الحرب لم تتوقف والتصعيد يقابله تصعيد آخر وهجمات تقابلها غارات ويبقى المواطن اليمني هو من يتذوق طعم المرارة بصورة مستمرة، فمتى سيقف نزيف الدم وما هو دور المجتمع الدولي حيال تلك الازمة الانسانية التي اخذت بالتفاقم يوما بعد آخر وتحقيق سلام شامل وكامل في المنطقة؟...
إيران هي المسؤولة ولا غيرها، من يقف بمكان السعودية او المراقب لمجريات الاحداث بصورة عامة، لم يضع اي طرف وراء تصعيد هجمات الحوثيين في المنطقة العربية، والتي آخرها الهجوم على خطوط الأنابيب في شرق البلاد بالطائرات المسيرة.
الحوثيون وعلى مدى سنوات الحرب بين الطرفين نفذوا مرارا عمليات ضد البنية التحتية في المملكة العربية بالنسبة لهم، تعد الهجمات على البنية التحتية السعودية شكلاً عاديا من أشكال الحرب، بينما ترى السعودية هذه الهجمات ضمن اعتداءات على مدنين، متناسية حصارها المفروض على اليمن وقصف المناطق السكنية بصواريخ متوسطة المدى.
السعودية وامريكا تصب جل جهدها لتشتيت مركز التحكم والمقصود هنا إيران وبالتالي فأن التخلص من إيران يفقد الحوثيون وحزب الله الدعم، ويتنفس جميع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة الصعداء.
الحوثيون يتوعدون السعودية والامارات برد قاس في حال لم يتراجع الطرفان عن سياساتهما الخاصة يأتي ذلك بعد غارات جوية للتحالف العربي اسفرت عن العديد من الضحايا.
اتهام سعودي واضح لايران بأنها هي من امرت الحوثيين بتسير هذه الطائرات وقصف محطتي ارامكو قرب الرياض، فهل هذا الاتهام يخرج من العباءة السياسية ام هنالك تحقيق فعلي واتضحت الامور.
لسان حال السعودية يقول لدينا الكثير من الحقائق والادلة على ان ما جرى في ارامكو عمل مدبر ومخطط له، وهذا يعود بطبيعة الحال الى تطبيق الحزمة الاخيرة من العقوبات على ايران، ولم يبقى امام ايران سوى تحريك احد اطرافها اللاعبين لمشاكسه السعودية.
ما نطق به المرشد الاعلى في الجمهورية المتلخص في منع تصدير النفط السعودي عبر الممرات المائية وانها ستكون غير آمنة، في حال تم تصفير صادرات النفط الايرانية عبر الخليج العربي والبحر الاحمر، كل ذلك وغيره جعل من السعودية تكون متيقنة بأن ايران تقف وراء هذه الحادثة.
الاتهام من قبل نائب الوزير الدفاع السعودي يتوسع الى اكبر من ذلك ليقول ما فعله الحوثيون هو تنفيذ لاجندة ايران وخدمة لمشروعها التوسعي في المنطقة لا لحماية المواطن اليمين كما يدعون.
يسيطر على المدركات العقلية تساؤل مضمنونه هل توجد دلائل منطقية ساعدت السعودية على توجيه تلك الاتهامات ام يبقى الكلام بهذا الخصوص لم يخرج من دائرة التكهنات، علينا ان لاننسى ان التحقيقات حول ما حصل في الفجيرة لم تتوصل لغاية الآن الى نتائج حقيقية تثبت تورط ايران وهذا ما يدعم كفة الاتهام ذات الصبغة السياسية.
لو كانت السعودية لم تتدخل في الشؤون اليمينة ولم تصل المواقف العدائية بين ايران وامريكا الى هذه المرحلة، فليس من المعقول ان توجه السعودية تلك الاتهامات اما في ظل ما تقوم به فمن الطبيعي ان تتحدث بهذه النبرة.
ما تتمتع به ايران من قوة لا يستهان بها في المنطقة جعل بعض الانظمة العربية تشعر بالخشية من مواجهتها وعدم التجرأ على الاقتراب من حدوها فتعمد لاحد الاطراف التابعة لها وتحرك المشهد من خلاله" الحوثيين".
تقليل الصادرات الايرانية من ما يقرب الثلاث ملايين برميل يوميا الى اقل من اربعمئة الف يجعل من ايران تحاول وبشتى الوسائل في عرقلة حركة التجارة النفطية وخلق ارباك وان يكون مؤقتا ليبين مكانتها وتأثيرها في هذا القطاع الحيوي على مستوى العالم.
هناك من يرى ان جميع التصريحات العربية تصب في المصلحة الامريكية، اذ من الممكن نشوب صراع بين احد الاطراف وهو ما يجعل الفرصة مواتية بالنسبة لامريكا للتدخل وعلى وجه السرعة لتصبح طرفا رئيسيا في الصراع مع ايران بدافع الاعتداء على احد حلفائها العرب.
ايران حاربت السعودية عن طريق اليمن الذي اصبح الذراع الذي من خلاله تمكنت من صفع السعودية ومن تحالف معها، ما يجعل الحرب بين الطرفين قائمة بالوكالة.
الحرب لم تتوقف والتصعيد يقابله تصعيد آخر وهجمات تقابلها غارات ويبقى المواطن اليمني هو من يتذوق طعم المرارة بصورة مستمرة، فمتى سيقف نزيف الدم وما هو دور المجتمع الدولي حيال تلك الازمة الانسانية التي اخذت بالتفاقم يوما بعد آخر وتحقيق سلام شامل وكامل في المنطقة؟.
اضف تعليق