يحكي لي صديقي مهيمن عن محنته، فهو يعيش في منطقة تسمى بالسعادة، لكنها على النقيض تماما من صفة السعادة، حيث تنعدم فيها الخدمات، وتسكنها طبقة من محدودي الدخل، فهم دائما تحت الضغط المادي، تقع منطقة السعادة على طريق بعقوبة القديم، الذي تتميز اغلب مناطقه بتخلف الخدمات المقدمة مع كثافة سكانية، وعندما نتحدث عن مصائب الناس هناك، فان أكبر مصائبهم هي انتشار الأمراض التي تفتك بالناس، نتيجة التلوث المحيط بحياتهم.
لكن تفتقد مناطق الأطراف لوجود مستشفى، فقط تتواجد عيادات صحية بائسة، بكوادر غير خبيرة، فالدولة انشغلت في صرف الأموال على الأرصفة والمولات، وتجاهلت قضية بناء مستشفى للمناطق المنكوبة صحيا، فقط لان هذه المناطق يسكنها الفقراء.
● ما سبب تلوث الماء؟
يمكن تعريف التلوث بأنه اختلاط المياه بعناصر أو مواد تؤدي إلى إحداث تغيير بخصائصها إما باللون أو الطعم أو الرائحة، بحيث تصبح غير صالحه للاستعمال، ومصادر تلوث المياه كثيرة ومتعددة، قد تكون مواد صلبة تلقى في الأنهار، وقد تكون سائله تتسرب إلى المياه الجوفية، وأهم ملوثات المياه هي: مياه الصرف الصحي، من خلال إيصال خطوط الصرف الصحي إلى النهر أو الحفر الامتصاصية في المنازل، التي تؤدّي إلى تسرب مياهها إلى المياه الجوفية، وهنا يكون الخطر أكبر.
يتضح لنا مدى التقصير الحكومي وتسببه في حصول التلوث، فلو قامت مؤسسات الحكومة بواجبها لانخفاض مؤشر التلوث، مع علامة كبيرة وفاضحة لغياب ثقافة النظافة عن مجتمعنا.
● ما هي الأمراض التي يسببها الماء الملوث؟
الأمراض التي تسببها المياه الملوثة كثيرة، نذكر هنا اهمها:
أولا داء الأميبيا: وهذا المرض يصيب الأمعاء والكبد. ثانيا: مرض الكوليرا: من أعراض هذا المرض الإسهال والقيء مما يؤدّي إلى نقص السوائل عند المريض وبالتالي الوفاة إذا لم يتم معالجته وقد ينتشر هذا المرض على شكل وباء. ثالثا: مرض الإسهال: خاصة عند الأطفال. مرض التهاب الكبد: يسبب التعب والحمى وآلام حادة في البطن الإسهال. رابعا: مرض الملاريا: يسبب هذا المرض أنثى البعوض ويتنقل بسرعة كبيرة حيث كان هذا المرض من أكثر الأمراض خطورة قبل اكتشاف المضادات الحيوية. خامسا: مرض شلل الأطفال: قد يصيب الأطفال حديثي الولادة الذين لا تتوفر لهم النظافة اللازمة.
ومع هذا الكم المخيف من المصائب الصحية، لكن لا تتواجد مستشفيات في أطراف بغداد، فقط هنالك عيادات بائسة بكوادر شابة للتو تتعلم، مما يعني جعل الناس أمام مخاطر الموت ودوامة الأمراض المستمرة.
● الحاجة الماسة لمستشفى بالأطراف
عشرات الإحياء الفقيرة وذات الكثافة السكانية الكبيرة، مع انتشار مخيف للفقر والجهل، وتواجد مقالع النفايات في محيط هذه الأحياء، كل هذا كان يوجب أن تصحو ضمائر الساسة من سباتها الطويل، ليسرعوا في إسعاف الناس في هذه المناطق، عبر إنشاء مستشفيات، بعد زمن طويل من الظلم الصدامي، لكن يبدو أنهم وجدوا في منهج صدام الخير، فأصبحوا يسيرون بسيرة صدام، مما أنتج ظلم كبير للشعب العراقي.
فمع انتشار الأمراض وبشكل وبائي، فان الحاجة ملحة لإنشاء مستشفيات متطورة في إطراف بغداد، فالحفاظ على المجتمع من الخطر هو من أساسيات العقد المبرم بين الشعب والسلطة.
● نريد مستشفى في الأطراف
حلم كل مواطن من سكنة الأطراف أن يتم أنشاء مستشفى عام، هذه المعاناة ومنذ عقود وهي تلازم طبقة كبيرة من محدودي الدخل والفقراء، فالأنظمة المتعاقبة لا تبني مستشفيات الا في المناطق التجارية أو المرفهة، أم المناطق الفقيرة فإلى الجحيم، هذا حال لسان الأنظمة من عهد صدام والى الان، والمصيبة الأكبر هو صمت هذه الطبقة، بل هي تعطي أصواتها للطبقة السياسية من دون مقابل، أي هي مستسلمة لعملية السحق واغتصاب الحقوق، مما جعل الطبقة الحاكمة تتمادى في ظلمها الموجه لسكان هذه المناطق.
● دعوة
هنا دعوة لأهالي الأطراف لتوحيد جهودهم، والضغط على الحكومة عبر التظاهر السلمي المستمر، الى أن تركع الطبقة الحاكمة وتؤدي عملها على أكمل وجه، لان الطبقة الحاكمة مستهترة لا يرجعها للصواب الا قوة الإرادة الشعبية.
وعلى الكتاب أصحاب الضمير، تناول قضية عدم انشاء مستشفيات في الأطراف الفقيرة من بغداد، فهذا دين في أعناقهم، وبأقلامهم من الممكن أن تعود الحقوق.
وعلى الطبقة السياسية أن تعود لرشدها، وتفهم مطالب الجماهير الفقيرة، وتقوم بواجبها الذي قصرت فيه لسنوات طويلة، فقد طال زمن الظلم.
اضف تعليق