقناعاتَك لتصُبَّ في خدمةِ أَجنداتِهِم.
٢٠/ لا تُحاول أَبداً أَن تكتُب لكُلِّ النَّاس في كُلِّ وقتٍ، فذلكَ هدفٌ من المُستحيل أَن تُحقِّقهُ مازلتَ كاتِباً مُلتزِماً.
٢١/ قد تتنازل عن أَيِّ شيءٍ وأَنت تُمسكُ بالقلمِ لتكتُبَ، إِلَّا حُريَّة التَّعبير، فالتَّنازُل عنها بمثابةِ التَّنازُل عن شخصيَّتك، وبمثابةِ عرضِ عقلِكَ للإِيجار أَو للبيعِ.
٢٢/ إِحذر أَن تكونَ قلماً للإِيجار أَو تحت الطَّلب.
٢٣/ كُن مُبدعاً في الفكرةِ والأُسلوبِ والصِّياغةِ والعُنوان، ولا تكُن مُقلِّداً أَو كلاسيكيّاً، وأَنَّ التَّفكير فيما وراء العُنوان هوَ السرُّ لتحقيقِ كُلِّ ذلكَ.
٢٤/ تذكَّر دائماً بأَنَّ ما تكتُبهُ اليوم هو طائِرُكَ الذي في عُنُقِكَ، قد تتمُّ مراجعتهُ بعد [١٠] أَو [٢٠] سنة، فكُن حذراً عندما تكتُب.
٢٥/ لا تنسَ أَن تُراجع ما تكتبهُ اليَوم كُل عدَّة أَشهر لتُجري مُقارنةً سريعةً فتعرِف أَينَ أَخطأت في قراءةِ الحدث وأَينَ كانت رُؤيتكَ سليمةً.
٢٦/ تابع مقالات كِبار الكُتَّاب العالميِّين لتتعلَّم فن الصِّياغة على وجه التحديد قبلَ أَن تختارَ لنفسِكَ الأُسلوب الفنِّي الذي ستتميَّز بهِ في المُستقبل.
٢٧/ إِحذر أَن تكونَ ذَيلاً أَو بوقاً أَو إِمَّعةً، وأَنت تقرأ وأَنتَ تُفكِّر وأَنت تُقيِّم وأَنت تكتُب.
٢٨/ حاول دائماً أَن تترُكَ بصمةً في كتاباتِكَ، في العُنوان والرُّؤية والإِستقراء والقراءات المُستقبليَّة.
٢٩/ كُن أَنتَ الرَّقيبَ على قلمِكَ، وتجاهل رأيَ القافلينَ وعبدةِ الأَصنامِ والعجُولِ، وقرِّر أَن تتوقَّف فوراً عن الكِتابةِ عندما يُخيِّرُكَ الدَّهر بين التَّصفيقِ للإِستمرار أَو المَوت.
٣٠/ لا تستعجِل وصفَ نفسِك [كاتِباً] قبلَ أَن تتمكَّن مَن الكلِمة.
٣١/ إِبدأ مِشواركَ بالكتابةِ بقلمِ الرَّصاص لتتجرَّأ على المحو والحذف والتَّبديل والتَّغيير قبلَ أَن تستقِرَّ على الفِكرةِ السَّليمةِ والأُسلوبِ الصَّحيح والرُّؤية الثَّاقبة النَّابعةِ من قناعاتِكَ أَنت.
٣٢/ لتَقويةِ لُغتِكَ وبلاغتِكَ وأَدبِكَ إِلتصِق بالقرآن الكريم ونهج البلاغة إِلتصاقاً، بالقراءةِ والحفظِ.
اضف تعليق