q
في مصر ظهر قبل سنوات قليلة حزب إسمُهُ حزب الكَنَبَة، يقول أمين عزت مؤلف كتاب من الكَنَبَة إلى الميدان إنّ مصطلح حزب الكَنَبَة كان قد ظهرَ بعد أن نشر رسالة على صفحته في الـ FACEBOOK بعنوان إلى شعب الكنَبَة العظيم، وهناك انتشرتْ التسمية بسرعة..

في مصر ظهر قبل سنوات قليلة حزب إسمُهُ حزب " الكَنَبَة "، يقول أمين عزت مؤلف كتاب (من الكَنَبَة إلى الميدان) إنّ مصطلح حزب "الكَنَبَة" كان قد ظهرَ بعد أن نشر رسالة على صفحته في الـ FACEBOOK بعنوان (إلى شعب الكنَبَة العظيم). وهناك انتشرتْ التسمية بسرعة، ومنها انتقلت الى وسائل الأعلام المختلفة.

والمفارقة أن مؤلف الكتاب (أمين عزت)، كان يُصدّق كل ما يقوله النظام له، ويعتبر المعارضة "خائنة"، وتسعى لتدمير البلاد.. وتخريب العملية السياسية.

وفي صعيد مصر، بالذات، يوجد العدد الأكبر من "أنصار" و "مؤيدي" و "أعضاء حزب" الكنَبَة ". والسبب هو: أنّ القبيلة " أو "العشيرة "، لا تخرج عن رأي "كبيرها". وهذا "الكبير– الشيخ –السيّد" هو الذي يحدّد إلى من ستذهب أصوات القبيلة. وفي هذا يقول شيخ إحدى القبائل إنّهُ هو الذي يحدّد لأفراد قبيلته التصويت لشخص بعينه.. أو إلتزامهم "الكَنَبَة".. ومقاطعتهم للتصويت.

إنّ التراكمات الهائلة، والمعقدة، لقرون من الأضطهاد والكبت السياسي، دفعتْ الفئات الشبابيّة في مصر، التي تربّتْ في أحضان " الكناباويين " إلى صناديق الأقتراع (وخاصة بعد 25 يناير / كانون الثاني 2011)، أملاَ منها في ان ذلك قد يؤدي إلى " التغيير ". وعندما انتهتْ الانتخابات بفوز الأحزاب الأسلامية (الأخوان المسلمون)، رأى هؤلاء أنّ " الفائزين " عادوا إلى ممارسات الانظمة الأستبداديّة ذاتها، ولو برداء مختلف. لذا أنتفضوا على النظام " الجديد ".. ثم عادوا إلى " كنباتهم " سالمين.. في انتظار دعوة تظاهر، أو تفويض، أو مبايعة.. جديدة.

وبعد ان عاد "العسكر" إلى حكم مصر تعزّزت كوادر الحزب بوافدين جُدُد، لم تكن تربطهم بـ " الكناباويين" السابقين أية رابطة. ولكنّ الواقع السياسي المصري البائس، هو الذي عمل على توحيدهم.

وفي العــــراق لدينا حزب مماثل.. يقوم على ذات المباديء، ويعمل بمنظومة التفكير ذاتها، وتتعامل معه البنى السياسية والاجتماعية والثقافية والقيمية، السائدة، و صاحبة السلطة والنفوذ حالياً، بذات الطريقة التي تتعامل بها الدولة وأجهزتها في مصر، مع حزب " الكنَبَة ".

هذا الحزب يُدعى في العراق بـ.. حزب " القَنَفَة ".

و" الأعضاء " في هذا الحزب يجلسون على " القَنَفَة "، عندما تكون الأوضاع السياسية متوترّة.. ويراقبون ما يحدث بقلق بالغ، ويتمدَدّونَ على " القَنَفَة " عندما تكون الأمور مُلتبِسَة، أو " مليوصة " على حد تعبيرهم الدارج.. ويكتفون بالفُرجة.. بهدوء بالغ.

وإذا لم تكن " القنَفَة " مريحة.. إستبدلوها بــ " قَنَفَة " أخرى.

وإذا أهتزّت الأرض تحت " القنَفَة ".. إستأجروا سيارة نقل ( بيكاب ) وقاموا بنقل " القَنَفَة " إلى بيتِ آخر.. في منطقة أخرى، أمّا إذا ساءتْ الأمور إلى حدٍ لم يعُدْ فيه العيش فوق " القَنَفَة " مُمكناً، فإنّهُم سيقرّرون الهجرة.. وسيأخذون " قنَفَتَهُم " معهم إلى المنفى.

وبينما يفكّر حزب " الكَنَبَة " المصري في ترك " الكَنَبَة "، والنزول إلى الشارع، لتغيير المعادلة.. فأنّ حزب " القَنَفَة " العراقي يعتقد أنّهُ لا توجد في العراق أيّة إمكانيّة للتغيير، ولا معادلة قابلة للتعديل، ولا حتّى شارع صالح للتظاهر.

يا شعــــب " القـَنَـَــفَـــة " العظيــــم، خُذوا " قَنَفاتكُم " معكـــم.، وأذهبوا اليهم.. هناك في ساحات التحرير.. وأحرقوا، على الأقل، بعض " القَنَفاتْ " التي تتمدّدونَ الآنَ عليها.. إحتجاجاً على "بعض" هذا.. الذي يحدثُ لكُم الآن.

اضف تعليق