q

بعد وصوله إلى إسرائيل، حاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طمأنة حليفته إن الشعور المشترك بالقلق من إيران يقرب بين إسرائيل ودول عربية كثيرة وطالب بأن توقف طهران فورا الدعم العسكري والمالي "للإرهابيين والميليشيات"، فيما تعهد "بعدم السماح مطلقا لإيران بامتلاك أسلحة نووية"، وقال بعد اجتماع مع الرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين "ما حدث من إيران قرّب أجزاء كثيرة من الشرق الأوسط نحو إسرائيل."

وترى واشنطن في عهد الشعبوي ترامب تزايد التأثير الإيراني في الصراعات في سوريا واليمن والعراق حيث تدعم مقاتلين شيعة أو ترسل قواتها إلى هناك، وقال ترامب في تصريحات علنية خلال اجتماع في القدس مع الرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين "الأهم هو أن تعلن الولايات المتحدة وإسرائيل بصوت واحد أنه يتعين عدم السماح لإيران على الإطلاق بامتلاك سلاح نووي وأن عليها وقف تمويل وتدريب وتسليح الإرهابيين والميليشيات وأن تتوقف عن ذلك على الفور".

وتصنف الولايات المتحدة إيران "دولة راعية للإرهاب" وتعتبر أن دعم طهران للرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية في بلاده ودعمها للحوثيين في الحرب اليمنية وجماعة حزب الله المسلحة في لبنان أسهم في ضرب استقرار الشرق الأوسط.

الخوف من إيران!

فيما وتتهم إيران الولايات المتحدة ببيع أسلحة إلى "إرهابيين خطرين" في الشرق الأوسط ونشر "الخوف من إيران" لتشجيع الدول العربية على شراء الأسلحة.

ونقل التلفزيون الإيراني عن بهرام قاسمي المتحدث باسم وزارة الخارجية قوله "مرة أخرى، عبر تكرار مزاعمه التي لا أساس لها، حاول الرئيس الأمريكي... تشجيع دول المنطقة على شراء المزيد من الأسلحة عبر نشر الخوف من إيران".

وجاء تصريح قاسمي بعد أن أنهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيارة إلى السعودية، خصم إيران اللدود في المنطقة، حيث وقع صفقات أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار تقريبا.

وتستبعد طهران تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط دون مساهمة منها فيما تتهم واشنطن بدعم الإرهاب من خلال مساندتها لمقاتلي المعارضة في سوريا واعتبرت أن القمة الإسلامية الأمريكية التي عُقدت في السعودية على شرف الرئيس الأمريكي "لا قيمة سياسية لها ولن تسفر عن نتائج".

وتتبنى إيران هذه الفكرة بشكل رسمي عبر رئيسها روحاني الذي انتخب مؤخراً لولاية ثانية: "من يستطيع القول إن الاستقرار الإقليمي يمكن استعادته من دون إيران؟ من يمكنه القول إن المنطقة ستشهد استقرارا كاملا من دون إيران؟"

كما تصر إيران وفقاً لروحاني على مواصلة برنامجا للصواريخ الباليستية والذي أدى بالفعل إلى فرض الولايات المتحدة عقوبات عليها قائلا: "إن أغراضه دفاعية فقط".

إيران تهاجم القمة الإسلامية الامريكية

واعتبر روحاني ان قمة الرياض التي جمعت الولايات المتحدة ودولا عربية واسلامية ووجهت خلالها انتقادات شديدة للجمهورية الاسلامية كانت "استعراضا" بدون "أي قيمة سياسية"، وفي إشارة إلى الاتفاقات التي وقعتها الرياض مع ترامب والتي تجاوزت قيمتها 380 مليار دولار، قال روحاني في مؤتمر صحفي "لا يمكنكم حل مسألة الإرهاب من خلال منح أموال شعبكم إلى قوة كبرى".

من جانبه، انتقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإبرامه صفقات أسلحة واستثمارات أخرى بمئات المليارات من الدولارات مع السعودية.

وجاءت تصريحات ظريف بعد ساعات من حث ترامب الذي يزور السعودية زعماء الدول العربية والإسلامية على التوحد وهزيمة الإسلاميين المتطرفين.

وخص ترامب بالذكر إيران بوصفها راعية أساسية لجماعات متشددة ليبعث بذلك رسالة قاسية لطهران بعد يوم من فوز الرئيس حسن روحاني بفترة رئاسة ثانية.

وكتب ظريف على تويتر "إيران التي أنهت للتو انتخابات حقيقية تتعرض لهجوم من رئيس الولايات المتحدة في معقل الديمقراطية والاعتدال. هل هي سياسة خارجية أم استخلاص 480 مليار دولار من السعودية ببساطة؟".

الخليج يسعى لمحاصرة إيران

اعتبرت دول الخليج المشاركة في القمة الإسلامية الأمريكية ان الزيارة جددت الحلف الخليجي مع الولايات المتحدة في مواجهة التطرف والجارة الشيعية ايران.

