الحرب في شرق سوريا هي شكليا حرب تدور رحاها بين القوات السورية النظامية وحلفائها من جهة، وبين عناصر تنظيم داعش الارهابي ومجموعات مسلحة معارضة للنظام ومدعومة من واشنطن من جهة اخرى، فبعد ان تمكن الجيش العربي السوري وحلفاءه المدعومين من روسيا من اكمال تحرير محافظة حلب في الشمال وحمص في الوسط بدأت قواتهم تتحرك نحو الشرق وبالتحديد نحو الحدود العراقية - الاردنية عند معبر التنف الحدودي، من اجل اكمال تامين وسط سوريا وقطع اي امداد للمعارضة او لتنظيم داعش الارهابي من داخل العراق او الأردن.
الا ان هذه القوات المتقدمة واجهة معارضة من جانب الولايات المتحدة، بل وصل الامر الى استهداف تقدم الجيش العربي السوري نحو الشرق، بحجة حماية المعارضة السورية المعتدلة، وحماية اللاجئين، كما يدعي الامريكان؛ وان هذه المنطقة مشمولة باتفاقية التهدئة في بعض المناطق في سوريا والتي اعلن عنها خلال اجتماع استانا الاخير، وان تقدم هذه القوات يشكل تهديدا للوجود الامريكي في المنطقة.
وبالإضافة الى قصف التحالف الدولي بقيادة امريكا رتلاً عسكريا للجيش العربي السوري وحلفاءه القى هذا التحالف بعد مدة مناشير على مناطق تواجد هذه القوات تحذرها من التقدم اكثر، وتطالبها بالتراجع الى حاجز ظاظا داخل البلاد، والملاحظ ان هذه المنطقة كانت تحت سيطرة تنظيم داعش الارهابي، الذي كان متمركزا على طول الحدود مع العراق الى الاردن، وخاصة في مدينة تدمر الاثرية، وان مهمة التحالف الدولي هي محاربة تنظيم داعش الارهابي وليس الجيش السوري النظامي وحلفاءه، وان تنظيم داعش الارهابي لازال منتشرا حول مدينة دير الزور.
وقد بدأ بهجوم واسع على هذه المدينة ليكون عامل ضغط على الحكومة السورية لوقف تقدم قواتها نحو الحدود العراقية، لهذا فان استهداف التحالف الامريكي للجيش العربي السوري وحلفاءه يعني ان الحرب في سوريا بدأت تدار بأسلوب جديد غير المتبع في السابق، وهو الحرب المباشرة بدل الحرب بالوكالة، فبعد ان فشلت ما تسمى بالمعارضة السورية بكل اطيافها (الجهادية والمعتدلة) من تحقيق اهداف الدول ذات المصالح في سوريا، بدأت هذه الدول بالدخول للميدان بشكل مباشر والمواجهة وجها لوجه من اجل فرض اجندتها واهدافها.
ان سباق الجيش العربي السوري وحلفاءه من جهة، والتحالف الغربي-الامريكي وقوات ما تسمى بالمعارضة المعتدلة من جهة اخرى على شرق سوريا لم يأتي من فراغ، بل لأهمية المنطقة من الناحية الاستراتيجية والاقتصادية والعسكرية لكلا الطرفين، ان الصراع بين القوتين للسيطرة على الشرق السوري له اهدافه واسبابه، وسيكون صعبا ومكلفا، وهناك عدة اسباب لهذا التسابق والصراع، منها:
1- الحصول على خط امداد النفط والغاز عبر منطقة الجزيرة السورية الى تركيا واوروبا، بعد ان فشلت او أُفشلت الخطط الامريكية بإقامة اقليم واسع يضم غرب العراق وشرق سوريا من خلال سيطرة داعش الارهابي عليه عام 2014، بعد تقدم القوات العراقية واستعادتها السيطرة على مناطق تواجد تنظيم داعش الارهابي في الانبار والموصل ولم يتبقى الا مناطق قليلة، ووصول الحشد الشعبي الى الحدود السورية لإحكام السيطرة على الحدود، هنا بدأت امريكا تخشى من خروجها من المنطقة بالكامل، وخشيتها من التقاء الجيش العربي السوري وحلفاءه مع القوات العراقية، بدأت بالتعاون مع بعض دول المنطقة بتواجد قواتها بصورة مباشرة في شرق سوريا لتامين هذا الشريط الشرقي لسوريا وربطه مع مناطق شمال سوريا التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (ذات الغالبية الكردية) في الحسكة والقامشلي وتل ابيض والطبقة، خاصة وان هذه القوات على مقربة من الرقة التي قد تنتزعها من تنظيم داعش الارهابي الذي بدا يتراجع عنها.
