عندما بدأت سنغافورة حياتها عام 1965 كبلد مستقل ومنفصل، لم يكن لها حينذاك مستقبلا واعدا. حيث كانت بلدا صغيرا ومتخلفا ليس فيه موارد طبيعية، سكانها كانوا نسبيا من المهاجرين الجدد يجمعهم القليل من التاريخ المشترك. اول رئيس وزراء لسنغافورة (لي كوان يو)(1) كان له الدور الرئيسي في تحوّل البلاد. هو اطلق على جزء من مذكراته اسم "من العالم الثالث الى الاول".
اسباب النجاح الاقتصادي لسنغافورة
اولا، موقعها الاستراتيجي ومينائها الطبيعي كانا من العوامل التي ساعدت في ذلك.
هي تقع عند مصب مضيق ملقا الذي تمر من خلاله 40% من تجارة العالم البحرية. وهي كانت مركزا تجاريا هاما في القرن الرابع عشر ومرة اخرى في القرن التاسع عشر حينما قام الدبلوماسي البريطاني (السير ستامفورد رافلز) بتأسيس المدينة الحديثة.
حاليا تُعتبر سنغافورة احدى اعظم دول العالم ديناميكيةً، حيث حققت في ظل حكم (لي كوان يو) معظم نجاحاتها الاقتصادية الكبيرة.
ثانيا، في ظل حكم لي كوان يو، رحبت سنغافورة بالتجارة الاجنبية والاستثمار. الشركات المتعددة الجنسية وجدت في سنغافورة مركزا طبيعيا جاذبا ونالت التشجيع نحو التوسع والازدهار.
ثالثا، الحكومة اُبقيت صغيرة، فعّالة ونزيهة وهي مزايا لم تتوفر لدى جيرانها. كانت سنغافورة بانتظام تتصدر استطلاعات الرأي في سهولة ممارسة الاعمال.
غير ان المدينة الجزيرة لم تكن مثالية. فهي رغم ما تميزت به من نظافة ورتابة، لكنها تخضع لنظام عقوبات قضائي شديد القسوة، الصحافة مذعنة، والسياسات الاجتماعية غير ليبرالية. ونادرا ما يُسمح بمظاهرات الاحتجاج.
كان (لي كوان يو) يرى ان اسلوبه السلطوي في الحكم هو عنصر ضروري في نجاح سنغافورة، مؤكدا على حساسية الجزيرة وسط دول الجوار المعادية.
غير ان الشباب من السكان يتسائلون الآن ما اذا كانت سنغافورة حقا بتلك الدرجة من الهشاشة، وهم مستاؤون من القيود المفروضة على حريتهم.
اضف تعليق