ان الدولة مسؤولة عن تربية المواطنين الحضاريين الفعالين في المدرسة من مفردة النظافة الشخصية الى اخر الدرجات التي يتصور ان يصعد اليها المواطن في حياته بعد تخرجه من المدرسة. وتستغرق هذه العملية التربوية ١٢ سنة يقضيها المواطن في المدرسة من السنة الابتدائية الاولى الى السنة الثانوية الاخيرة...
تتلخص فكرتي التربوية بكلمات قليلة هي: ان الدولة مسؤولة عن تربية المواطنين الحضاريين الفعالين في المدرسة من مفردة النظافة الشخصية الى اخر الدرجات التي يتصور ان يصعد اليها المواطن في حياته بعد تخرجه من المدرسة. وتستغرق هذه العملية التربوية ١٢ سنة يقضيها المواطن في المدرسة من السنة الابتدائية الاولى الى السنة الثانوية الاخيرة.
الدولة مسؤولة عن تأهيل الطفل العراقي، منذ ان تستلمه وهو في السادسة من عمره، عن اعداده ليكون مواطنا حضاريا فعالا مسلحا بالقيم الاخلاقية العليا والمهارات العملية الضرورية والمعلومات العلمية اللازمة.
وزارة التربية، والمجلس الاعلى للتربية، هما الجهتان المكلفتان بانجاز هذه المهمة نيابة عن الدولة وباسمها. ولهذا اقترحت تشكيل المجلس الاعلى للتربية استعداد للشروع بتنفيذ المشروع.
تنطلق عملية الاعداد التربوي من الفلسفة العامة للدولة بالمقدار الذي يستنبط من الدستور الدائم، ومن فلسفة النظام التربوي الذي يضعها المجلس الاعلى للتربية.
وانا على علم بوجود "الاستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم في العراق" للسنوات ٢٠١١ الى ٢٠٢٠ التي وضعت في عهد حكومة نوري المالكي الثانية. وهي لا تغطي كل متطلبات فكرتي، لكن يمكن الاستفادة منها او تطويرها.
والمتطلبات المقصودة تتمثل في كون الفلسفة مسؤولة عن تاهيل الجيل الجديد ليكون قاعدة مجتمعية للانتقال بالعراق الى حالة الدولة الحضارية الحديثة ولهذا يجب اعداد هذا الجيل ليكون بهذا الوصف.
وانطلاقا من فلسفة الدولة والفلسفة التربوية (الحضارية الحديثة) يتم وضع المناهج وتأليف الكتب المدرسية، التي يجب ان تكون مترابطة فيما بينها ويكمل بعضها بعضا في الافكار والمفردات والمعلومات والمصطلحات، بلا فرق بين كتب الاجتماعيات مثلا وكتب اللغة العربية او الرياضيات او الفيزياء الخ.
وكما قلت في مقالات سابقة يجب ان تتكفل الكتب المدرسية بترسيخ القيم الحضارية في شخصية الطالب، وتدريبه على المهارات العملية المطلوبة، والمعارف العلمية الضرورية ليكون الطالب ابن عصره.
ويجب ان يكون مؤلفو هذه الكتب على درجة عالية من استيعاب فلسفة الدولة الحضارية الحديثة والفلسفة التربوية المنبثقة عنها ومدركين لما نريد ان يكون عليه الطفل العراقي بعد اكمال الدورة المدرسية الكاملة. واذا جاز لي استخدام بعض التعابير الفلسفية، فان على مؤلفي الكتب ان تتوفر لديهم صورة الطالب بالقوة، فيما يتكفل المنهج المدرسي باخراج هذه الصورة الى مرحلة الفعل. بعبارة اخرى، علينا ان نعرف اي مواطن نريد بعد ١٢ سنة من الدوام في المدارس، ثم يتم تأليف الكتب على هذا الاساس. لقد بذل مؤلفو الكتب الحالية جهدا في هذا السياق، لكن المهمة لم تنجز على وجهها الاكمل بعد، ولهذا نحن نعيد الكتابة عن هذا الموضوع ونكرر القول فيه.
ويجب ان تكون الهيئة التعليمية (المعلمون والمدرسون من الجنسين) على درجة مقنعة من استيعاب وتمثيل فلسفة المواطن الحضاري الفعال والمجتمع الحضاري الفعال، وكذلك الدولة الحضارية الحديثة.
ولهذا يجب ان يخضع اعضاء الهيئة التعليمية الى دورات مكثفة للأعداد والتأهيل ليكونوا قادرين على تربية طلابهم على الفلسفة الجديدة. ويمكن ان يتم ذلك من خلال دورات تدريبية تعقد على مدى العام لتغطية كل جوانب المشروع.
ولتوفير الوقت، يمكن ان يبدأ المشروع انطلاقا من ١٢ نقطة شروع وليس من نقطة واحدة، مع ملاحظة المستوى العقلي للطلاب في كل مرحلة.
ولبحث المشروع كله بصورة كاملة فاني اقترح على رئيس مجلس الوزراء عقد حلقة نقاشية موسعة للمهتمين والمعنيين لدراسة كافة جوانب المشروع والغوص في تفاصيله الكثيرة والمعقدة والخروج بورقة عمل شاملة تكون بمثابة خارطة طريق لتنفيذ المشروع.
اضف تعليق