2- احتواء المنطقة على احتياطي كبيرة للغاز، فحسب الدراسات الحديثة؛ تبـدأ آبــار الجزيــرة السورية بالنضــوب اعتباراً مـن عــام 2022، بينمـا بـاقي الحقــول في الباديــة والساحل، إن بــدأ اسـتغلالها عام 2018، ستبقى حتى عام 2051 على الأقل، وترتيب سوريا لعام 2008 كان في المرتبة (43) عالمياً في احتياطي الغاز، بينما تحتل المرتبة 31 باحتياطي البترول، أما في عام 2017 فان الاحتياطي السوري من الغاز في منطقة تدمر وقارة وساحل طرطوس وبانياس، هو الأكبر بين الدول الست، وقدر مركز (فيريل) للدراسات احتياطي الغاز السوري بـ(28،500) مليار متر مكعب وهذا يجعل سوريا، إن تمّ استخراج هذا الغاز ثالث بلد مصدّر للغاز في العالم، وسوف تحتل مركز قطر، بعد روسيا وإيران، إنّ ثلاثة حقول غاز متوسطة الحجم شمال تدمر، تكفي لتزويد سوريا كاملة بالطاقة الكهربائية، 24 ساعة يومياً، لمدة 19 سنة، وبما أنّ الجزيرة السورية، ومناطق سيطرة الانفصاليين، سوف تنضب من البترول خلال السنوات القليلة القادمة، فإنّ دعم واشنطن لهم مرهون بهذه الثروة.
ولهذا تدعم الولايات المتحدة الانفصاليين للوصول إلى دير الزور وجنوبي الرقة، عسى أن يستطيعوا ضمها إلى فيدرالية عربية - كردية، لان قيام فدرالية في محافظة الحسكة والقامشلي وحدها هو انتحار اقتصادي لعدم وجود موارد هيدروكربونية فيها، لهذا نرى سعي كلا من امريكا والاكراد السوريون وداعش للسيطرة على البادية السورية وخاصة مدينة دير الزور التي يحاصرها التنظيم منذ 2012، بدون اي دعم من امريكا او قوات سوريا الديمقراطية.
3- ان هدف امريكا وحلفاءها من السيطرة على شرق سوريا هو قطع سلسلة تحالف حزب الله اللبناني مع سورية والمدعوم إيرانيا، الممتدة من أفغانستان مرورا بإيران والعراق وسوريا ولبنان، وذلك لإسقاط محور المقاومة ضد النفوذ الأمريكي في المنطقة، ولحماية اسرائيل من اي خطر قريب منها، لان إقامة إقليم شرق سوريا سوف يقطع الإمداد البري من إيران إلى سوريا عبر العراق، خاصة وان اغلب الإمدادات الجوية والبرية من ايران الى سوريا تمر من هذه المنطقة، وان السيطرة عليها سوف يمكن قوات التحالف من كشفها والتحكم بها بسهولة، وهو ما يسهل من إضعاف النظام السوري الذي سوف يصبح مطوقا من ثلاث جهات وهي تركيا من الشمال والمنطقة الشرقية والأردن وإسرائيل جنوبا، ومن ثم إسقاطه وتفتيت سوريا إلى كانتونات طائفية، أو صوملة سوريا، لتحقيق الأهداف المرسومة لها، لان الاحتلال المباشر هو عمل مرفوض عالميا ومستهجن، وهو مكلف اقتصاديا أيضا، لذلك يلجأ إلى إثارة النزاعات القومية والطائفية وتمزيق الدول إلى دويلات وكانتونات طائفية، ومن ثم السيطرة عليها، واستغلالها لتحقيق أهدافهم السياسية والاقتصادية، بدون إن تكون هناك تكلفة مباشرة عليهم.
