العلاقات القطرية العراقية في سلم متصاعد من التعاون في قضايا عدة، من السياسة وتحالفاتها الإقليمية، الى الاقتصاد، ومسائل أخرى لها علاقة في تعزيز مواقع الطرفين في خريطة الصراعات الإقليمية، عادت العجلة القطرية العراقية الى الدوران في شهر مايو أيار عام 2017 خلال فترة حكومة رئيس الوزراء العراقي السابق...
العلاقات القطرية العراقية في سلم متصاعد من التعاون في قضايا عدة، من السياسة وتحالفاتها الإقليمية، الى الاقتصاد، ومسائل أخرى لها علاقة في تعزيز مواقع الطرفين في خريطة الصراعات الإقليمية، عادت العجلة القطرية العراقية الى الدوران في شهر مايو أيار عام 2017 خلال فترة حكومة رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي، بلقاء جمعه مع الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير الخارجية القطري، في العاصمة بغداد.
وتسارعت الحركة القطرية نحو العراق بالتوازي مع الضغوطات التي تواجهها من قبل السعودية والامارات التي خنقتها بحصار اقتصادي وسياسي واجتماعي، جعلها في عزلة تامة، ما دفعها للبحث عن منافذ للتنفيس عن حالة الاحتقان والغضط الذي تعرض له.
محور جديد
السعودية توجست من هذه التحركات ووجدت فيها تغيرا في موازين القوى، اذ تحدثت صحيفة "عكاظ" السعودية في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن مبادرة قطرية لإنشاء تحالف جديد يضم العراق وإيران وتركيا وسوريا، وقالت إن "وزير خارجية قطر طلب من العراق المشاركة في حلف اقترحته قطر للخروج من عزلتها، يجمع العراق وإيران وسوريا، لكن الرئيس العراقي برهم صالح رفض ذلك".
يأتي ذلك، في وقت كشف "وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم أن دولة قطر عرضت على العراق "مشروع ترانزيت" لنقل البضائع من تركيا إليها مرورا بميناء أم قصر في محافظة البصرة".
هذه المعلومات يؤكدها الإعلامي القطري جابر الحرمي في تغريدة له على حسابه الرسمي عبر "تويتر"، اذ قال قبيل زيارة صالح للدوحة خلال شهر يناير الحالي أن "زيارة الرئيس العراقي سيتخللها الإعلان عن خط ملاحي جديد بين ميناء حمد في قطر وأم قصر العراقي، والذي سيساهم في نقل بضائع كل من الأردن والكويت وتركيا وإيران عبر الأراضي العراقية إلى قطر".
اول الضيوف
ومن الملاحظ ان حركة الزيارات بين قطر والعراق قد تزايدت خلال السنتين الماضيتين، كما ان وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، يعد اول مسؤول خليجي رفيع يزور العراق بعد تولي عادل عبد المهدي رئاسة الوزراء في البلاد. وقال المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد محجوب حينها، إن "الضيف القطري أجرى مباحثات مع الرئاسات الثلاث بشأن تعزيز التعاون بين البلدين، وتأكيد دعم الدوحة للحكومة العراقية الجديدة".
في بغداد تجتمع وفود الدول الكبرى والإقليمية في كل مرحلة من نقاط التحول في الصراع او تنقلات المتحالفين، فالبلد الذي مزقه الغزو الأمريكي عام 2003 لا يزال ساحة للصراع، وفي المقابل تملك بغداد فرصة لتكون دولة محورية بسبب حاجة الجميع لها.
ما يدفع قطر لتعزيز علاقاتها مع العراق، هو شعورها ان ازمتها مع السعودية والامارات قد تحولت الى صراع مستديم وبالتالي عليها الإقلاع بعيدا بدون أي خيط للعودة، ومنذ البداية توجهت نحو المحور الذي تحاربه في سوريا، فهي تدعم الجماعات المسلحة في سوريا التي تقاتل ضد الجيش السوري والجماعات المسلحة الإيرانية والعراقية.
تواصل قلق
ورغم ذلك الصراع الكبير في سوريا الا انه ثمة حبل تواصل كبير جعل من تمتين علاقاتها مع ايران وتشكيل ما يمكن ان نطلق عليه الشراكة الايرانية القطرية بالتعاون مع تركيا والعراق.
وما يعجل في تعزيز التواجد القطري في العراق، هو موت فكرة الصراع الطائفي وبروز التنافس السياسي بين دول الشرق الاوسط، فالطائفية باتت غير مرغوبة لدى اغلب شعوب المنطقة، وبالتالي اصبح من الممكن بناء علاقات قوية بين قطر التي تمثل احد محاول الدول السنية، والعراق الذي تحكمه اغلبية شيعية متحالفة مع ايران ولدى القيادات العراقية علاقات مع حزب الله وفصائل شيعية في سوريا واليمن وحتى المعارضات الخليجية الشحيحة.
لكن الطريق ليس معبدا امام الدوحة لتجعل من بغداد نقطة ارتكاز لسياستها الجديدة في المنطقة، فالعلاقات القطرية العراقية ورغم هذا الانفتاح الواسع لا تزال اسيرة التقارب القطري مع ايران، فالتوجه الخليجي من العراق مرتبط بالصراع الدائر في المنطقة وتوازن القوى فيه.
المشكلة الثانية تتعلق بتشتت القوى السياسية العراقية حتى داخل الطيف الواحد، فلا توجد سياسة عراقية موحدة، ولا رؤية ثابتة للقضايا الإقليمية، وهي في الغالب تسير في احد الافلاك الامريكية او الإيرانية، وبالتالي فان أي توتر بين تلك الدول او تقارب من نوع معين، قد يهدم ما تم بناؤه لسنوات.
اضف تعليق