تشويش وارباك الرأي العام سايكلوجيا وبث روح التشاؤم والقلق والانهزامية، وإلهاء رجل الشارع عن اهم القضايا التي تخص البلد بسبب ان مايرد في مواقع تلك الجيوش يؤخذ كمسلّمات او كحقائق ثابتة لالبس فيها، وتؤخذ هي الاخرى دون تمحيص او التأكد من المصادر الاعلامية او الرسمية...
لعبتْ وسائل الاعلام الاصفر والجيوش الإلكترونية في وسائل الاتصال الاجتماعي، اكثر من دور سلبي على الرأي العام في العراق في ظل مناخ الفوضى الاعلامية التي انتجتها الفوضى الخلاقة التي اعتورت المشهد العراقي غداة التغيير النيساني المزلزل، فكان من الطبيعي ان يتأثر بها الاعلام ومعه الرأي العام سلبا كنتيجة عرضية لها، اذ تغلغلت تلك الفوضى في جميع مفاصل الدولة العراقية وفي جميع هياكل الحياة فيها.
الجيوش الالكترونية المضللة للرأي العام وفق الموسوعة الحرة هي (مجموعة من الأشخاص يعملون وفق أجندة خاصة لصالح جهات مغرضة ويعملون عن طريق إنشاء حسابات بأسماء وهمية، ويخترقون مواقع إلكترونية لجهات اخرى بشكل كيدي، وتهدف هذه الجيوش إلى تضليل الرأي العام وتشكيله أو توجيهه وتروّج للإشاعات ولبعض الأفكار والتوجهات.)، وهو ما يشي عن الاثار السلبية التي تركتها على الرأي العام العراقي وخاصة في اوقات الازمات والمحن والمآسي من تلك التي تضرب المشهد السيا/سيوسولوجي العراقي بين آونة واخرى وعلى كافة الصعد دون استثناء، ومنها:
1- تشويش وارباك الرأي العام سايكلوجيا وبث روح التشاؤم والقلق والانهزامية، وإلهاء رجل الشارع عن اهم القضايا التي تخص البلد بسبب ان مايرد في مواقع تلك الجيوش يؤخذ كمسلّمات او كحقائق ثابتة لالبس فيها، وتؤخذ هي الاخرى دون تمحيص او التأكد من المصادر الاعلامية او الرسمية المعتبرة.
2- زرع نزعة عدم الثقة بين الوان الطيف المجتمعي داخل المجتمع الاهلي من جهة، ومن جهة أخرى زرع عدم الثقة بين الوان الطيف السياسي داخل المجتمع السياسي لتتحقق بذلك بعض نتائج الفوضى الخلاقة وخاصة مايتعلق بثقة الشارع بالعملية السياسية.
3- ساهمت تلك الجيوش وخاصة في مواقع السوشيال ميديا في رسم صورة سلبية وقاتمة عن المشهد العراقي بشكل عام، والفيسبوك هو المتهم الأكبر بالترويج للأخبار المفبركة وهو متاح للجميع وبسهولة، فإن حالة البلبلة والحرب النفسية المدمرة من خلال تبني الإشاعات وإعادة نشرها في مواقع مختلفة كل ذلك كان من افرازات تلك المواقع التي تنشر دون حسيب او رقيب او قانون او رادع وقد نجحت في ذلك وما الصورة السلبية المرسومة عن العراق في متون الرأي العام الاقليمي والعالمي الاّ من نتاجها بدليل ان اغلب الوفود الزائرة للعراق تُفاجأ بصورة مغايرة عن الواقع السلبي الذي رسمته تلك الجيوش التي ساهمت مع وسائل الاعلام الاصفر المعادية في رسم تلك الصورة المشوهة والمشوشة عن العراق.
4- كما ادت الجيوش الالكترونية الى تضليل الرأي العام العراقي وتغيير قناعات الكثير من الناس حول اهم المعطيات المعاشة، لأنها لم تكن سوى اداة يُراد منها حرف وتحويل المعلومات عن مؤدَّاها الطبيعي ومسارها الحقيقي؛ وليِّ أعناق المعلومات كي تتلاءم مع الأهداف التي وضعتها الجهات الداعمة والمسيطرة والمالكة لها.
5- اعطت هذه الجيوش تصورا عن واقع اللامهنية للإعلام العراقي في حين ان الاعلام العراقي يعجّ بالكفاءات وبالتاريخ المهني المشرّف وفي جميع وسائل الاعلام حيث نجحت بعض الشيء في ان يحل بعضها محل الإعلام التقليدي في مجال صناعة الرأي العام، فساهمت مساهمة فعالة في التحريف أو التضليل الإعلامي المقصود،ومع تطور دور وسائل التواصل الاجتماعي في صنع الرأي العام وترويج الأخبار، واعتماد فئات واسعة من مختلف فئات الشعب عليها كمصدر رئيسي للأخبار، نشطت الجيوش الإلكترونية في استخدامها منصاتها لنشر الإشاعات والترويج للأكاذيب، خاصة خلال الأزمات وهي كثيرة.
التطور الهائل في التقنيات الاعلامية وبرمجيات الاتصالات، والسرعة في ظهور وتشكيل رأي عام على الإنترنت كان سلاحا ذا حدين، فالحقائق والأكاذيب أيضا قد تصل في دقائق إلي ملايين من مستخدمي الإنترنت حول العالم، حيث أصبحت الأولوية وبصورة كبيرة وواضحة للسبق والانتشار والتأثير السريع وخدمة أجندة مسبقة على حساب المصداقية والموضوعية، لذا سارعت بعض الدول إلى سنّ تشريعات قانونية لاحتواء تداعيات ظاهرة الأخبار المزيفة والمعلومات الكاذبة وتأثيرها على الامن القومي او السلم الاجتماعي لهذه الدولة او تلك.
وما أحرى بالحكومة العراقية بسلطاتها الثلاث ان تحذو حذو تلك الدول التي لها باع طويل في تشريع القوانين (وتنفيذها) تحت ظل سلطة قضائية عادلة ونزيهة، في سبيل مقارعة تلك الجيوش التي لايقل خطرها عن الجيوش الحقيقية كونها بؤرا للتضليل والاشاعات والتخريب المبرمج وللحد من مخاطرها.
نأمل ذلك!!
اضف تعليق