q

لا نعرف الى أي مدى يمكن أن يصمد عنوان من هذا النوع، أمام من ينظر الى الجوائز الأدبية كأنها (المنقذ) الوحيد للفكر، وكي لا نرتكب حماقة ما، علينا أن نعترف بحقيقة أنّ النسبة الأعظم من الكتّاب ينظرون الى الجوائز كأنها منقذهم الوحيد، وحتى نكون أكثر إنصافا، هذا لا يتعلق بالكتاب الشرقيين أو العرب وحدهم.

فحتى كتَاب الغرب (أمريكا وأوربا)، وكتاب (الصين واليابان والهند، وأفريقيا، وكتاب أمريكا اللاتينية)، النسبة الأعظم من هؤلاء يعتمدون على الجوائز لتحقيق شهرتهم، فما أن يتم إعلان فوز رواية ما لكاتب ما بجائزة غربية مرموقة كـ (البوكر) البريطانية مثلا، حتى يصبح أشهر من نار على علم، وتجري شهرته كالنار في الهشيم، وتُباع من روايته مئات الآلاف من النسخ، كما حدث مع الفائز بجائزة نوبل للآداب لهذه السنة البريطاني الياباني الأصل (كازو إيشيغورو).

من الجيد أن نمر سريعا بفحوى وخصائص هذه الجائزة التي بحسب الأكاديمية السويسرية، من أشهر وأقدم الجوائز العالمية وأكثرها شهرة وأكبرها قيمة، سواء من حيث قيمتها المادية، أو من حيث قيمتها الأدبية والمعنوية، وتكون حلما لكثير من العلماء والباحثين والأطباء والأدباء والسياسيين وغيرهم، فقد حصل عليها الكثيرون في شتى المجالات.

وتمنح الجائزة في تاريخ 10 ديسمبر من كل عام لمن يقوم بالأبحاث البارزة أو لمن يستطيع أن يبتكر تقنيات جديدة، إضافة إلى إنها تعطى للشخصية أو المجموعة صاحبة أكثر أو أفضل عمل يهدف إلى ترسيخ و تنمية علاقات الإخاء بين الأمم، توحيد و نشر قيم السلام، والنضال من أجل السّلام والقيام بخدمات اجتماعية نبيلة، حقوق الإنسان، المساعدات الإنسانية والحرية، كذلك تمنح للأشخاص الذين قدّموا أكبر فائدة للبشريّة باختراعاتهم، واكتشافاتهم في مختلف المجالات من المعرفة.

كذلك بحسب مفكرين وأدباء، يعد اسم (ألفريد نوبل) أحد أشهر الأسماء في العالم، وهو الذي علم البشرية كلها قيمة العلم والعلماء، وهو مكتشف مادة (الديناميت) وأرادها أن تستخدم في أغراض الخير مثل: نسف الجبال, وشق الطرق, وحفر الآبار... الخ, ولم يكن يتوقع استخدامه في النزاعات حيث استخدم العسكريون (الديناميت) كمادة للحرب والهلاك والدمار مما أدى إلى موت الكثير من الأفراد رجالاً ونساءً وأطفالاً بلا ذنب، ونتيجة لذلك حزن (الفريد نوبل) حزنا شديدا وندم ندما عظيما وقرر أن يهب كل ما كسبه وحصل عليه من هذا الاختراع لكل عالم مفكر أو أديب بارع يهدف إلى الخير والسلام والإصلاح.

وقد ارتبطت جائزة نوبل بالذات، بأسماء العباقرة من المفكرين على مر العقود المتعاقبة، منذ أن انطلقت هذه الجائزة، ولكن هناك جوائز كبيرة أخرى، وتعود بالشهرة على الفائزين بها، ليس في مجال الفكر والرواية فقط.