4- تقسيم سوريا الى عدة كيانات متناحرة، احدهما كردي انفصالي في المنطقة الشمالية الشرقية، وآخر سني تحت مسمى اقليم (حوران)، على ان يشكل الاقليمان مناطق عزل بين سوريا والعراق وايران في الشمال وبين سوريا وفلسطين المحتلة في الجنوب، والملاحظ ان المنطقة الممتدة على طول حدود سورية الجنوبية مع اسرائيل ستكون حاجزا بينهما، مضافا الى هضبة الجولان المحتلة، وبهذا توفر حماية اضافية مهمة لإسرائيل وتقطع اي صلة بين الدولة السورية والجولان المحتل.
5- دول الخليج العربية لم تكن بعيدة عن تشجيع ومساعدة إقامة مناطق في شرق سوريا خارجة عن سيطرة الحكومة السورية، لأسباب عديدة، منها، سعي خليجي لإبعاد النفوذ الإيراني والتواصل مع سوريا عبر العراق، وذلك باستخدام كل الوسائل الممكنة، حتى لو أدى ذلك إلى تدمير سوريا وتحويلها إلى دويلات متناحرة، وما نراه ونسمعه يوميا من تصريحات تصب في هذا الاتجاه، من خلال الدعم الإعلامي من قبل قناة الجزيرة والعربية، والقنوات الدينية المحرضة على الفتنة الطائفية في المنطقة، والدعم المالي المقدم إلى بعض المجموعات المسلحة في سوريا، واستضافتهم في هذه الدول وتقديم كل العون لهم من خلال عقد المؤتمرات التحريضية ضد النظام السوري.
ولا يخفى علينا خشية هذه الدول من نجاح تجربة الديمقراطية في المنطقة، والخوف من محاولة تطبيقها في دول الخليج العربية، إذ إن ثورات الربيع العربي، الممتدة من تونس إلى اليمن قد شجعت شعوب هذه الدول للمطالبة بالإصلاحات السياسية والديمقراطية، كما هو حاصل الآن في البحرين وشرق السعودية، ولكي يتم التخلص من هذا النموذج المزعج لدول الخليج، عملت على نشر الفوضى في العراق وسوريا ومحاولة تقسيمهما، لكي توهم شعوبها إن مصيرهم إن هم طالبوا بالإصلاحات سيكون مصير هذه الدول، وبهذا التقى هدفهم مع الأهداف الأمريكية – الغربية الاسرائيلية في هذا المجال.
6- الدور الايراني، بالنسبة لإيران، فإن معركة الحدود والاتصال بين قواتها المتواجدة في الداخل السوري والعراقي، هي هدف استراتيجي حيوي، خاصة بعد وصول قوات الحشد الشعبي العراقي الى حدود سوريا الشرقية، وان الجسر الجوي من خلال العراق الى سوريا لازال ساريا، بعد ان توقف عام 2014 بعد احتلال تنظيم داعش الارهابي للمنطقة، لذلك فان ايران تعمل كل ما بوسعها لتحقيق هذا الهدف، حتى لو كان مخالفا للإرادة الروسية، لان سيطرة المعارضة السورية على الحدود السورية العراقية يعني القضاء على النفوذ الايراني في المنطقة، وقطع اي امداد لقواتها في سوريا، لهذا فإن أيّ تصور سابق أو لاحق لتخلي طهران عن دمشق، هو امر غير متوقع، وان تقدم القوات السورية وحلفاءها الى شرق البلاد لم يتوقف رغم القصف والتحذيرات الامريكية، وانه على مسافة قريبة من الحدود، لان هذا الطريق الوحيد الذي يمكن لإيران امداد قواتها بالسلاح والمؤن، لان الطريق البحري اصبح مراقب بشكل كبير من قبل القوات الامريكية، تقدم القوات السورية وحلفائها اقلق الامريكيون وحلفاءها في المنطقة، لهذا هم يحاولون منع تقدم القوات السورية وحلفاءها عبر المناطق التي يتواجدون فيها.
