q

المعتقلون الشرفاء تعرضوا للاعتقال التعسفي بسبب المطالبة بالإصلاح الشامل ودولة القانون والمؤسسات، ومحاربة الفساد والمفسدين والسرقات، ولأجل الدفاع عن حقوق المجتمع وعن المظلومين بشكل سلمي وحضاري، وإذا حدث تحسن وحصل بعض المواطنين على بعض حقوقهم المسلوبة، فذلك يعود لجهود وتضحيات الذين يقبعون في زنزانات الإعتقال،.. المعتقلون الأبطال لهم حقوق على المجتمع، وكذلك لعوائلهم الكريمة والعظيمة، التي تفتخر وتتشرف بدور أبنائها، وسيكتب التاريخ عن دورهم النضالي، وهم يستحقون وقفة تضامن. رغم آلام الفراق والشوق والحنين، والتفكير بمصير المعتقلين في السجون، المصحوبة بآلام ودموع ولوعة تمر كل لحظة على كل معتقل - وعلى أهله -، فهم بشر يحبون الحياة ويحبون أهلهم ومجتمعهم ووطنهم وهو ما جعلهم يطالبون بالإصلاح ويتعرضون للإعتقال التعسفي، ومن الكلمات المؤثرة ما كتبه والد المعتقل البطل أحمد بوخمسين المعتقل منذ 3 سنوات: ضاقت الدنيا وضاق بي كل فسيح، فاض حزني وتقيح قلبي الجريح، إلى متى يا ولدي تبقى في سجن كليح، اما آن لك الخروج وتحطم قيدا أو بابا.. ويطيح؛ متى أستريح؟.

أين تضامن ومسؤولية المجتمع اتجاه المعتقلين الشرفاء الأبرياء وعوائلهم؟.

تحية لكل المناضلين والمعتقلين الأحرار في وطننا والعالم، وتحية خاصة لمن شارك في المظاهرات والحراك المطلبي في المنطقة وبالخصوص في شهر مارس 4 -11 في الهفوف و11 في العمران وغيرها بالأحساء، حيث استخدمت السلطة في 11 مارس قبضتها الأمنية القمعية بمشاركة قوات خاصة وطائرات الهليكوبتر، وقامت باعتقالات تعسفية طالت العديد من الشباب والشيوخ والأطفال، وتعرض العديد منهم للتعذيب والإعتقال والسجن، ولغاية اليوم يوجد العشرات من أهالي الأحساء في زنزانات الإعتقال التعسفي، وعلى رأسهم الرمز البطل الشيخ توفيق العامر، والناشط الاستاذ فاضل السلمان، وكمال الدوخي وغيرهم من النشطاء الأبطال، مما يستحقون وقفة تضامن ودعم من أبناء الأحساء خاصة ومن أبناء الوطن والعالم بشكل عام، فهؤلاء أبطال ورموز تحركوا ونزلوا للشوارع للمطالبة بالإصلاح بشكل سلمي بما فيه فائدة للوطن ولكافة المواطنين، ولإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء.

السلطة والوجهاء إتفاق لوأد الحراك المطلبي السلمي

لقد أثبت أهالي الأحساء وبالخصوص الشباب انه يملك القوة والشجاعة لقول كلمة لا للسلطة، ولمن يعمل لخدمة مشروعها التدميري، الذي أدى إلى وقوع مجزرة الدالوة في الأحساء حيث سقط عدد من الشهداء والجرحى في ليلة عاشوراء الإمام الحسين (ع) 2014م، إذ إن الحادثة الإجرامية وقعت نتيجة سياسة السلطة في إثارة النعرات الطائفية والتجييش ضد فئات وطنية في مؤسساتها الرسمية، ولو تم دعم إرادة الإصلاح والتغيير في الوطن والوقوف مع الشباب الغاضب لتمكن الوطن من منع حدوث مجزرة الدالوة وغيرها.

