يتمتع جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد، بخمسة أشياء يفتقر إليهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهم الذكاء والتعليم، والمبادئ، والخبرة والقدرة على التعبير، وبعد وصوله إلى البيت الأبيض، ترى صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن بولتون سيكون في القريب العاجل ثاني أخطر رجل في الولايات المتحدة...
يتمتع جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد، بخمسة أشياء يفتقر إليهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهم الذكاء والتعليم، والمبادئ، والخبرة والقدرة على التعبير، وبعد وصوله إلى البيت الأبيض، ترى صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن بولتون سيكون في القريب العاجل ثاني أخطر رجل في الولايات المتحدة.
يأتي هذا التعيين في وقت يُفترض أن تبدأ فيه مفاوضات تاريخية مع كوريا الشمالية، ومع اقتراب الحسم في مستقبل الاتفاق النووي مع إيران الذي كان جون بولتون، السفير الأسبق للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، من أشد منتقديه.
يعتبر بولتون من المدافعين الشرسين عن استخدام القوة في الساحة الدولية، وهو لا يتفق مع الرئيس الأمريكي في كل الملفات. وعلى رأس هذه الملفات حرب العراق التي ساهم بولتون في إطلاقها، بينما عبر ترامب أكثر من مرة عن معارضته لها. وبالإضافة إلى موقفه الداعم لاستخدام القوة ضد كوريا الشمالية وإيران، لبولتون أيضا آراء مثيرة للجدل فيما يتعلق بملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويتوقع بعض المراقبين أن يدعم سياسة خارجية صدامية خاصة مع روسيا. فمن يكون المستشار الجديد للأمن القومي الأمريكي وكيف سيؤثر تعيينه على الشرق الأوسط؟.
ولا يكن الصقر الجمهوري أي ود لإيران وحزب الله، وعندما كانت دول مجلس الأمن تحاول التوصل لوقف حرب تموز 2006 في لبنان، أبدى مستشار الأمن القومي الجديد في واشنطن، إمتعاضه من موقف رئيس الحكومة يومها، فؤاد السنيورة الرافض لإدراج القرار 1701 تحت الفصل السابع. وبحسب معلومات نشرتها صحف عربية، فإن بولتون أبلغ من التقاهم من اللبنانيين يومها ما يلي،" الحكومات عادة تطالب بإدارج القرارات تحت الفصل السابع لحماية سيادتها، وإذا ما استمر السنيورة في معارضته فسيسقط لبنان بقبضة حزب الله".
تعيين بولتون في منصب مسؤولية لم يكن مفاجئا وإن عبر هو نفسه عن عدم توقعه لهذا القرار في تغريدة له على تويتر، فقد كان على لائحة الأسماء المرجحة لشغل المنصب إلى جانب كل من رئيس مجلس النواب السابق نيوت غينغريتش والسفير الأمريكي السابق في أفغانستان زلماي خليل زادة. وأضاف بولتون في تغريدته: " لدي آرائي وسأعرضها على الرئيس"، مدافعا عن ضرورة أن يتمكن ترامب من "تبادل الأفكار بحرية" مع مختلف مستشاريه، لكن آراءه هذه معروفة مسبقا في أمريكا بانها مستفزة ومثيرة للجدل تماما كشخصيته، ويوصف السياسي الأمريكي البالغ من العمر 69 سنة بأنه من الصقور المحافظين، مع أنه يرفض تصنيفه في هذه الخانة.
فيما يتعلق بملف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سبق أن صرح بولتون بأن حل الدولتين قد مات، وفي انسجام كبير مع توجهات ترامب قال بولتون مرارا إنه لا يرى مانعا في نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس، وذلك حتى قبل القرار الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وإعلان نية نقل السفارة الأمريكية إليها. وهذا ما سيعني المضي في سياسة ترامب المتعلقة بهذا الصراع كما يقول إدموند غريب الاكاديمي والخبير في الشؤون الامريكية.
بولتون "فعلا شخصية مثيرة للجدل وهذا ما جعل سياسيين جمهوريين مثل كوندليزا رايس وزيرة الخارجية سابقا وروبرت غيتس وزير الدفاع الأسبق ينصحان ترامب خلال حملته الانتخابية بعدم إعطائه أي منصب بمسؤولية مهمة، ومع ذلك اختاره ترامب لأنه يريد إلى جانبه أشخاصا قريبين منه أيديولوجيا وعقائديا وفي نفس الوقت يعتبر بولتون شخصية ذكية تعرف كيف تدافع عن أفكارها"، كما يقول المحلل السياسي ادموند غريب.
لا تفعل عودة بولتون سوى حمل المزيد من المياه إلى طاحونة من يعتقدون أنّ عدم الاستقرار هو أبرز سمات الإدارة الحالية. فحسب دراسة لمعهد "بروكينغز"، جرى تغيير أربعين في المئة من المناصب الاستراتيجية في فترة لم تتجاوز العام الواحد. ويخلف بولتون في المنصب الأمني الأهم في البيت الأبيض، مايكل فلين الذي كان في صلب الفريق الانتخابي لدونالد ترامب، قبل أن يغرب بسرعة، تاركاً المكان للجنرال هربرت ماكماستر الذي لم يعمّر بدوره طويلاً في المنصب.
تعني عودة بولتون، بحسب الصحف العربية، أولاً، انتهاء مرحلة طويلة من عملية انتقالية من البحث عن انسجام بين الصقور بعد خروج مجموعة كبيرة من الوجوه التي لا تقلّ صقورية عمن احتفظوا بمناصبهم (أو خلفوهم فيها)، تجعل الفريق الجديد أكثر تماهياً بين أفراده ويسهل الحصول على الدعم المطلوب لتنفيذ سياساته دون التردد الذي طبع الأشهر الستة الأولى من عمر الترامبية. وتقول صحيفة "الاخبار" ان عودة جون بولتون تعني، وهو أبرز مُنظّري الحروب الوقائية في إدارة بوش الإبن، وطليعة المحرّضين على الحرب ضد العراق، ابتلاع الرئيس دونالد ترامب لكلّ ما قاله عن هذه الحرب باعتبارها "أسوأ قرار على الإطلاق، كلّف الولايات المتحدة ٤ آلاف مليار دولار دون عائد يُذكر".
اننا إزاء إدارة "بوشية" من دون بوش. فمع تصدّر بولتون الأمن القومي، تستقر أعمدة الإدارة الأميركية الجديدة على تحالف اليمين الأصولي المسيحي مُمثلاً بنائب الرئيس مايك بنس، مع المحافظين الجدد الذي يلمُّ شملهم محافظٌ آخر ومايك آخر، هو وزير الخارجية المُعيَّن مايك بومبيو، إلى نواة الدولة العميقة والعسكرية التي يُشكِّل دائرتها الصلبة وزير الدفاع الجنرال جايمس ماتيس، وكبير موظفي البيت الأبيض الجنرال جايمس كيلي.
اضف تعليق