7- روسيا من جانبها تمسك بالعصى من المنتصف ففي الوقت الذي دعمت وتدعم الحكومة السورية بكل قوة خلال تقدمها نحو مدينة تدمر الأثرية ودير الزور، من خلال قواتها الجوية المتواجدة في سوريا، واعتراضها الطيران الامريكي لأكثر من مرة، وتتعاون بشكل كبير مع ايران وحزب الله، وتندد باي قصف امريكي للجيش السوري، فإنها ايضا لها اتفاقات مع الجانب الامريكي، خاصة من ناحية احترام قواعد الاشتباك والابتعاد عن المواجهة المباشرة، وهي من ابتكر انشاء مناطق آمنة في سوريا، لهذا فأنها في الوقت الحالي لا يتوقع منها الكثير نحو امريكا، بل تركت مهمة المواجهة مع امريكا في شرق سوريا الى الجيش العربي السوري وحلفاءه، تجنبا لأي مواجهة مباشرة للقوتين في سورية.
ويتسابق الطرفان، الاميركي والحلفاء من جهة، والجيش العربي السوري وحلفاءه من جهة اخرى الوقت للوصول الى الحدود الشرقية للبلاد، فأمريكا تهدف الى قطع طريق بغداد دمشق مع ما يمثله من حيوية لإيران، واقامة منطقة يمكن اطلاق توصيف المنطقة الآمنة عليها استعدادا للأطباق على تنظيم داعش في دير الزور والرقة، وبالتالي ملاقاة القوات القادمة من الشمال، وفي المقابل يحاول الايرانيون والنظام الوصول للحدود لملاقاة الحشد للشعبي وضمان السيطرة على الطريق الاستراتيجي، وهذا السباق بالتأكيد سوف يقود الى نتائج قد تكون ذات تأثير على الاطراف المتصارعة، ومنها:
1- استمرار تقدم الجيش العربي السوري وحلفاءه الى شرق البلاد، فالأحداث في منطقة الشرق السوري وصولاً الى جنوب البلاد تتسارع بشكل كبير، فالجيش العربي السوري مدعوم بالحلفاء حقق تقدما في الايام الماضية، بحيث باتت على مسافة غير بعيدة من المعبر الاستراتيجي في التنف، وتزامن تقدم قوات هذه القوات مع الإعلان عن وصول قوات الحشد الشعبي الى الحدود العراقية السورية، واستعدادهم للقتال الى جانب الحكومة السورية داخل اراضيها، لهذا فان اي تراجع سيكون ذا عواقب كبيرة على الجيش السوري وحلفاءه، وهذا التراجع سيستغل لصالح الطرف الامريكي وحلفاءه، لهذا فان القوات السورية وحلفاءها سيتقدمون في الشرق حتى لو ادى ذلك الى مواجهة مباشرة مع القوات الامريكية.
2- تدهور العلاقات الخليجية القطرية سيكون عامل قوة للجيش السوري وحلفاءه في التقدم، اذ ان الخطة الامريكية القاضية بنشر قوات عربية في جنوب وشرق سوريا سيكون مصيرها الفشل، لان الخلافات الخليجية، والحرب في اليمن، والخسائر الكبيرة لهذه القوات في حال دخولها سوريا، سيكون عامل معرقل لتواجدها، هذا ما يجعل امريكا وبعض قوات المعارضة وحدها في الميدان، مما يعطي زخما اكبر للجيش السوري وحلفاءه.
3- ان تواجد قوات امريكية الى جانب المعارضة سيعطي الشرعية لتواجد قوات اخرى في سوريا الى جانب النظام السوري، اذ كان في الماضي ينظر الى القوات الايرانية وحزب الله كقوات اجنبية، وكانت هناك مطالبات دائمة لرحيلها عن سوريا، اما الان فان وجود القوات الامريكية المباشر في سوريا سيكون حجة لتواجد هذه القوات، بل وزيادة عددها، واحتمال تدخل قوات اخرى من دول مجاورة لصالح النظام السوري غير بعيد.
