شرعت القوات المسلحة العراقية المقتدرة يوم ٢٠/٨/٢٠١٧ بشن هجومها المرتقب على مواضع العدو في تلعفر لتحريرها من ارهاب جاهل مكث هناك في ربوعها ثلاث سنوات ونصف... هجوم مؤشراته الأولية تبين أنه قد حقق أهداف صفحته الأولى في التقرب الى حدود المدينة وصفحته الثانية في تحرير الأحياء السكنية بوقت قياسي، من هذا وحجم القوات الهاجمة وطبيعة تشكيلها من صنوف متعددة ونوع التسليح والقوة الجوية الداعمة عراقياً ودولياً والمدفعية الساندة يمكن القول ودون أدنى شك:
ان معركة تلعفر محسومة نتائجها بتحرير هذا القضاء وما حوله واعادته وباقي المناطق الى حضن الوطن العراقي كما كان جزءً منه مهما.
وان هذا الهدف تحقق بوقت قصير جداً بحسابات المعارك العسكرية بالمقارنة مع معركة الموصل ومعارك أخرى في مناطق أخرى قد سبقتها.
ويمكن القول أيضاً ان المشكلة في قضاء تلعفر الذي تحرر وغيره من المناطق التي ستتحرر وستعاد الي سابق عهدها جزءً من الوطن العراقي العزيز ليس في فعل التحرير الذي سيحصل حتماً لما تمتلكه القوات المسلحة العراقية الهاجمة من قدرات وامكانيات مادية جيدة ولما تتمتع به من معنويات عالية، وانما في عودة هذه المدينة ذا التركيبة الاجتماعية الخاصة والموقع الجغرافي الحساس الى سابق عهدها متآخية فيها المكونات، راضية بعيشها، مقتنعةً بعلاقات متوازنة فيما بينها، اذا ما أخذنا بنظر الاعتبار تعقيدات هذه التركيبة في تلعفر وقسوة عناصر الارهاب على بعضهم وغض الطرف عن أطراف أخرى ومن ثم دفع بعظهم باتجاه الهجرة من المكان ودفع البعض الآخر عمداً الى البقاء مدعومون بالمباركة، تعامل مشبوه النوايا تسبب في إيجاد شروخ نفسية لدى الكثير من الأبناء تحتاج ازالتها أو التخفيف من وقعها الى حصافة في التقدير وعقلية جيدة في التخطيط وحسن نوايا في التعامل، وبعكسه ستتعزز الآثار السلبية وستزداد التعقيدات وكذلك معالم الاضطراب.
ان ما مذكور ومعها مشاكل عودة النازحين واعادة البنى التحتية والاجراءات الأمنية جميعها مشاكل تحتاج الى جهد من الدولة كبير الى أن تعود تلعفر كما كانت مدينة عراقية تعيش فيها أقوام مختلفة ومذاهب متعددة وديانات متنوعة عيشة مواطن من الدرجة الأولى له حقوق وعليه واجبات.
والى أن يتحقق هذا اليوم ستمر تلعفر وستمر مؤسسات الدولة معها بامتحانات عسيرة نأمل اجتيازها واختصار زمن اعادة التطبيع على حياة ما بعد التحرير التي سوف لن تكون سهلة بأية حال من الأحوال.
اضف تعليق