مازالت الصدمة هائلة وتسبب الذهول.. فكيف لنا ان نفقد في لحظة، واحداً من الصحفيين العراقيين المتميزين؟ كيف يحدث ذلك وهو نجم من نجوم الصحافة في العراق؟ وكيف غدر به الغادرون؟..
لقد غيب الموت علما من أعلام الاعلام العراقي الحديث، كان عمار الشابندر يسعى لإعمار الوضع التشريعي لحماية الصحفيين والإعلاميين العراقيين أينما كانوا، ويعمل على توفير البيئة المناسبة لممارسة حرية الرأي والتعبير، عشرون يوما مرت على تفجيرات الكرادة التي أودت بحياة عمار و14 عراقيا آخر، إضافة الى إصابة 65 عراقيا بجروح مختلفة. الجريمة كانت بشعة بشكل كبير، عشرات التفجيرات استهدفت منطقة الكرادة ذات الأغلبية الشيعية، في اطار حملة لإبادة الشيعة يعلنها كل يوم دعاة سعوديون وقطريون ومصريون، ومن بلاد مختلفة، ولا أحد يحملهم جريمة الإبادة الجماعية لانهم يتسببون بها.
الأمم المتحدة قدمت تعازيها الى أصدقاء وذوي الشهيد في تصريح جاء على لسان الممثل الخاص للامين العام للأمم المتحدة في العراق (يان كوبيش) حيث قال: لقد كرس الفقيد حياته وطاقاته وامكانياته للمساعدة في بناء عراق جديد يسوده السلم والعدل و الوئام، مع اشادة من قبل الأمم المتحدة بالشهيد عمار الذي دافع عن حرية التعبير وحقوق الانسان، والذي تدرب على يديه العشرات من زملائه الصحفيين، الحقيقة ان استنكارات عديدة صدرت من جهات مختلفة ادانت الاعتداء على حياة العراقيين ومنهم عمار الشابندر.
المدير التنفيذي لمعهد صحافة الحرب والسلام (انتوني بوردين) قال: ان استشهاد عمار مدير المعهد في العراق شكل صدمة كبيرة لمعارفه والعاملين معه، مبينا انه كان احد المبدعين في مجال المجتمع المدني، وحقق مكانة مرموقة وحظي باحترام كبير من قبل المسؤولين الحكوميين والدبلوماسيين الغربيين، والصحافة الدولية، عمار ليس وحده من وقع عليه ظلم داعش، بل مثله الكثير، فهو نجل المفكر العراقي الكبير غالب الشابندر، ومتزوج وله أربعة أطفال، فقدوه في وقت مبكر وانظموا الى جيش اليتامى في العراق..
وقد نعى المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب العراقي استشهاد عمار الشابندر ووصفه بانه أحد صناع الامل، ورعاة السلام، مصيبتنا في عمار انه واحد من 500 صحفي عراقي قتلوا منذ عام 2003 ولم يكن الأخير، ويبدو ان العدد مستمر في التصاعد.
عمار الذي عاش في لندن برفاهية عاد الى بلاده بعد التحرر من الدكتاتورية، ليقدم خدماته وخبراته الإعلامية الى زملائه في مهنة المتاعب، ولم يدر في خلده انه سينجوا من المذبحة التي يتعرض لها العراقيون، فهو واحد من الصحفيين المستهدفين، لانهم يتحدثون ويكتبون عن حقائق، فيتعرضون للاختطاف والاحتجاز والضرب، والقتل احيانا كثيرة. ومع ذلك قرر عمار ان يأتي الى بلاده الملتهبة وفضلها على أجواء لندن الباردة.
نائب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جيمس بوستن أشار الى ان عدد الصحفيين الذين لقوا حتفهم في العراق بلغ (500) صحفي ففي نفس الأسبوع الذي استشهد فيه عمار قُتل الإعلامي رعد الجبوري، وكذلك توفي المستشار في نقابة الصحفيين هاني العقابي.
نقيب الصحفيين العراقيين قال: ان الصحفيين جزء من المعركة ضد الإرهاب، وهذا يعني ان مسلسل الضحايا سوف لايتوقف او ينتهي، بل يستمر، استشهاد عمار الشابندر جاء في يوم الاحتفال العالمي بحرية الصحافة وفي الوقت الذي كانت فيه بغداد وعواصم العالم تحتفي بهذا اليوم، وتحيي المناسبة بتساقط العشرات من الصحفيين في انحاء العالم..
أيها الصحفيون العراقيون أينما تذهبون يلاقيكم الموت حتى لو كنتم في بروج مشيدة، فانزلوا الى الميدان فهو اليوم ساحتكم وبحاجة لكم لتنقلوا الحقيقة عن معركتنا التي نخوضها ضد داعش، والتي (يحاول العرب الدواعش) تشويه المعلومات الواردة من الميدان وتنقل عبر شاشات كبيرة ممتدة الى مساحات واسعة بسبب التمويل الخرافي من الأموال السعودية القذرة.
اضف تعليق