لقد وقعت أكبر جريمة بحق الوطن والمشروع الإصلاحي من خلال قتل روح الثورة لدى الشباب وتحقيق الإصلاح الحقيقي، من قبل من حاولوا تنصيب أنفسهم أوصياء على المجتمع، وانهم ممثلين للشباب، حيث أتفق هؤلاء مع السلطة على بنود الظاهر منها انها في خدمة المواطنين والوطن، ولكنها في الحقيقة محاولة من السلطة الخبيرة لقتل روح الثورة والحراك في مهده لدى شباب الأحساء الذين تمكنوا من التحرر من القيود، ومن التبعية للشخصيات والوجهاء الإجتماعية والدينية، من خلال إعادته إلى (..) الوجهاء والشخصيات التقليدية التي ترفض التغيير وتجاوزها. والأكثر الما وحسرة ان هناك شخصيات تشعر بالفخر بهذا الإتفاق مع السلطة بإطفاء شعلة الحراك المطلبي لأهل الأحساء على انه انجاز لها!.

خسارة فادحة للأحساء والوطن

إن قتل روح الحراك المطلبي لدى شباب الأحساء، دون تحقيق مطالب المتظاهرين وهو الإصلاح الشامل الحقيقي، خسارة فادحة جدا بل جريمة، فقد دفع المجتمع الكثير من أجل تحقيق الإصلاح الحقيقي في الوطن، والإفراج عن كافة المعتقلين الأبطال الشرفاء في أرجاء الوطن منهم الداعية الحقوقي الشيخ توفيق العامر، الذي أعتقل بطريقة العصابات عبر الاختطاف من الطريق العام.

لقد تظاهر الشباب الأحسائي للمطالبة بالحقوق، والإصلاح ومحاربة الفساد في الوطن، والإفراج عن المعتقلين، ورحيل محافظ الاحساء عبر شعار ارحل ارحل يا بدر، ولكن للاسف الشديد بعد كل هذه التضحيات، هناك من عمل بقصد أو من غير قصد ووعي أو طيبة أو...، في عدم تحقيق تلك المطالب، حيث إن الشيخ توفيق العامر مازال في السجون وقد حكم عليه بالسجن 8 سنوات والمنع من السفر 10 سنوات، وما زال العديد من أبناء الأحساء في المعتقلات منهم فاضل السلمان، كمال الدوخي، والشاب أحمد أبو خمسين، وشباب حركة 4 مارس الفيسبوك وغيرهم، ومازال محافظ الاحساء مستمرا لغاية اليوم في منصبه، ولم يتحقق الإصلاح والتغيير في الوطن كما يتطلع الشعب.

الشعوب الحية تنتصر لمعتقليها الأحرار

تحية تقدير وإكبار لكل من شارك ودعم وساند الحراك والتظاهر في الأحساء، ولكل من تضامن ويتضامن ويساند المعتقلين وعوائلهم، وكل من يحاول المحافظة على روح الثورة والحراك والإصلاح والمطالبة بالحقوق والإفراج عن المعتقلين، وأحياء الذكرى والمناسبة لمظاهرات وحراك مارس ليبقى حيا ونبراسا للعطاء والتضحية، فالشعوب الحية هي من تنتصر لمعتقليها الأحرار الأبطال وتمجدهم، ولا تتنازل عنهم.

هل ممكن أن تشهد المنطقة تكريما لكل من تعرض للإعتقال التعسفي؟.

وأخيرا؛ بفضل جهودكم أيها الشباب الأبطال ومحافظتكم على روح الثورة، وبفضل تضحيات المعتقلين الشرفاء، والتضامن معهم وعوائلهم، ودعم الحق والحقيقة والعدالة، ستنتصر إرادة التغيير، فالتغيير قادم.

هل ستبادر السلطة الإستجابة لمطالب الشعب عبر تحقيق الإصلاح الشامل والإفراج عن المعتقلين المظلومين؟.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق