الشباب هم النسبة العددية الأكبر في المجتمع، وهم الطريق الحصري لمستقبل أفضل للبلد، فلابد أن يشاركوا بالعمل السياسي بفاعلية أكبر ويمكّنوا أنفسهم ويؤهلوها للقيادة في المجالات السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، مع الأخذ بنظر الاعتبار أن (التمكين) عملية طويلة تتمثل في مشروع وطني متكامل يبدأ من...

يمكن تقسيم علاقة الشباب بالسياسة إلى عدة أنواع، أهمها:

الممارسون للعمل السياسي: هم أعضاء في أحزاب سياسية ويحضرون اجتماعاتها وتجمعاتها ويشاركون في حملاتها الانتخابية ويتولون مناصب عن طريقها، ولكنهم بشكل عام أقلية لا تتناسب مع حجم الشباب العددي ومطالباتهم وطموحاتهم العالية، خاصة أن العمل الحزبي هو الممر الإلزامي للعمل السياسي في أي بلد ديمقراطي.

المهتمون بالعمل السياسي: الشباب الذين يهتمون بالشؤون العامة ويدافعون عن حقوق الشعب عن طريق التظاهرات والاعتصامات والنشاطات الأخرى، ولهم مواقف مؤثرة في الانتخابات حتى عندما يقاطعونها، وأكثرهم غير منتمين تنظيمياً.

الهامشيون بالعمل السياسي: وما أكثرهم! وهم الشباب الذين لا يهتمون بالشأن العام أصلاً، لكنهم يتفاعلون عندما لخدمة مصالحهم فقط، (مثلاً: يتظاهرون لزيادة رواتبهم ومخصصاتهم أو يستغلون نتائج تظاهرات الآخرين للتسجيل على منحة الحكومة للعاطلين عن العمل!).

وبما أن الشباب هم النسبة العددية الأكبر في المجتمع، وهم الطريق الحصري لمستقبل أفضل للبلد، فلابد أن يشاركوا بالعمل السياسي بفاعلية أكبر ويمكّنوا أنفسهم ويؤهلوها للقيادة في المجالات السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، ... الخ، مع الأخذ بنظر الاعتبار أن (التمكين) عملية طويلة تتمثل في مشروع وطني متكامل يبدأ من البيت مروراً بالمدرسة والجامعة ويتكامل مع مشروع حكومي مخطط له ومدروس وطويل الأمد يهدف بالنهاية إلى زيادة عدد المنتمين للنوعين الأول والثاني وتقليل، قدر الإمكان، من المنتمين للنوع الثالث.

ولهذا تعمل الكثير من دول العالم، وبطرق متعددة، على زيادة مشاركة الشباب في العمل العام لضخ دماء جديدة وأفكار مبتكرة في مفاصل العمل الحكومي والحزبي، وتجنب الشباب الحلول اليائسة مثل الهجرة أو الإنتماء لتنظيمات إرهابية ومليشياوية.

ومن أهم هذه الطرق:

أولاً: تخصيص (كوتا) للشباب في البرلمانات والمجالس المحلية وهذا موجود في (15) دولة، مثل: كينيا، رواندا، مصر، المغرب، الفلبين.

ثانياً: تخصيص (كوتا) للشباب في المفاصل القيادية للأحزاب السياسية، مثل: الحزب الليبرالي النيكارغوي يخصص (%40) للنساء والشباب، الحزب الليبرالي الكندي يخصص (%40) للشباب، والحزب الاشتراكي الهنغاري يخصص (%20) للشباب.

ثالثاً: خفض سنّ الترشح للانتخابات البرلمانية والمحلية، وكما يلي:

1. هناك (59) دولة تسمح للشباب بعمر (25) بالترشح للانتخابات، مثل: إيطاليا، اليونان، مصر، الجزائر، ليبيا، لبنان.

2. أما رومانيا، تونس، جزر القمر، جيبوتي، فتسمح للشباب بعمر (23) سنة بالترشح للانتخابات.

3. كما توجد (62) دولة عمر الترشح للانتخابات فيها هو (21) سنة، مثل: روسيا، إيرلندا، البرازيل، فنزويلا، بوركينا فاسو، المغرب، إندونيسيا، ماليزيا.

4. وهناك (51) دولة تسمح للشباب بعمر (18) سنة بالترشح للانتخابات، مثل: ألمانيا، بريطانيا، كندا، أستراليا، أوغندا، كينيا، تايلند، تركيا.

5. أما دولة تيمور الشرقية فيكون عمر المرشح للانتخابات فيها هو (17) سنة.

بل أن اليونان سمحت للشباب بالتصويت بعمر (17) سنة، وفي النمسا ومالطا بعمر (16) سنة، وهناك دول عينت شباب بمناصب وزارية.

بالنهاية يبقى الموضوع بيد الشباب أنفسهم، كما فعلها قبلهم شباب فرنسا اثناء تظاهراتهم الشهيرة في آيار/ 1968: حيث كان شعارهم: «لا تعطيني حريتي، سأتولى الأمر بنفسي».

نعم لن يعطيكم أحد شيئاً بل يجب ان تأخذوه بأنفسكم، والبداية من شعاراتكم: «نريد وطن» و«نازل أخذ حقي».

Aldhamat1@yahoo.com

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق