q

تسميات عديدة تطلق على ما تمر به المنطقة، محاولة تفسيره وتسليط الضوء على أخطاره الدامية التي اخترقت وأربكت بلدان المنطقة ومجتمعاتها، وهذا الذي نراه يحصل من التخريب والتدمير والهتك والقتل، فهناك من وصف ما يحدث بأنه فتنة يراد إشعالها بين مكونات المجتمع الواحد، وخاصة ما بين الشيعة والسنة، أو هو تداعيات صراعات سياسية مستعرة بين أحزاب وجهات في داخل البلد الواحد ولها انعكاسات عابرة للبلدان، أو هو نتاج طموحات مذهبية أو قومية منتفخة، أو هو بفعل مصالح اقتصادية متنافسة حول مستقبل الطاقة، أو هو صراع دولي يستعمل أدوات محلية، أو هو (سايكس بيكو) جديد، يقسم المقسم، ويفخخ منطقة الشرق الأوسط بالعنف والكراهية لتأكل شعوب هذه المنطقة الحيوية دينياً واقتصادياً نفسها بنفسها.

ربما كل ذلك -من تسميات وقراءات للواقع- صحيح، لكن الذي يوازي كل ما يحدث في المنطقة، هو أن الشيعة يشكلون معظم حطب هذه الحرائق المجنونة؟! وهنا سؤال:

هل كان بإمكان الشيعة أن يردوا مكائد هذه المؤامرات الدامية والحروب الطاحنة التي أراقت دماء مئات الآلاف منهم، حتى أكدت منظمات دولية أن (الشيعة هم الأكثر استهدافاً من قبل قوى الإرهاب في العالم خلال السنوات العشر الماضية).

أو نسأل:

هل كان من الممكن رد بعضٍ المكائد والمطاحن التي ضربت الشيعة، بشكل يوفر على الشيعة خسائر كان من الممكن أن لا تكون؟!

في شهر شعبان المبارك وفي أيام ذكرى صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، حري بالجميع استحضار واقع الشيعة الدامي بفجائعه، ووضع آلية لتعاون الشيعة في العالم تنسجم مع التحديات الجسيمة، للانطلاق بخطة عمل تهدف إلى توطيد أمن شعوبهم، وتوفير الحياة الكريمة الهانئة لهم، ومنح بلادهم سلاماً واستقراراً ورفاهاً، فقد أصبح الشيعي محاطاً بالأخطار، وإن في تغيير هذا الواقع السيِّئ تجسيداً عملياً لولاء المنتظرين، يقول سماحة المرجع الشيرازي دام ظله: (لنكن جميعاً، في كل وقت، وخاصّة في الأشهر الثلاثة: رجب، وشعبان، وشهر رمضان المبارك، بأن نحاول بصرف طاقاتنا وإمكاناتنا، وعلمنا، وفهمنا، وعقلنا في الحقّ والخير، ولا نمنع ذلك، وإلاّ يسلب منّا، ونبتلى بصرف مثليه في الباطل). ويقول الإمام المجدد السيد محمد الحسيني الشيرازي (قده): (الإمام المهدي عيه السلام أمّ المسلمين، وفي كل يوم وساعة يحتمل ظهوره ليشد أزر المسلمين، وإذا قويت العقيدة به عليه السلام كان صمود الأمة أكثر، ومثابرتهم أقوى في تحقيق الأهداف الكبيرة، وتوفير الحياة الكريمة، فلا يجد البأس إلى أنفسهم سبيلاً).

اضف تعليق