4- تواجد القوات الامريكية في منطقة البادية السورية وجنوبها وهي منطقة اغلبها اراضي منبسطة وكشوفة، سيجعلها بين قوتين تكن العداء لها في المنطقة، وهما الجيش العربي السوري وحلفاءه من جهة الغرب والشمال، والحشد الشعبي العراقي من جهة الشرق، لهذا فان اي احتكاك بين هذه القوات سيقود الى حرب شاملة في المنطقة قد تمتد الى مصالح امريكا داخل دول المنطقة، خاصة وان الموقف الامريكي في العراق ضعيف للغاية، وغير مسنود من اي قوة على الارض.
5- البعض يرى ان التصريحات الأمريكية لضرب الجيش السوري وحلفاءه، لا تعدو إلا لعبة شد الحبل بين أمريكا وروسيا، فأمريكا لن تخاطر بهكذا خطوة قد تسبب لها خسائر موجعة، خصوصا أن ضرب الجيش العربي السوري مباشرة، قد يهدد مصالح أمريكا في جغرافيا واسعة، بالإضافة لما تمثله الخطوة من لعب بالنار مع روسيا، باعتبار أن العملية الروسية القائمة، هي هادفة لدعم الأسد، فكيف يمكن أن تأتي قوة خارجية وتضرب من هو تحت الحماية الروسية، لذا هي ليست إلا مجرد بالونات إعلامية، تهدف لتحقيق ضغط معين في أطار اللعبة السياسية القائمة، وقراءة ردود الأفعال عن خطوتها الإعلامية، كي ترسم الخطوة التالية بناء على قراءات الخبراء المخططين للسياسة الأمريكية.
6- تقدم الجيش السوري في البادية الشرقية وتحريره لآلاف الكيلو مترات من الارضي، والتي ستكون نقاط انطلاق للجيش العربي السوري نحو الشرق لاستكمال تحريره، وان الخط الممتد من جنوب شرق حلب الى منطقة التنف الحدودية هو بمثابة خط انطلاق نحو دير الزور والبوكمال، وهي ستشكل عمق دفاعي لدمشق ووسط سوريا وصولا الى حماه وحلب، كما ان التسويات في المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة في دمشق وحمص جعلت قوات المعارضة في موقف محرج، واخذت هذه القوات تخرج نحو الشمال في ادلب، والتي ستكون بداية النهاية للمجموعات المسلحة في سوريا، كما ان الموقف الروسي وان كان دبلوماسيا في بعض الاحيان ومهادن مع امريكا، الا ان لدعمه الجوي للقوات السورية في محور تدمر دورا كبيرا، كما اعترضت الطائرات الروسية طائرات امريكية بالقرب من التنف الحدودي شرق السويداء، هذا ما يجعل الامريكان يأخذون جانب التعقل اكثر من الانجرار وراء الحرب الدمار.
خلاصة القول، علينا ان لا ننخدع بالحرب الدولية على الارهاب، فالخداع الذي تتسم به السياسة الأمريكية في المنطقة، فهي من جهة تقود تحالفا دوليا لدحر الارهاب في المنطقة، ومن جهة اخرى تقف بالضد من كل من يحاول محاربة الارهاب والقضاء عليه، فهي وقفت ضد الحشد الشعبي في العراق، وضد الجيش العربي السوري في سوريا تقف، بحجة انها تقاتل ضد الإرهاب، لهذا على دول المنطقة ان تعي الخطر جيدا وان تتكاتف من اجل انهاء الارهاب بالتعاون فيما بينها، والاعتماد على امكانياتها الذاتية –كما هو حاصل في العراق- للقضاء على الارهاب التكفيري، بدون الاستعانة بقوات عسكرية من اي دولة اخرى، لأنها بمجملها لها اجندات تحقيقها على حساب شعوب المنطقة.
اضف تعليق