فهنالك جائزة الأوسكار في الفن السينمائي، فأين تكمن الخيانة هنا؟؟ وهل هي مجودة بالفعل، أم لا تعدو كونها تكهنات لا أساس لها من الصحة، وربما يكون مصدرها بعض الحاقدين أو الفاشلين الذين لم يتسنَ لهم الفوز بها، فيلصقون بها التهم الجاهزة، فمثلا هناك من يستغرب هذا الإقصاء المتواصل الذي تبديه المنظمة القائمة على جائزة نوبل تجاه الأدباء العرب وربما المسلمين.

جرى هذا مع الشاعر الفلسطيني (محمود درويش) الذي غادر عالمنا ولم يحصل عليها، وكذا الحال مع الكاتب المصري (يوسف إدريس) الذي تم تجاهله لأكثر من مرة، واليوم يتكرر الإقصاء من الشاعر السوري (أدونيس)، الذي تقول بعض المصادر أنه ترشّح لهذه الجائزة تسع مرات لكنه لم ينلها!!، فهل الأدباء العرب والمسلمون لا يستحقون هذه الجائزة فعلا أم هناك إبعاد متعمَّد تقوم به منظمات وشخصيات يهودية متنفذة ومتحكمة بشؤون الجائزة.

فهل هذه (خيانة) للمبادئ التي وضعها مؤسس وممول هذه الجائزة، أم أن واقع الحال لا يتجاوز التكهنات والإشاعات والتصريحات الكارهة والحاقدة لا أكثر؟، على لكن ماذا يمكن أن نحصل عندما نبحث في القرائن، أيمتلك أولئك الذين يصرحون بالخيانة المزعومة ما يؤكد أقوالهم، أو (اتهاماتهم) التي لا تصمد أمام عدالة الجائزة والمنظمين لها؟.

ربما لا نعثر على مثل هذا اللغط في العالم الغربي، فعلى الرغم من أن هذه الجائزة غربية المنشأ والتمويل والتنظيم، لكن لم نجد أقاويل تضاهي تلك التي تصدر من كتاب خارج أوربا والغرب من العرب، كأن الجائزة مخصصة لهم، فيسمون القائمين عليها بالخيانة!.

ومن عجائب العرب، أنهم (المفكرون، الأدباء، المثقفون)، أو الأصح بعضهم أدانوا (نوبل) والبوكر، لكنهم أقاموا جوائز للرواية تستعير بعض أسماءها من تلك الجوائز المؤسَّسة في الغرب، وقد أثيرت حولها آراء أيضا، وأقاويل ودعايات تحمل الغرابة والعجب، وتسللت بعض أقاويل الذمّ الى هذه الجوائز؟، أهي إذاً حالة مرضية لازمت الوسط العربي المثقف أم ماذا؟، ما هي الإجابة التي لا تداهن هذا الواقع المصنوع من هشاشة واهتزاز بالثقة، أم توجد بالفعل علامات لا يمكن دحضها، تمسك الخيانة متلبّسة بالجرم.

لا يمكن بالطبع إثبات شيء قاطع، ولكن كما يُقال (لا يوجد دخان من دون نار)، أي طالما نشم رائحة دخان، فلابد أن تكون هناك نار، وهذا يعني أنه طالما توجد إشاعات عن (لا عدالة) نوبل وأخواتها، فإن هذا الواقع قد يكون بعيدا عن الحقيقة، ولكن تبقى هكذا تكهنات بحاجة الى دعم، فمن غير اللائق كيل التهم بلا حساب، كما يصح القول أن الصمت على تأشير (حصر) نوبل بأسماء في رقعة جغرافية بعينها، لا يبدو صحيحا، إذا لم نقل أنه ظلم من العيار الثقيل.

اضف تعليق


التعليقات

مرتضى المدني
العراق
اخي العزيز جائزة نوبل جائزة مسيسة تخضع لازدواجية واضحة وليس فيها اي معايير حقيقية بل هي ترضيات داخلية، والدليل على ذلك نوبل للسلام ونوبل للآداب، فهل سمعت في التاريخ ان الجائزة تعطي لمغني، وما علاقة الغناء بالادب، حتى المغني ديلان رفض في البدء استلام الجائزة؟؟
اتصور ان من يحدد الجائزة هم :
الرعاة الماسونيون2017-10-08