وتوترت العلاقات بين دول الخليج ومن بينها الإمارات بسبب مخاوف من تدخلات إيران في شؤون دول عربية بما في ذلك سوريا واليمن وتأجيج اضطرابات وتوترات طائفية. وتنفي طهران هذه الإدعاءات.

وعنونت صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية على صفحتها الاولى "شراكة عربية-اسلامية-اميركية تحاصر التطرف وايران"، فوق صورة كبيرة لترامب متوسطا قادة الدول التي شاركت في القمة العربية الاسلامية الاميركية.

وكتبت ان القمة "وضعت اولى خطوات التنسيق والشراكة مع الولايات المتحدة الاميركية لمحاربة الارهاب والافكار المتطرفة والدول الراعية له".

ما تقوله الصحف الخليجية

ووضعت صحيفة "الرياض" القمة في خانة توجيه "رسالة حازمة الى ايران"، واعتبرت انها حددت "مكامن الخطر على إقليمنا والعالم المتمثل في ايران، الراعية الاولى للارهاب في العالم تخطيطا وتنفيذا ورعاية وتمويلا".

واضافت ان ايران "دولة مارقة يجب وقف انشطتها الارهابية بان يكون هناك تعامل حازم معها دون هوادة".

أما صحيفة "اراب نيوز" السعودية الناطقة بالانكليزية، فكتبت ان خطاب ترامب كان الحدث الابرز في لقاءات السبت والاحد.

وقالت ان الخطاب "لم يسكت فقط معظم المنتقدين، أقله في المنطقة، لكنه اظهر بشكل واضح ان ترامب سيقوم بكل ما يرى انه صائب حتى وان (...) اظهره ذلك بانه يناقض نفسه في الداخل" الاميركي.

وتابعت "خشينا رئيسا يسعى لتفريقنا، لكننا حصلنا (على رئيس) يتحدث عن الوحدة (...) ويشرب قهوتنا وينضم الينا في رقصتنا".

وتابعت "خشينا عندما قال (اميركا اولا) اننا سنهمش ونترك لمآسينا، لكن سلفه باراك اوباما هو الذي قام بذلك".

في الامارات، عنونت صحيفة "الاتحاد" ان القمة الاسلامية العربية مع ترامب "تدشن عهدا جديدا من الشراكة والتسامح"، وان اجتماعات الرياض تثبت ان مجلس التعاون الخليجي هو "المجموعة الاقليمية الاقوى والاكثر تاثيرا وتنظيما".

وأشادت بخطاب ترامب، معتبرة انه "جدد العلاقة الاميركية بحلفائه في المنطقة"، و"نجح" في تحديد موقفه في ما يتعلق باهم ملفين، وهما ملف التطرف والعنف والارهاب، وملف النظام الايراني".

وفي الكويت، رأت صحيفة "الراي" ان اجتماعات الرياض "ترسم مستقبل المنطقة" بعدما "دشنت (...) عصرا جديدا من العلاقات بين العالمين العربي والاسلامي والولايات المتحدة".

وكتبت صحيفة "الراية" القطرية ان اللقاءات مع ترامب "نجحت بكل المقاييس، وحققت المطلوب منها، على الصعد السياسية والاقتصادية ومكافحة الإرهاب والتطرف".

فرنسا تدعو إلى حوار سياسي مع إيران

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن فرنسا تريد تطوير حوارها السياسي مع إيران على أمل أن يؤدي ذلك إلى جهود بناءة لحل أزمات إقليمية بعد يوم من توجيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادات لإيران.

وباريس على خلاف مع إيران بشأن الأزمة في سوريا واتخذت أحد أشد المواقف من إيران أثناء تفاوضها مع القوى الكبرى على اتفاق نووي في عام 2015 لكنها سارعت باستئناف العلاقات التجارية معها.

وقالت الوزارة ردا على سؤال عما إذا كانت باريس تتفق مع ترامب في دعوته لعزل إيران إن وزير الخارجية "جان إيف لو دريان سيعمل على تطوير الحوار السياسي الذي يتعين أن يكون جزءا من نهج بناء لحل الأزمات الإقليمية".

وأبلغ الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الفرنسي ترحيب بلاده بالتعاون على جميع المستويات لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط وذلك بعد ساعات من انتقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لطهران مجددا خلال زيارته الراهنة للمنطقة.

وخلال اتصال هاتفي قال روحاني لرئيس فرنسا الجديد إيمانويل ماكرون إنه يأمل ألا تتخذ أوروبا نفس موقف ترامب من الجمهورية الإسلامية.

ونسب إلى روحاني القول "علينا أن نعيد السلام والاستقرار إلى المنطقة. نأمل ألا تقع أوروبا في شرك الدول التي تروج لتفسيراتها الخاطئة للمنطقة".

اضف تعليق